EN 
«إنه شديد الأهمية لحد لا يوصف.. دستويفسكي نفسه لم يؤثر في هذا العدد من القراء» هذا الوصف كان الأكثر دقة للعراب أحمد خالد توفيق عن صديقه ومكتشف موهبته وداعمه الأول الكاتب والروائي المصري الراحل د. نبيل فاروق، الذي توفي قبل أيام قليلة، باعتباره صاحب الفضل في إحداث طفرة في الوطن العربي، عبر سلسلة قصص الجاسوسية والخيال العلمي، وإقحام تكنولوجيا المعلومات بالأعمال الأدبية، يحاور «صدى البلد» ريهام نبيل فاروق ابنة «الرجل المستحيل» كما يصفه محبيه، وإلى نص الحوار..
ما تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة د. نبيل فاروق؟
كانت أحداث يوم وفاته مثل المعتادة يوميا، استيقظ صباحا وتناولنا الإفطار معا، ولكن لم يذهب للمكتب الخاص به في هذا اليوم، وكان مريضا قبل وفاته بحوالي 10 أيام بأعراض إنفلونزا موسمية ولكن أثارت قلقنا خوفا من كورونا، واتضح أنه دور إنفلونزا موسمية وشُفي منه بعد إصابته بعدة أيام، وقبل وفاته كان يعمل على مجموعة القصص، وغيرها من الكتابات ولكن لست متأكدة من أنه كان قد انتهى منها بالفعل.
حدثينا عن نبيل فاروق الأب..
د. نبيل فاروق على المستوى الشخصي لنا كأب كان رب أسرة ملهما، ينتهي من عمله ويعود للمنزل لنتجمع سويا لتناول الغداء، وقضاء يوما أسريا معا، الهالة التي يراها الجميع حوله خارج المنزل كان يحرص على عدم انتقالها معه داخل المنزل، كان دائما أبا مشجعا لنا، القيم كانت واحدة من الأساسيات في حياته وحرص بشكل كبير على نقلها لنا كعدم الخوف من الحق، وعدم الاهتمام برأي الغير، ودائما ما كان مساندا لنا في قراراتنا الشخصية.
هل ورث أي من أبنائه موهبته في الكتابة؟
لم يرث أي منا الحس الأدبي لدى د. نبيل فاروق، نجن ثلاثة أبناء، أنا ريهام خريجة إعلام، وشقيقتي نورهان طبيبة صيدلانية، وأخي الأكبر شريف خريج علوم كمبيوتر ويعيش بالولايات المتحدة منذ 13 عاما، ولكن ابنة عمتي منى خالد تأثرت جدا بأبي ونظن أنها الوحيدة التي ورثت عنه موهبته في الكتابة.
كيف أثرت وفاة د. أحمد خالد توفيق على د. نبيل فاروق؟
العلاقة بين أبي والعراب لم يتخللها المنافسة الشخصية على الإطلاق، لكل منهما لونه وكتاباته الخاصة بها والتي ميزته، وعلى مدار سنوات معرفتهما ببعضهما البعض جمعتهما علاقة صداقة قوية، برغم بُعد فرص اللقاء، وبعد وفاة أحمد خالد توفيق ظل أبي في حالة صدمة وحزن لمدة أسبوع كامل.
لم ير «الرجل المستحيل» كما تمنى.. هل شعر د. نبيل فاروق بالإنصاف وتقدير أعماله؟
دائما ما كان يردد أنه من الصعب حصول الكاتب على فرصته وهو حي، وعادة ما يتم تقدير أعماله بعد رحيله، خاصة أنه حاول على مدار سنوات خروج أعماله إلى النور في صورة أعمال درامية ولكن لم يتحقق ذلك، وكانت كل المحاولات لوصول «الرجل المستحيل» للجمهور مرة أخرى في صورة مختلفة فيلم أو مسلسل، ولكن لم يتحقق ذلك وكان يقول: "بكرة لما أموت الناس هتفكر جديا في تقديمها"، لأنه تم الاتفاق على تقديمها عدة مرات مع أكثر من شخص ولكن لم تنجح أيا منه.
مسلسل «ما وراء الطبيعة» يحقق نظريته.. ماذا كان رأيه بعد مشاهدته؟
شاهدنا معُا مسلسل «ما وراء الطبيعة» ونال إعجاب والدي بشكل كبير لتقديمه بصورة مختلفة عن الجودة النمطية المقدمة في مصر، ولكن كان له تعليق على بعض الأمور التقنية في التفاصيل الداخلية بالمسلسل، والتي لم تؤثر على رأيه في المسلسل بشكل عام باعتباره عملا مختلفا وقويا، وشعر حينها بأن حلم صديقه قد تحقق وهذا يؤكد النظرية التي آمن بها أنه يتم الالتفات إلى هذه الأعمال الأدبية بعد وفاة أصحابها، وقال : "كنت أتمنى أحمد خالد توفيق يشوفه في حياته".
من هو الأب الروحي لـ «الرجل المستحيل»؟
دائما ما كان يحدثنا عن شعوره بالامتنان إلى أستاذ حمدي مصطفى من المؤسسة العربية الحديثة، ووصفه بالأب الروحي له، لأنه آمن به وبموهبته في الكتابة، بعد انصراف دور النشر عنه في البداية، بعدما تخلى عن الطب في سبيل الكتابة والأدب، وكانت عائلته ضد هذا القرار أيضا في البداية.
هل حدثكم عن البطل الحقيقي لأدهم صبري؟
لم يذكر أبي، اسم ضابط المخابرات الحقيقي لنا أبدا، ولكنه حدثنا عنه قائلا إنه عاصره خلال ممارسة عمله انبهر به كبطل خارق، وشعر بالمسئولية الشخصية لضرورة تجسيده في عمل أدبي، حتى تنتشر الفكرة في مصر، وعادة كان يحب رجال المخابرات لأنهم وطنيون وكان يقدر المجهود الذين يقدموه في سبيل الوطن.
