الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يخت الأمراء والملوك..حكاية المحروسة مع مدينة بور سعيد في عيدها القومي ..شاهد

سفينة المحروسة
سفينة المحروسة

 يعتبر يخت المحروسة من العلامات الفارقة فى تاريخ احتفال المدينة الباسلة بورسعيد بمناسباتها العالمية وربما احتفالات مصر بشكل عام لتكون احد مشاهد ملاحة الوطن الدولية خاصة وانه يعتبر  " أسطورة حقيقية؛ فلم يسبق أن بُني يخت بهذا الحجم أو حتى ما يقاربه.

تم بناء اليخت في عهد الخديوي؛ إسماعيل وذلك لاستخداماته الخاصة، ذلك بعد أن أهدى الخديوي اليخت الملكي "فايد جهاد" للسلطان العثماني عبد العزيز خان بمناسبة قدوم السلطان لمصر لتقديم التهنئة لتولي الخديوي إسمــاعيل عرش مصر. وقد بدأت شركة ""SAMOUDA بلندن بناء اليخت بـبـدن مـن الحـــديد في عام 1863 ميلادية.

وتم تدشينه في إبريل عام 1865م وسمي اليخت "محروسة". وكان في ذلك الوقت طــوله 411 قدمـًا (125مترًا) وعــرضه 42 قدمًا (12مترًا) وحمولته 3.417 طنًّا. ويسير بالبخار مستخدمًا وقود الفحم. وكانت وسيلة الدفع عبارة عن بدالات جانبية (طارات). وكانت سرعة اليخت تبلغ 16 عقدة. وكان له مدخنتان ومسلح بثمانية مدافع من طراز "أرمسترونج". وسافر طاقم اليخت من المصريين لاستلامه والعودة به إلى الإسكندرية في أغسطس من عام 1865م.

هذا و يتكون اليخت "محروسة" من خمسة طوابق؛ وهي طابق سفلي يضم الماكينات والغلايات وخزانات الوقود والطابق الرئيسي: يضم غرف الجلوس والمطابخ والمخازن والجناح الشتوي والقاعة الفرعونية إضافة إلى جناح الأمراء والأميرات اما الطابق العلوي الأول يضم مقدمة اليخت والمخطاف والأوناش  وصالة الطعام وصالة التدخين والطابق العلوي الثاني يضم سطح المدفعية والحديقة الشتوية والصيفية والجناح الصيفي والصالة الزرقاء ويضم الطابق العلوي الثالث "الممشى والعائمات" حيث يحتوي اليخت على أربعة مصاعد منها المصعد الخاص بالجناح الخصوصي. كما احتوى على جراج خاص بسيارة جلالة الملك ذات اللون الأحمر الملكي.


أقرأ ايضا ضمن احتفالها بالعيد القومى... وزير القوى العاملة يفتتح ملتقى التوظيف الأول لجامعة بورسعيد غدا

كان يعمل اليخت اول تدشينه يعمل بمحرك بخاري ضخم يعمل بالفحم الحجري. وكانت سرعته 16 عقدة في الساعة وكان يزيّن اليخت مدخنتان علاوة على ثمانية مدافع طراز أرمسترونج ففضلاً عن كونها من أساليب الزينة لليخت، فكانت كذلك من وسائل حماية اليخت من أية إغارة بحرية.

استخدم اليخت عام 1867 لقيادة الأسطول المكون من عشر سفن في نقل الحملة المرسلة لإخماد الثورة بكــريت وفى نهايـــة عـــام 1867 سافــر الخــديوى إسمـــــاعيل باليخت "محروســــة" لحضــــور المعــارض الفنيــة المقامــــة بباريس.

وفي عام 1868 أقل اليخت "محروســة" الخــديــوي إسمـــاعيل إلى مرسيليا لـدعوة  رؤساء ومـلوك وأُمراء أوروبا للمشاركة في احتفالات افـتتاح قناة السـويس للمـلاحــــة  الدوليـــة  لأول مرة  في التاريـخ.

واشترك اليخت في 17 نوفمبر عام 1869 في افتتاح قناة السويس للملاحة البحرية للمرة الأولى، وعلى متنه العديد من الشخصيات الهامة من الأمراء والملوك والرؤساء، ومنهم الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا زوجة نابليون الثالث وفى هذه المناسبة أهدت الإمبراطورة أوجيني بيانو أثري صنع خصيصًا لها في (شتوتجارت) بألمانيا  عام 1867، وهو ما زال بحـالته الأصلية حتى الآن وموجود باليخت.

ارسل يخت المحروسة في عام 1872 إلى لندن؛ حيث تم زيادة طوله 40 قدمًا، وأصبح طــولـه 451 قــدمًا (125مترًا وفي عام 1879، أبحر اليخت "محروسة" مقلاًّ الخديوي إسماعيل للإقامة بإيطاليا، وذلك بعد عزله عن حكم مصر، وتولي ابنه "توفيق" باشا الحكم من بعده.

تم تغيير القيزانات (غـلايات إنتاج البخـــار) لليخت في عام 1894 تم بترسانة (حسبو بك محمد) بالإسكندرية، وأُجـريت به بعـض الإصـلاحــات.

أبحر اليخت من الإسكندرية إلى بورسعيد في عام 1899، مقلاًّ الخديوي عباس حلمي الثاني للاحتفال بإزاحة الستار عن تمثال المهندس الفرنسي "فردنان ديليسبس"؛ الذي أشرف على عملية حفر قناة السويس.

وفي عام 1905 في شهر يناير أُرسل اليخت إلى ترسانة  "جلاسكو" باسكتلندا لتغيير ماكيناته وتركيب ثلاثة ماكينات توربينية. وكان اليخت "محروسة" هو السفينة  الثانية في العـالم التي تم تـركيب هذا الطـراز الجـديد من المـاكينات بهـا. وأصبح اليخت بمدخنة واحدة بعد أن كان له مدخنتان، وقد تم عمل بعض الإصلاحات والتغييرات، وتم استبدال الطارات الجانبية بثــلاثة رفاصات في المــؤخر.

تم تركيب التلغراف اللاسلكي في عام 1912 باليخت لأول مرة وفي 27 فبراير عام 1912، نقل اليخت المهاجرين الأتراك من تركيا إلى الإسكندرية بعد قيام الثورة التركية بقيادة الزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك.

نقل اليخت "محروسة" الخديوي عباس حلمي الثاني في 12 يوليو عام 1914، إلى تركيا؛ حيث مُنع من العودة بأوامر سلطات الاحتلال الإنجليزي. واستمر اليخت بالبقاء بميناء "الأستانة" حتى 3 يناير 1919؛ نظرًا لنشوب الحرب العالمية الأولى وفي عام 1919 في شهر يونية أُرسل اليخت إلى ميناء "بورت سمث" بإنجلترا؛ حيث تم تعديل شكل المؤخر، وزيادة طـوله "27 قدمًا" (8 أمتار) من المـؤخـر وتغيير الـوقـود المستخـدم فيـه مـن الفحم إلى المـازوت، وتجـديد الأثاث، وعمـل الإصــلاحات الـلازمــة. وتم دهــان اليخت باللون الأسود، وأصبح طـولـــه  478 قدمــًا (145مــترًا).

أعيد دهــانه باللــون  الأبيــض في عــام 1925 وفي 27 سبتمبر عام 1930 أقل اليخت الملك فؤاد الأول بالإبحار إلى ميناء بور توفيق بالسويس؛ لافتتاح مينــاء البترول الجــديــد.

تم إبحار اليخت وعلى متنه الملك سعود ملك المملكة العربية السعودية لزيارة مصرفي خلال الفترة من 16 فبراير إلى 21 فبراير عام 1946، والعودة مرة أخرى إلى السعودية. وكان في استقباله الملك فاروق وجُهِّز له استقبال عسكري حافل.

تم استقبال اليخت "محروسة" في الفترة من 4 يوليو إلى 12مايو عام 1946، على المخطاف في بحيرة التمساح بقناة السويس؛ نظــرًا لقيام الحــــرب العــــالميــة  الثــانيــــة وفي 8 أكتوبر عام 1949، أبحر اليخت "محروسة" من الإسكندرية إلى ميناء "لاسبيزيا" بإيطاليا لإجراء عمرة ملاحية عمومية. وقد قامت بها شركة "انسالدو N.C.R " الإيطالية، وتم فيها تغيير الماكينات إلى 2 توربينة بخارية وتبديل عدد (2) رفاص بدلاً من ثلاثة رفاصات. وأصبحت قوة اليخت 7500 حصان، وحمولته من المازوت "422" طنًّا، وزادت حمولته الكلية إلى "47.6" طن والغاطس إلى "17.48" قدم؛ حوالي (5.3 متر)، واستمر العمل باليخت حتى 23 فبراير 1952، وسُمي الرصيف الرابط عليه اليخت بميناء لاسبيزيا برصيف المحروسة، وما زال بنفس الاسم إلى الآن.

أقلَّ اليخت "محروسة" الملك فاروق الأول في 26 يوليو عام 1952، بعد قيام ثورة 1952 في مصر وتنازله عن العرش؛ وذلك للإقامة في إيطاليا مثل جده الخديوي إسماعيل وفي عـــام 1954 أبحــر اليخــت إلى بــورسودان لإحـــضار الحـــسيب النـــسيب المــــيرغــني إلى مصر وعودته مرة أخــرى إلى الســـودان.

هذا وأبحر اليخت في عام 1955 إلى "جبل طارق، لشبونة، برست، روتردام، ارهس، إستوكهلم، في رحلة تدريبية لطلبــة الكلية البحريــــة المــــصرية الفــــترة من21 إبريل 1955 وحتى 9 يونية 1955 وفي عام 1955 نقــــل بعــــثة الحــــج إلى المملكـــــة العـــــربيـــــة السعـــــوديـــــة ذهابًا وإيابًا  لأداء  فريضة الحج.


تم تغير اسم اليخت "محروسة" في 18 يوليو عام 1956، ليصبح اسمه اليخت "الحرية"؛ وذلك بأمر رئاسي من السيد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وفي الفترة من 16 مايو وحتى 9 يونية عام 1958، أبحر اليخت "الحرية" إلى قرطاجنة، جنوا، بولا والعودة إلى الإسكندرية في رحلة لتدريب طلبة الكلية البحرية تلاها عدة رحلات للرئيس الراحل جمال عبد الناصر لزيارة  يوغوسلافيا، وإيطاليا وللإقليم  الشمالي "سوريا" ولمقابلة ملك اليونان؛ الملك بول فردريكا؛ في زيارة رسمية زار خلالها شركات وترسانات البحرية اليونانية ولحــضــور  مؤتمــر  الــدار البيـضاء  بالمـغــرب ولزيارة "الجزائر ثم يوغسلافيا".

 

هذا وفي عام 1963 أبحر اليخت من الإسكندرية إلى بورسعيد مقلاًّ الرئيس جمال عبد الناصر لاستقبال القوات العــائدة مــــن اليمــــن.

 

وفي عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات أبحــر اليخت "الحــرية" حوالي خمس رحلات هامة للغاية، بل تعتبر أهم رحلات اليخت على الإطلاق حيث شارك عام 1974 "الحــرية" في المناورة البحرية للقوات البحرية، وعلى ظهره الرئيس الراحل محمد أنور السادات العاهل السعودي الراحل الملك فيصل وفي 6 يونية 1975، شارك اليخت "الحرية" في الافتتاح الثاني لقناة السويس، وعلى ظهره الرئيس الراحل محمد أنور السادات أما  في عام 1976؛ خلال الفترة من 7 يونية حتى 26 أغسطس شارك اليخت "الحرية" في الاحتفال بالعيد المئوي الثاني لاستقلال الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث زار موانئ نيويورك، واشنطن، فيلادلفيا، شارلستون. وأبحر اليخت "الحرية" فيها أطول رحلة له على الإطلاق "12.700" ميل بحري، وكان محل إعجاب واهتمام الشعب الأمريكي على جميع مستوياته الرسمية والشعبية. وقد استقبل اليخت قرينة رئيس الولايات المتحدة، مسز فورد. وزاد عدد الزائرين عن "عشرة آلاف" فرد.

وفي يوم 25 إبريل 1979، استقبل اليخت على المخطاف أمام "العريش" للاحتفال برفع العلم الشريف؛ احتفالاً بتحرير سيناء العزيزة وفي 4 سبتمبر 1979؛ وصل اليخت "الحرية" إلى ميناء "حيفا" مقلاًّ السيد الرئيس محمد أنور السادات، في زيارة رسمية إلى "إسرائيل"، في إطار مفاوضات اتفاقية السلام بين البلدين وفي 10 ديسمبر 1980، أقلَّ اليخت "الحرية" الرئيس محمد أنور السادات لافتتاح التفريعة الشرقية الجديدة لقناة السويس.

وفي 10 سبتمبر 2000، قام الرئيس السابق محمد حسني مبارك بزيارة يخت "الحرية"، وصدَّق على إعادة اسم اليخت إلى اسمه الأصلي "محروسة".

واستقل الرئيس عبد الفتاح السيسى يخت المحروسة لافتتاح قناة السويس الجديدة فى 6 اغسطس 2015 ليكون المحروسة شاهد على التاريخ على مدار 155 عام مواصل رصد الاحداث الهامة فى تاريخ مصر وقناة السويس ومشارك فى احتفالات بورسعيد بمناسباتها القومية و الدولية وذكرى انتصاراتها على مدار التاريخ

 


-