أصدرت المحكمة الدولية الخاصة في لبنان خمسة أحكام بالسجن المؤبد على سليم عياش، عضو حزب الله، بتهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وبعد نحو 15 عاما على الجريمة يظل السؤال الأبرز، أين المدان الوحيد بالقضية؟ وما إذا كانت الجماعة الشيعية ستسلم عياش أم لا.
يعد سليم عياش هو المدان الوحيد من 4 متهمين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، ومنذ وقتها لا يعرف أحد مكان تواجده. ما دفع نشطاء لاتهام حزب الله بالتستر على أحد أبرز أعضائه.
يقول قضاة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إن سليم عياش لعب دورا مركزيا في تفجير بيروت 2005 والذي أودى بحياة رفيق الحريري، لذلك أصدت المحكمة 5 أحكام بالسجن مدى الحياة على عضو حزب الله لإدانته في خمس تهم، موضحة أن العقوبات يجب تنفيذها في الوقت نفسه.
ورغم أن عياش المولود في 1963 عضوا في حزب الله، تؤكد المحكمة الدولية أنه لا يوجد دليل على تورط قادة الحزب في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق.
وتضمنت التهم الخمس التي تلاحق عياش تنفيذ عمل إرهابي، القتل العمد لرفيق الحريري، استخدام أدوات متفجرة وقتل 21 شخصا عبر تلك المتفجرات، والشروع في قتل 226 آخرين، بينما برأت المحكمة 3 متهمين آخرين حوكموا غيابيا.
وفي هذا السياق، أصدرت المحكمة مذكرة توقيف جديدة بحق عياش، وأخرى دولية وقرار نقل واحتجاز ضد المتهم، داعية من يحمونه إلى تسليمه للقضاء.
- قضية اغتيال الحريري
تعود قضية اغتيال الملياردير اللبناني ورئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري لعام 2005، حينما انضم إلى دعوات المعارضة في البرلمان ومطالبة سوريا بسحب قواتها الموجودة في لبنان منذ 1976.
وبينما كان يمر موكب الحريري أمام أحد فنادق بيروت صباح يوم 14 فبراير 2005، انفجرت قنبلة مخبأة في شاحنة صغيرة، وخلف الانفجار دمارا واسعا واشتعال السيارات المجاورة.
وأودى الانفجار بحياة الحريري، ليخرج آلاف المتظاهرين في الشوارع احتجاجا على الدعم الحكومي اللبناني لسوريا ذات النفوذ الواسع في ذلك الوقت، موجهين اتهامات للنظام السوري بالتورط في عملية الاغتيال.
وفي 2007، بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تحقيقا حول التفجير، لتبدأ محاكمة غيابية لعياش و3 متهمين آخرين هم: أسعد صبرا، وحسن عنيسي، وحسن حبيب مرعي، وهم أيضا على صلة بحزب الله.
وبعد مرور 15 عاما، أدانت المحكمة الدولية شخصا واحدا في قضية اغتيال الحريري، وهو سليم عياش، ليظل اسمه محفورا في ذاكرة اللبنانيين.
ولا يعرف مكان عياش، لكن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أعلن في وقت سابق رفضه تسليم أي من المتهمين في القضية، بينما يشير نشطاء إلى أن الحزب وحده يعلم ماذا يعمل سليم عياش وأين هو، مستبعدين احتمالية تسليمه للعدالة لتنفيذ الحكم.