الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وحيد حامد .. لم أرم قلمي !


كان مشهدا لافتا الحضور الكبير من الجمهور قبل السينمائيين خلال ندوة الكاتب الكبير وحيد حامد أثناء فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، المكان يكاد يمتليء عن آخره والبعض ينتظر خارجه حتى يجد فرصة للدخول من أجل الإجراءات الاحترازية، الحب والابتسامة ترتسم على الوجوه في إنتظار رؤية الأستاذ والاستماع إليه، شاهدت وجوها سينمائية من مختلف الأجيال وبعضهم لم يعتد الحضور للمهرجان ولكنهم جاءوا للاحتفاء بالأستاذ الذي شاركهم الكثير من مشوارهم الفني.

لم يشهد المهرجان منذ سنوات ذلك الحضور الجماهيري الكثيف في ندوة تكريمية،  الجميع جاء وكأنه شعور بأنه حفل وداع لواحد من أهم مبدعينا في الكتابة السينمائية،  مشاعر كثيرة لاحظتها على الوجوه ولكن التأثر بكلماته كان واضحا حيث خرجت كلماته تحمل "شجن" وحب وود وامتنان هو الوحيد الذي كان يعرف لماذا تحدث هكذا ونحن علمنا اليوم، هي "ترتيبات القدر" هكذا يقال لا يوجد شيء للصدفة.

في بداية اللقاء نظر إلى مئات الحضور وقال " أنتم مش أغراب، إحنا في جلسة مفتوحة " هكذا تحدث ببساطته المعهودة والتي أدخلته قلوب الجميع مثقفين وفلاحين، وتسابق الحضور في توجيه الكلمات له وسط حالة من التأثر الشديد منه ومن الحضور،  مشاعر الحب كانت تملأ المكان.

هكذا هو وحيد حامد ولكن ما أكثر ما استوقفني خلال الندوة جملة قالها بكل حماس وقوة " لم أرم قلمي" وهنا قالها بلهجة المحارب والذي تصدى لظاهرة الإرهاب منذ بدايتها ودخل بسببها معارك جعلته على قوائم اغتيالات الجماعات الإرهابية هو ورفيق دربه عادل امام.

تفاخر انه لم ينسحب مثل كثيرين ولكن ظل سلاحه "القلم" في يده يخوض به معاركه حتى سنوات قليلة مضت.
وحيد حامد تاريخه الفني كبير لا يمكن تلخيصه في مقال واحد، ترك بصمة كبيرة على كبار نحوم السينما عادل إمام،أحمد زكي، محمود عبدالعزيز، نور الشريف، نبيلة عبيد، ليلى علوي، يسرا وصولا للأجيال التالية.

كان بالطبع أي فنان يسعى للحصول على نص من تأليف وحيد حامد لأنه يعلم أنه ضمان النجاح لدى الجمهور الذي قليلا ما يحفظ اسم مؤلف وينتظر أعماله. 

على المستوى الإنساني الكثيرين كانوا يذهبون إليه في مكانه المعتاد منذ سنوات على نيل القاهرة يستقبل الجميع بترحاب ويعطي النصائح للصغار والكبار وأيضا لا يتأخر عن تلبية مساعدة أحد.

فقدنا اليوم جزءا أصيلا من صناعة السبنما النصرية في الثلاثين سنة الأخيرة أضحكنا وأبكانا في أفلام كثيرة، مساحة الجرأة والرسائل التي حملتها سيناريوهاته في بعض الأفلام ساهمت في تشكيل الوعي لدى الكثيرين كان موهوبة وذكيا في كتابة السهل الممتنع، له منطقة خاصة من الكتابة السينمائية من الصعب ان يقترب منها أحد.

يقول عن السينما " إظهار الحقيقة كاملة دائما ما يسبب الصدمة والسينما الحقيقية هي التي تعرفي المجتمع وتقتحم المناطق المحرمة ولذلك فهمي سينما محفوفة بالمخاطر. 

رحم الله وحيد حامد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط