الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد الحرب الفتاكة.. هل تعود الحياة إلى طبيعتها فى إقليم تيجراي الإثيوبي؟

إقليم تيجراي الأثيوبي
إقليم تيجراي الأثيوبي

بعد مرور أكثر من شهر على القتال فى إقليم تيجراي والحرب بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وبين جبهة تحرير تيجراي التى تعتبرها حكومة أديس أبابا جماعة متمردة، يعود العمل مرة أخري داخل الإقليم المنكوب والذي شهد حربا فتاكة على الأرض.


الإدارة المؤقتة سبتدأ العمل رسميا الإثنين المقبل في كامل الإقليم، مع منح مهلة 3 أيام لتسليم جميع الأسلحة المنتشرة في إقليم تيجراي لدى الأفراد والجماعات والمدنيين. هكذا أعلن الرئيس التنفيذي للإدارة الحكومية المؤقتة بإقليم تجراي، الدكتور ملو نغا.


اقرأ أيضا: 

اختطاف وتهجير أم إعادة توطين.. ماذا يحدث للاجئين في إثيوبيا؟

وأضاف نغا أن الإدارة الحكومية الجديدة أعطت مهلة 3 أيام لتسليم جميع الأسلحة المنتشرة في إقليم تجراي لدى الأفراد والجماعات والمدنيين لإقرب وحدة أمنية لهم.


وتابع: "سنبدأ بإجراءات تفتيش مشددة في كامل المدن والقرى والمناطق لنزع أي سلاح قد يكون لدى الأفراد والجماعات"، موضحا أن إجراءات قانونية صارمة ستتخذ ضد كل من يحتفظ بالسلاح بعد هذه الفترة المعلنة للتسليم.


وذكر أن جميع المكاتب الحكومية والشركات في إقليم تجراي تعمل بالتعاون مع الجهات المعنية لبدء تقديم الخدمات، موضحا أن الإدارة المؤقتة تعمل جاهدة لضمان فتح مرافق الخدمات للجمهور وعودة السكان إلى أنشطتهم اليومية بأمان.


كما أكد الرئيس التنفيذي إن موظفي الحكومة سيعودون إلى العمل بحلول يوم الاثنين، مؤكدا أن عدم حضور أي موظف حكومي للعمل في ذلك التاريخ للوفاء بمسؤولياته المهنية فسيتم اعتباره مستقيلًا طوعًا.


نغا لفت إلى عودة السلام والاستقرار في معظم مدن الإقليم بما في ذلك العاصمة مقلي، قائلا: "يجب أن تعود الأعمال إلى طبيعتها اعتبارًا من الغد".


تلك التصريحات التي أدلى بها الرئيس التنفيذي للإدارة الحكومية المؤقتة بإقليم تجراي، الدكتور ملو نغا، جاءت بعد مطالبة المجتمع الدولي منذ اسابيع بالوصول إلى المنطقة، التي كانت شبه مقطوعة عن العالم منذ 4 نوفمبر عندما بدأ الجيش الإثيوبي عملية عسكرية بهدف إسقاط السلطات المحلية التي تناهض حكومة اديس ابابا ، وهى جبهة تحرير تيجراي.


الحرب التى اندلعت فى تيجراي كان ضحاياها من المدنيين واللاجئين الذين توجهوا إلى مناطق متفرقة، سواء المناطق المجاورة لتيجراي أو العاصمة أديس أبابا أو نزحوا نحو الحدود السودانية.


فبعد مرور أكثر من شهر على الحرب الدائرة فى إقليم تيجراي، وصلت مساء السبت أول  قافلة من المساعدات الدولية إلى ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي الإثيوبي، وذلك لأول مرة منذ بدء العملية العسكرية للجيش الفيدرالي الإثيوبي قبل أكثر من شهر، وذلك وفقا لما أعلنته اللجنة الدولية للصليب الأحمر.


وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إن القافلة التي انضم إليها الصليب الأحمر الإثيوبي وتم تنظيمها بالتنسيق مع السلطات الإثيوبية، حيث تقل الشاحنات السبع للقافلة التابعة للصليب الأحمر أدوية ومعدات طبية من أجل معالجة أكثر من 400 جريح ومواد لعلاج أمراض شائعة ومزمنة.


وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ، قد أعلن في الـ13 من نوفمبر الماضي عن تعيين رئيس تنفيذي لإقليم تجراي شمال البلاد بعد عملية عسكرية استهدفت استعادة الشرعية وإنفاذ سيادة القانون على جبهة تحرير تجراي التي سيطرة على الإقليم لنحو 27 عاما.


شرارة الحرب فى تيجراي تعود جذورها لعدة سنوات ماضية حيث كانت نخبة إقليم تيجراي مهيمنة على السلطة منذ عام 1991 حتى عام 2018، وهو تاريخ مجيء آبي أحمد إلى السلطة، ومنذ ذلك الحين تراجع نفوذ جبهة تحرير شعب تيجراي، ووجهت اتهامات لـ آبي أحمد بإقصائهم من الحكومة المركزية والجيش، وعليه هدد الإقليم بالانفصال عن إثيوبيا.


حزب الازدهار
ولكن آبي أحمد قام بحل تحالف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الحاكم سابقا وتأسيس حزب الإزدهار والذي رفضته جبهة تحرير شعب تيجراي وابدت عدم رغبتها فى الانضمام إليه.

الانتخابات
قرارات الحكومة الفيدرالية بتأجيل الانتخابات في عموم البلاد بسبب تفشي وباء كورونا، أزالت الرماد من فوق الجمر واشتعلت نيران الحرب لدي إقليم تيجراي الذي فضل عدم الرضوخ لهذا القرار وأجرت الإدارة داخل الإقليم انتخابات في سبتمبر الماضي في تحدٍ لقرار الحكومة المركزية.

وبعد يوم من تمديد ولاية رئيس الوزراء أمام البرلمان، قالت جبهة تحرير شعوب تيجراي إنه لم تعد لدى آبي أحمد سلطة نشر الجيش لانتهاء ولايته. ومنعت سلطات ولاية تيجراي نشر القادة العسكريين الذين أرسلوا لتولي مسؤولية القيادة الشمالية في ميكيلي عاصمة الإقليم.

واتهم بيان حكومي جبهة تحرير تيجراي الشعبية، بمحاولة إثارة الاضطرابات وحرب أهلية من خلال تنظيم هجوم للمليشيا على قاعدة رئيسية للجيش الإثيوبي في تجراي في الساعات الأولى من يوم الأربعاء الموافق 4 نوفمبر.


ولاحقا، بدأت الحكومة الفيدرالية المرحلة الأخيرة من عملية إنفاذ سيادة القانون على الإقليم، ولاحقت قادة الجبهة في الجبال، فيما تسببت المعارك في الإقليم تجراي بموجة نزوح جماعي لآلاف السكان من مناطق الحرب إلى الحدود مع السودان وإريتريا.