الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اختطاف وتهجير أم إعادة توطين.. ماذا يحدث للاجئين في إثيوبيا؟

اللاجئيين فى أثيوبيا
اللاجئيين فى أثيوبيا

يبدو أن الحرب فى إثيوبيا ما زالت تلقي بظلالها على المواطنين واللاجئين الذين فروا نحو العاصمة أديس أبابا خوفا من الموت، الجديد أن هؤلاء اللاجئين تتم إعادتهم إلى إقليم تيجراي مرة أخرى ليسكنوا داخل مخيمات كما كان فى السابق، الأمر الذى أثار استياء المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة على حد سواء خاصة بعد الإجراءات التى اتخذتها الحكومة الإثيوبية من تهجير اللاجئين الإريتريين إلى المخيمات.

خطوة أثارت استهجان العالم، ففى بيان رسمي أكدت الحكومة الإثيوبية إعادة اللاجئين الإريتريين إلى مخيمين في إقليم تيجراي الشمالي،  فروا منهما خلال القتال على مدى شهر بين الجيش وقوة متمردة في الإقليم، موضحة أن "الأوضاع أصبحت آمنة ومستقرة في تيجراي في الوقت الراهن.. يخرج عدد كبير من اللاجئين، الذين لديهم معلومات مغلوطة، بطريقة غير قانونية.. تعيد الحكومة هؤلاء اللاجئين بأمان إلى مخيماتهم".

اقرأ أيضا: 


المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، قال إن المفوضية تلقت عددا كبيرا من التقارير المقلقة عن مقتل واختطاف اللاجئين الإريتريين في إقليم تيجراي الإثيوبي وإعادتهم قسرًا إلى إريتريا، مؤكدا أنه "إذا تأكدت هذه الأفعال ستشكل انتهاكا كبيرا للقانون الدولي".

اقرأ أيضا : 

"لدى إثيوبيا تقليد طويل الأمد في الترحيب باللاجئين الذين أُجبروا على الفرار واستضافتهم. وإنني أحث بشدة حكومة إثيوبيا على الاستمرار في تحمل مسؤوليتها تجاه اللاجئين بموجب القانون الدولي، وضمان حماية وسلامة جميع هؤلاء اللاجئين في البلاد"؛ هكذا أوضح غراندي.

كما دعت الأمم المتحدة، الحكومة الإثيوبية، إلى العمل على ضرورة توفير الحماية والمساعدة للاجئين بما في ذلك خارج منطقة تيجراي الشمالية. 

كما طلبت من الحكومة الإثيوبية منح المفوضية والشركاء الإنسانيين حق الوصول المضمون إلى مخيمات اللاجئين الإريتريين الأربعة داخل تيجراي، والتي تقول الأمم المتحدة إنها لم تتمكن من الوصول إليها "لأكثر من شهر".

أما السودان التى أحسنت استضافة اللاجئين وقدمت لهم معاملة آدمية تعكس مدى رقي هذا البلد الأفريقي، فلم يكن من اللائق الحديث عن اللاجئين من دون المرور على هذا البلد المستضيف، حيث أوضح "غراندي"، أن "حكومة السودان وشعبه رحبوا بكرم بما يقرب من 50 ألف لاجئ إثيوبي سعوا إلى الأمان في بلادهم منذ بداية الصراع".

وأشار غراندي إلى أن "اللاجئين الإثيوبيين في السودان أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم  ولكن فقط عندما يمكن ضمان سلامتهم وأمنهم.. والمفوضية على استعداد لتقديم الدعم الكامل للاجئين في الوقت الذي يعبرون فيه، عن حرية ووعي، قرارهم بالعودة ".

وشدد المسؤول الأممي على "أي عودة يجب أن تكون آمنة وطوعية وكريمة، وأن تتم بما يتماشى مع المبادئ الراسخة بشأن العودة الطوعية".

من جانبه قال مجلس التحقيق في حالة الطوارئ الأثيوبي برئاسة ليما تيسيا والذي تم إنشاؤه للنظر في حالة الطوارئ المعلنة في ولاية تيجراي الإقليمية، إن :"الجريمة المرتكبة ضد الإنسانية ستجعل المرتكبين مسؤولين أمام المحكمة الجنائية الدولية.. كما أن الهجمات الصاروخية على مدينتي باهردار وجوندر استهدفت المدنيين الأبرياء".

وبحسب رئيس المفوضية ، فإن الإبادة الجماعية التي ارتكبت في ماي كادرا وخطف أعضاء من القيادة الشمالية هي مجزرة مروعة وعمل خيانة أيضًا.


خلال ثلاثة أسابيع، شقّت قوات رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد طريقها عبر تيجراي، الواقعة في شمال إثيوبيا، للإطاحة بالحزب الحاكم في الإقليم، جبهة تحرير شعب تيجراي، بعد اتهام الجبهة بمهاجمة قاعدة عسكرية فيدرالية هناك.

شرارة الحرب فى تيجراي تعود جذورها لعدة سنوات ماضية حيث كانت نخبة إقليم تيجراي مهيمنة على السلطة منذ عام 1991 حتى عام 2018، وهو تاريخ مجيء آبي أحمد إلى السلطة، ومنذ ذلك الحين تراجع نفوذ جبهة تحرير شعب تيجراي، ووجهت اتهامات لـ آبي أحمد بإقصائهم من الحكومة المركزية والجيش، وعليه هدد الإقليم بالانفصال عن إثيوبيا.

حزب الازدهار
ولكن آبي أحمد قام بحل تحالف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الحاكم سابقا وتأسيس حزب الإزدهار والذي رفضته جبهة تحرير شعب تيجراي وابدت عدم رغبتها فى الانضمام إليه.

الانتخابات
قرارات الحكومة الفيدرالية بتأجيل الانتخابات في عموم البلاد بسبب تفشي وباء كورونا، أزالت الرماد من فوق الجمر واشتعلت نيران الحرب لدي إقليم تيجراي الذي فضل عدم الرضوخ لهذا القرار وأجرت الإدارة داخل الإقليم انتخابات في سبتمبر الماضي في تحدٍ لقرار الحكومة المركزية.

وبعد يوم من تمديد ولاية رئيس الوزراء أمام البرلمان، قالت جبهة تحرير شعوب تيجراي إنه لم تعد لدى آبي أحمد سلطة نشر الجيش لانتهاء ولايته. ومنعت سلطات ولاية تيجراي نشر القادة العسكريين الذين أرسلوا لتولي مسؤولية القيادة الشمالية في ميكيلي عاصمة الإقليم.

واتهم بيان حكومي جبهة تحرير تيجراي الشعبية، بمحاولة إثارة الاضطرابات وحرب أهلية من خلال تنظيم هجوم للمليشيا على قاعدة رئيسية للجيش الإثيوبي في تجراي في الساعات الأولى من يوم الأربعاء الموافق 4 نوفمبر.