الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مهرجان عمرو وليمون فؤاد ؟!


يروى أن عبدالحليم حافظ عندما صدرت أغنية " عدوية" للمطرب الشعبي الكبير محمد رشدي وحققت نجاحا مدويا، قرر أن يقترب من نفس اللون الغنائي وتحدث مع عبدالرحمن الأبنودي وبليغ حمدي في هذا الأمر ليقدم معهما نفس اللون الغنائي ولكن في نفس الوقت لا يبتعد كثيرا عن أسلوبه وقال للأبنودي " لن أستطيع أقول مسامير ومزامير مثل رشدي"، وبالفعل قدم أغنية "أنا كل ما أقول التوبة " وحققت نجاحا كبيرا ولاتزال الأغنية تتردد إلى الآن وبصوت مطربين آخرين أيضا، ولكن لم يستمر عبدالحليم في تقديم هذا اللون.

بالطبع حق مشروع للفنان أن يسعى دائما للتجديد والتطوير ولكن في إطار يرضي جمهوره، وأن يحافظ على المستوى الفني الخاص به خاصة إذا كان نجما وصاحب جماهيرية كبيرة من الصعب أن تغير مزاجها، الجمهور أحبك في لون غنائي معين، لو محتاج يسمع لون غنائي آخر يذهب ويسمعه من أصحابه خاصة ما يعرف بأغنيات المهرجانات!

ولكن يبدو أن تيار أغاني وموسيقى ظاهرة المهرجانات قوي لدرجة أن مطربين كبارا قرروا الاقتراب من هذا العالم الموسيقي العجيب ! وهو ما أحدث ردود أفعال لدى جمهورهم. 
المطرب الكبير عمرو دياب طرح أغنية ضمن ألبومه الجديد تحمل عنوان "فاكرني يا حب" عندما سمعتها استوقفتني كلماتها حيث وجدت نفسي أسمع كلمات بدت غريبة مثل " زبون _ سقع _ الصنف المجنون _ غشيم...! 

ووجدت كذلك تعليقات سلبية غير قليلة من جمهوره ومعهم حق لماذا يقترب من هذا اللون الغنائي وهو ناجح منذ عشرات السنين وأصبح النجم الأهم في جيله! لماذا المخاطرة، ربما أراد أن يقترب من اللون الشعبي لمغازلة الجمهور الذي يسمع هذا اللون بكثافة الأن !؟ مؤلف الأغنية الشاعر صابر كمال اعترف أن عمرو مطرب "فتوة ومغامر"! لقبوله هذه الاغنية، ربما أراد عمرو ان يقترب من جمهور جديد على سبيل التجربة وينتظر رد الفعل ! 

يمكن القول أنه يقترب "بحذر" من تلك المنطقة الفنية، رغم انه سبق وقدم أغنية شبيهة في فيلمه آيس كريم في جليم قبل نحو 30 سنة وهي أغنية "رصيف نمرة خمسة" ولكنها كانت تعبر عن حالة البطل الشاب البسيط الذي يعيش بشكل عشوائي في الشارع.

ولكن لا يجب أن يساير الذوق السائد الآن لأنه يعلم أنهم ظاهرة مؤقتة حتما ستنتهي وهناك أسماء كثيرة ظهرت خلال السنوات الماضية في ذلك اللون الغنائي وتراجعت الآن.

وبعيدا عن تلك الأغنية حمل الألبوم عدة أغنيات جيدة وجاءت اغنية يا أنا يا لأ ، مفاجأة سعيدة للجمهور وكان موفقا فيها جدا وهي أفضل أغنيات الألبوم أداء من عمرو ولحن محمد يحيى وتوزيع عادل حقي وكلمات أيمن بهجت قمر وهي من الأغنيات التي تجذب المستمع من أول مرة. 

وأيضا أغنية "من العشم" كلمات تركي آل الشيخ وألحان تامر عاشور وتوزيع نادر حمدي وهي تشبه أغاني عمرو التي تعود جمهوره عليها ومعها أغنية "عايز أعمل زيك" كلمات تامر حسين وألحان إسلام زكي وتوزيع رامي سمير.

ليكون الألبوم ما بين عمرو القديم والجديد، وكذلك حسنا فعل أن ضم أغنية "الجو جميل" للألبوم كلمات محمد القاياتي ألحان محمد يحيى وتوزيع احمد عادل، وهي من أفضل الأغنيات في 2020، ولكن اللافت أن عمرو لأول مرة لا يقدم أغنية من ألحانه في ألبوم له! 

محمد فؤاد وغلطة الشاطر! 
ويبدو أن 2021 سيشهد الكثير من المفاجآت، حيث وجدنا مطربا آخر من نفس جيل عمرو دياب وهو المطرب محمد فؤاد يقدم مفاجأة "غير سارة" ويتحفنا بأغنية ويا ليته ما فعل ذلك ، اسمها "الحفلة" وتنتمي لعالم موسيقى المهرجانات بشكل مباشر بكل مشتقاته! الكلمات واللحن والأداء كانوا صادمين للجمهور كثيرا وقرأت تعليقات غاضبة وصلت لحد أن أحدهم طالبه بالاعتزال ! وبالطبع هذا أسوأ رد فعل يمكن للفنان تلقيه من جمهوره، كررت سماع الاغنية وجدت كلاما عجيبا مثل: 
روق يا برنس وبلاش ساسبنس!
ادخل في المود.. خليك موجود ما تعلي السينس 
دوخينا يا لمونه.

الاغنية من كلمات الدبل زوكش، وألحان علاء فيفتي، وتوزيع كولبكس بوي !! 

ما هذا،  هل المطرب الكبير مقتنع بغناء لتلك الأغنية وكلماتها، وعلى ماذا كان رهانه ! كان ممكن تقديمه ديو مع أحد مؤدي أغاني المهرجانات أفضل لدخول هذا العالم! 

هل ذلك ما يجعلك تعوض سنوات "الكسل" والبعد للجمهور الذي ينتظر منك الكثير منذ سنوات في تلك الأوقات السيئة! ام التريند لهؤلاء أغراك للتقليد دون تفكير.

بالطبع خرج فؤاد يدافع أن الكلمات حقيقية وايقاعية وراقصة ودعوة للتفاؤل وعلاج للإحباط!! أعتقد هو الآن غير مقتنع بكلامه هذا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط