الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبو التاريخ بالعالم.. مؤرخ يوناني هو المبتكر الأول لكلمة Historia

ابو التاريخ
ابو التاريخ

يعتبر هيرودوت بن ليكسيس هو أبو التاريخ فهو  مؤرّخ يوناني وُلد وعاش في القرن الخامس قبل الميلاد ح. 484- ح. 425 ق.م. في هاليكارناسوس جنوب آسيا الصغرى بمنطقة بدروم وهي  تركيا حاليًّا.

أقرأ أيضا : الجامعة الأمريكية تكشف لـ صدى البلد عن موعد بدء الدراسة لربيع 2021 

أطلق عليه لقب "أبو التاريخ"، اللقب الذي منحه إياه لأول مرة شيشرون، وهو يعد أول مؤرخ يشتهر بكسرهِ أسلوبَ أو تقليد الهومري في معالجة المواضيع التاريخيّة كوسيلة للتحقيق الدقيق حيث أنه قد قام بجمع مواده بطريقة منهجية وعلمية، وترتيبها في سرد تأريخي.

وكان  "هيرودت" معاصرًا لتوكيديدس وسقراط ويوربيدس ويقول أبو التاريخ إنّ السببَ الذي جعله يكتب التاريخ هو: "عرض الأبحاث الدقيقة حتى تُحفظ من النسيان، ويتم ذكر أحداث الأجيال السابقة والحاضرة" ولحفظ الأعمال العجيبة والعظيمة للإغريق والبربر، وتوضيح الأسباب التي أدت للحروب والفتن بينهم.

 

وكان يهدف هيرودوت الى معرفة الحقائق التاريخية من خلال البحث والتقصي حول العالم، و هو يُعدّ أول من استخدم كلمة "Historia" لدراسة تاريخ القدماء، وحدد المعنى الدقيق للكلمة عن طريق الاستبيان والبحث كما يرى ويسمع، إذ انه قد  ركز على عملية الاستقصاء والبحث عوضًا عن النتيجة و استمد أسلوبه السردي في كتابة رواياته التاريخية وتحديدًا فيما يتعلق بالدويلات الإغريقية من الشاعر اليوناني هومر

 

واشتهر هيرودوت بعمله الوحيد وهو كتاب التاريخ الذي يعدّ من أهم المؤلفات التاريخيّة، ويُعدّ سِجلًا "لتحقيقاته" أثناء سفره وتجواله، والذي بحثَ فيه أصول الحروب اليونانية الفارسية، وكان يتعامل بشكل رئيس مع حياة أرطيميسيوم وكرويسوس وسلاميس، وقورش الكبير وقمبيز وثرموبيلاي وسمرديس ومعارك ماراثون وداريوش وخشايارشا وميكالي، وبلاتيا، إلا أن الكثير من استطلاعاته الثقافية والتأريخية والاثنوغرافية والجغرافية وغيرها تشكل جزءًا أساسيًا من تاريخه الذي يحتوي على ثروة من المعلومات

 

سافر في بداية شبابة إلى أغلب دول العالم التي كانت معروفة في ذلك الوقت، حيث زار جزر الأرخبيل اليوناني ديلوس وكرودوس وكريت وغيرها من جزر الأرخبيل اليوناني، وزار بلاد الرافدين وفلسطين ومصر وعيلام وفينيقيا وأغلب الساحل الشمالي لأفريقيا والحواف الجنوبية لروسيا، وقيل أن أسفاره دامت سبعة عشر سنة، قطع خلالها نحو ألف وسبعمائة ميل، فأطلق عليه البعض ماركوبول العصور القديمة

 

ومكث فترة أواخر أيامه في مدينة أثينا، حيث قرأ ودرّس الكثير من تاريخه الذي جمعه، ودرس تاريخه في المدن اليونانية الأخرى، مُنِحَ مُكافأةً ماليةً كبيرة من أهالي مدينة أثينا تقديرًا لأعماله وكتاباته الأدبية والتاريخية، مع ذلك لم يتم منحه الجنسية الأثينية مع أنه كان حريصًا للحصول عليها، وغادر مدينة أثينا بعدها حيث قيل إنه غادرها بسبب نضوب أمواله، وقيل عدم رضاه عن مركزه في مدينة أثينا.

 

كان هيرودوت أول إغريقيّ في التاريخ يطلق اسم فلسطين على فلسطين التاريخية، وأنّها جزء من بلاد الشام في القرن الخامس قبل الميلاد، وعرف بفضل كتابه "تاريخ هيرودوتس" الذي يصف فيه أحوال البلاد والبشر الذين صادفهم في ترحاله حول حوض البحر الأبيض المتوسط، كما زار ساحات المعارك، فموضوع كتابه الأساسيّ هو الحروب الإغريق والفُرس، حيث كان حاضرًا في بعض المعارك مثل معركة ماراثون ومعركة سالاميس.

 

وقد سمّى هيرودوت كتابه الفحص أو البحث والتي تعني باللاتينية Historia، وبهذه الكلمة جمع معلومات تاريخية ودينية وقصصية وجغرافية فيه، فهو كتاب عالمي تناول جميع قصص الأمم التي وصفت في كتابه الذي سُميّ "تاريخ هيرودوتس" والذي ينقسم إلى تسعة مجلدات             

ويعرض "صدى البلد"  أهم كتبة :

 

 كليو: وهو الكتاب الأول، ذكر فيه معلومات عن مناطق الفرس والبابليّين.

يوتربي: وهو الكتاب الثاني، خصصه للحديث عن مصر وفيه قال مقولته الشهيرة: "مصر هبة النيل".

 ثاليا: وهو الكتاب الثالث، ذكر فيه غزو الملك قمبيز الفارسي لمصر وتحدث عن الحرب الأهلية في فارس والتي كسبها داريوش.

ميلوميني: وهو الكتاب الرابع تطرق فيه للحديث عن السكوثيين "سكان جنوبي روسيا" الذين حاول داريوش الفارسي مهاجمتهم سنة 512 ق.م.

تربسيخوري: وهو الكتاب الخامس تحدث فيه -مع جزء من السادس "أراتو"- عن ثورة المدن الإيونية في الفترة 499ـ494 ق.م السبب المباشر للحروب الفارسية.

 أراتو: وهو الكتاب السادس تحدث في الجزء الأخير منه عن معركة الماراثون.

بوليهيمنيا: وهو الكتاب السابع ذكر فيه استعدادات الملك الفارسي إكسركسس Xerxes "خِرخِس" لغزو بلاد اليونان، وأيضًا معركة ثرموپولاي في البر ومعركة أرتميسيوم في البحر.

أورانيا وهو الكتاب الثامن تحدث فيه عن معركة سلاميس البحرية.

أكالليوبي: وهو الكتاب التاسع والأخير فيختص بمعركة بلاتايا وهجوم الإغريق على الأسطول الفارسي في موكالي ونهاية الحروب.

 

فلذلك  "أبو التاريخ" هو هيرودوت الذي استطاع أنّ يُدَون 9 مجلدات كاملة تحمل عنوان "تاريخ هيرودوتس"، واشتهر بلقب "أبو التاريخ" كنوع من الاعتراف بفضله؛ لأنه أول من قام بتدوين التاريخ بدقة ومصداقية بأسلوب يغلب عليه التشويق والاثارة، حيث قام بوصف جميع أحوال وعادات وتقاليد الأمم التي زارها.