الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المزارع والأرنب


يحكى والعهدة على الراوى انه فى زمن ما لم يحدد تاريخه وفى بلد ما لم  يذكر اسمها كان يعيش رجل طيب ورث عن ابيه قيراطا من الارض كانت هى كل مايملكه من حطام الدنيا . حرص مزارعنا هذا على الاعتناء بهذا القيراط ورعايته ليصبح انتاجه من الخضروات من افضل منتجات القرية كلها وكان صاحبنا هذا يأخذ الجزء الاعظم من الانتاج لبيته حتى يوفر نفقات الشراء والاجزاء الاخرى يقتسمها بين التصدق على اهل الله والبيع كى يدبر نفقاته الحياتية .

 مزارعنا هذا كان محور حديث مزارعى القرية وحقد الاثرياء منهم اصحاب الفدادين الكثيرة ومن بغضهم وكراهيتهم لتفوق هذا المزارع وانتاجه المبارك  اجتمعوا ليقرروا ماذا يفعلوه لإفساد تفوق الرجل وتخريب محصوله ، تبارز كل منهم فى اظهار الخطط والضربة القاضية الا انهم اتفقوا فى نهاية الامر على خطة كبيرهم وهى اطلاق جحافل من الارانب على ارض الفلاح الممتزجة بالمزروعات من جزر وخس وكرنب وجرجير وغيرها من الخضروات وبالفعل عندما افل الليل كانوا قد احضروا اقفاصا مليئة بالارانب واطلقوها تعيث فى الغيط فسادا وتدميرا .

فى أولى نسمات الصباح جمع أعداء السلام أرانبهم بعدما  سعدوا ايما سعادة بما تركته من اثار تحزن صاحبنا المزارع الذى صدم عندما رأى غيطه وقد تحول الى عبث ارضى ، لاول وهلة اعتلاه الحزن وربما سرى فى فكره القنوط ولكنه عاد الى رشده وقال لنفسه عله خيرا ولعل الله اراد بذلك خيرا لى وربما درءا لمصائب على بيتى واولادى واخواتى وامى ، مزارعنا كان يريد ان يعرف من وراء ذلك وخاصة ان خبرته اكدت له ان من عبث بغيطه مخلوقات غير بشرية من اثار اقدامها وتعاملها مع المزروعات وخاصة الجزر.

 فى طريق عودته الى بيته مر على اثرياء بلدته ورآهم يضحكون ويتغامزون ويسألونه عما حدث لغيطه فتبسم وقال لهم كله من عند ربنا واللى يجيبه ربنا خير . عاد الى بيته واحضر معدات لاقامة مايقال عليه خُص واقامه كى يتخذه مكانا لاقامته ليراقب ويرى هذه المخلوقات ، فى الليل جلس ليجد هجوما من الارانب على حقله ولكنه من عتمة الليل لم يتعرف على من اطلقهم ، صالت الارانب وجالت فيما تبقى من مزروعات فى غيطه وبعدها دخلت الخُص ليسجد مزارعنا شاكرا ويأخذ منهم ماقدره الله ويعود الى بيته وتسعد اسرته بهذا الخير الوفير استطاع المزارع بما يجمعه من ارانب ان يطعم اهل بيته ويبيع ويكسب اموالا. كثيرة وزادت الارانب عنده لدرجة ان قيراطه اصبح كل شبر فيه عبارة عن بيت ارضى اتخذته الارانب مقرا لها وسكنا وانجابا . حال مزارعنا اصبح من أفضل لأفضل وجيرانه الاثرياء من غم لهم ، يقال ان هذه الحكاية عندما قصت فى محفل تاريخى كانوا يصفون فيها مصر وحاكمها ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط