الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هبة هجرس.. امرأة ضد اليأس..هزمت "الروماتويد" وحصلت على الدكتوراة..وساهمت في صياغة مسودة الأمم المتحدة للمرأة ذات الإعاقة


لم تستسلم لليأس بعد إصابتها بالروماتويد وتحدت إعاقتها
شاركت في صياغة مسودة المادة " 7 " عن المرأة ذات الإعاقة بالأمم المتحدة
التحقت بالجامعة الأمريكية وكانت من الـ 5 الأوائل على الدفعة
تم اختيارها للمشاركة فى وضع الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة بالبحرين
فضلت أن تتحدى إعاقتها ورفضت ان يتملكها اليأس فقررت القبول بالقضاء والقدر فجعلت من الاعاقة طاقة نور تقودها لتحقيق المستحيل والوصول لقمة التصميم وغاية الاماني ... انها "هبة" سيدة معاقة حركيا منذ ان كانت في التاسعة من عمرها...لم تصب بالاحباط او خيبة الامل .. اتخذت من "هلين كلير " الصماء الكفيفة الاديبة والناشطة الامريكية التي لقبت "بمعجزة الانسانية " مثلا اعلي منحها دفعة وحافزا حتى يكون عندها امل لتسلك طريق النجاح والتميز والتفرد.
"صدي البلد " حرصت علي اللقاء مع هذا النموذج و زرناها في منزلها بكاميرا الموقع التى تجولنا بها اركان منزلها لنقف علي مملكة غاية في الرقي والذوق الرفيع ودار الحوار حول مشوارها الذي يعتبر نبراسا ينير الطريق لكثير من هؤلاء الذين اصيبوا بالاعاقة ولم يتحسسوا طريقهم بعد.
"صدي البلد " : بداية ماهي اسباب اعاقتك.. وتاريخ الاصابة بها ؟
د . هبه : تعرضت للاصابة بمرض (الروماتويد ) فى التاسعة من عمرى وهو مرض حاد وهو يصيب الاعصاب مما كان له الاثر السيئ علي جميع مفاصلي والذي اثر علي حركتي فبدأت افقد كل يوم جزءا من حركتي وكنت قبلها امتلك حيوية ونشاطا املأ البيت حركة وبهجة الي ان وصلت لسن 14 عاما عندها لم استطع الحركة إلا بصعوبة.
"صدى البلد" :وكيف كان موقف الاسرة بعد الإعاقة ؟
د. هبه : بعد تأكد والدتي من الاصابة ..تحركت بوعي وحكمة وذكاء .. فلم تستسلم للوجع وخيبة الأمل التي اصابتها في( مقتل ) في ابنتها الوحيدة ..نعم فانا بنت بين اخوين ..لم تندب حظها وتبكي علي (اللبن المسكوب ) بل هي مثقفة تقبلت القضاء ورضيت بالاختبار ادركت قيمة الوقت في الاسراع بالعلاج وتفادي الاثار الجانبية ...عرضتني علي اكثر من طبيب وبدأت معي مشوار التأهيل الحركي وهو لايقلل من الاعاقة ولكن يقلل من خطرها .
"صدى البلد" : وكيف صارت الامور بعد ذلك فى المنزل ؟ هل كان هناك محاذير للمعاملة معك ؟
بالعكس الأمور كانت طبيعية جدا وبدأت والدتي تؤهلني نفسيا وتغرس في نفسي حب الحياة والمرح لم أر خيبة أمل في عيون أهلي ..كانت دائما تردد لاتتاجري بألمك وتصبحي انسانة شكاية بكاية لان الناس لاتحب الكآبة والنكد غرست فى نفسي ان اكون ذى شخصية دسمة قوية لها حضور وملامح خاصة سخرت إمكانياتي العقلية والذهنية بشكل ايجابي بدأت تستعين بالبدائل المريحة التي تساعدني وتسهل لى المشوار واستعانت بالمدارس الحكومية بدلا من مدارس اللغات التي كنت ادرس بها .
"صدى البلد" : تكلمت كثيرا عن دور والدتك ... فما كان موقف والدك ؟

والدي كانت صدمته اكبر فقد اصيب بخيبة امل شديدة فأخذ الموضوع علي كرامته فهو رجل عسكري كان ضابطا صارما .. ذى حيثية ووضع لايستهان به يحب عائلته ويحرص عليهم اصحاء معافين ... للبنات معزة خاصة عنده كان يعتبرني فاكهة العائلة ...ولكنه في مقابل ذلك فهو رجل واعي متفتح ..ساندني بكل امكانياته باع جزءا من عقاراته واملاكه عالجني بانجلترا كان ذلك فى الخمسينيات.
"صدى البلد" : وماذا عن مشوارك مع التحدي والارادة للوصول لما انت فيه ؟
بعد حصولي علي الثانوية العامة من المدارس الحكومية والتي اعتبرته اول تحدي واجهني ..طلبت من والدتي مساندتي للالتحاق بالدراسة الحرة بالجامعة الامريكية ..لم اكن مؤهلة لتعلم اللغات خاصة وانا خريجة مدارس حكومية ..استعنت بمجموعة من المدرسين بالمنزل ..وكان هذا ثاني تحد لي .. تفوقت واثبت تميزا ملحوظا ..التحقت علي اثره للدراسة بالجامعة الامريكية بصفة منتظمة وتخرجت فيها وكان ترتيبي من ال5 الاوائل ...لم يشبع غروري هذا القدر من التعليم بل حصلت علي الماجستير ثم علي الدكتوراة في علم الاجتماع والسياسات الاجتماعية من جامعة (ليدز) بالمملكة المتحدة عام 2010 تم احتياري من قبل برنامج الامم المتحدة الانمائي للمشاركة في وضع الاستراتيجية الوطنية للاشخاص ذوي الاعاقة بمملكة البحرين ...تم اختياري من بين النساء ذات الاعاقة اللاتي شاركن في صياغة مسودة المادة ( 7 ) عن المرأة ذات الاعاقة في الاتفاقية الدولية للامم المتحدة عن حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة.
"صدى البلد" : وماذا عن حياتك الخاصة ؟ وهل كان للاعاقة تأثير سلبي علي خوض تجربة الحب والزواج ؟
بالعكس فقد عشت قصة حب متكاملة العناصر ناجحة الفصول ..وتضيف احببت هجرس ابن خالتي وبادلني حبا واحتراما واحتواء كنا اصدقاء يقص علي كل مايدور في خلده .. تقدم لي رغم معارضة والدته تزوجته وانا في سنه اولي جامعة وفي العام التالي مباشرة انجبت ابنتي (عمرها الآن 33 عاما ) وبعد 5 سنوات انجبت ابني وعمره الآن 28 عاما.... فكان تحديا من نوع آخر ...وتؤكد لولا مساعدة زوجي لي ومساندته ماكنت وصلت لهذه المكانة هو انسان متفهم ..متعاون كان يوفر الجو المناسب للمذاكرة والتحصيل زوج واعي . .صديق بمعني الكلمة فزواجنا كان مبنيا علي المودة والرحمة ... فكان يرحمني من التعب والمشقة ...وهذا سر نجاح مسيرتنا.
"صدى البلد": في نهاية حوارنا ومن خلال تجربتك هل من نصيحة توجهينها لاهالي اطفال ذوي الاعاقة ؟
اناشد الاهالي ان يهتموا بتعليم (البنت ) المعاقة مثل اخيها (الطبيعي ) الموجود معها في المنزل وان يحافظوا علي كرامتها وان يحرصوا ان تكون عنصرا فاعلا في المنزل ويؤمنوا لها دخلا ثابتا ليضمنوا لها حياة كريمة و يغرسوا لديها مفهوم ان الانسان لايقيم باعاقته ولكن بإمكانياته وقدراته .