تمر اليوم الذكرى الرابعة والثلاثون لإعادة بناء سد مآرب باليمن، وهو أقدم السدود التي عرفها التاريخ، ذلك السد الذي يشكل محور اقتصادي هام جدا، كما لنه من بعد تاريخي كبير، ويعد أثر من آثار العالم وخاصة المائية.
وبالعودة بـ21 ديسمبر عام 1986 ميلادية، فقد قام حينها كلا منالرئيس اليمني علي عبد الله صالح ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بإعادة إفتتاح السد بعد إعادة بناءه مجددًا ليواكب متطلبات العصر، وفيما يلي نستعرض أهم محطات واحد من أقدم سدود العالم.
اقرأ أيضًا:
يعود تاريخ بناء سد مأرب القديم إلى بداية الألفية الأولى قبل الميلاد، حيث ذكر في النقوش المسندية باسم "عرمن" أي العرم، ووصف بالمعجزة الهندسية في الجزيرة العربية، ويعتبر من آثار مملكة سبأ القديمة، كماساهم السد، الذي وصف بأكبر نظام للري آنذاك وقياسا بالزمن، في ازدهار مملكة سبأ في القرن التاسع قبل الميلاد، وتحولت أراضي مأرب إلى بساتين خضراء بسبب ذلك السد، بعد أن كانت تواجه مشكلات مائية.
وتعرض السد طوال تاريخه لانهيارات عديدة، حيث يشير بعض المؤرخين إلى أنه انهار 5 مرات، حسب بعض الروايات، وفي كل مرة كان اليمنيون يعيدون بنائه.
وبني السد الجديد في عام 1986 بدعم من رئيس دولة الإمارات العربية الراحل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على بعد 3 كيلومترات من مكان السد القديم عند خط عرض 15.30 درجة شمالا وخط طول 45.30 شرقا.
وتبلغ مساحة بحيرته 30 كيلومترا مربعا ويتسع لـ 400 مليون متر مكعب من الماء، فيما تعمل بوابة التصريف الخاصة به بطاقة قدرها 35 مترا مكعبا في الثانية وذلك لزوم ري حوالي 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وفق العديد من المصادر.
ويبلغ عمق الجسم الخرساني لهذا السد 60 مترا ومساحته 24 ألف متر مربع وطوله 763 مترا وعرضه عند مستوى سطح الوادي 337 مترا، وعند مخرج المياه من بوابة التصريف 195 مترا. كما بلغ إجمالي حجم الردميات في جسم السد 3 ملايين متر مكعب، وتمت إزالة 200 ألف متر مكعب من الصخور من جانبي الموقع، وتغطية جسم السد بصخور بلغ حجمها 100ألف متر مكعب، وشارك في إنشائه حوالي 400 مهندس واستشاري وعامل وفني وإداري وغيرهم.