الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

30 صورة غاية في الندرة لـ بورسعيد عام 1869

صدى البلد

تنشر صدى البلد 30صورة غاية فى الندرة لمحافظة بورسعيد خلال الحقبة الزمنية عام 1869 والتى يظهر خلالها معالم المدينة الاولية التى واكبت حفر قناة السويس ان ذاك

فكان الموقع الحالي لـ بورسعيد قديمًا عبارة عن قرية للصيادين، وعلى بعد 28 كم وجدت مدينة ساحلية اندثرت معالمها أطلق عليها اسم "برامون" أي مدينة الإله آمون، ثم أقام اليونانيون ضاحية للمدينة أسموها "بيلوز"، وانسحب الاسم على المدينة كلها فسميت منطقة "بيلوز" (تقع بين الفرما وتنيس) ومعناها الطينة كثرة الأوحال. وكانت مواجهة لمدينة برمون أو برما ومنها أسماها العرب الفرماء.

بعد الفتح الإسلامي لمصر أطلق العرب على المدينة اسم الفرماء أو الفرما وكانت تطل على ساحل البحر المتوسط، وموقعها الطرف الشرقي لبحيرة المنزلة بين البحيرة والكثبان، وتقع على بعد 28 كم من المدينة الحالية.

وظلت المدينة تمثل ثغرًا وحصنًا وميناءً نشطًا حتى هدمت في عام 1118 على يد الملك بالدوين الأول ملك بيت المقدس أثناء الغزوات الصليبية. وما زالت آثار المدينة موجودة حتى الآن بمنطقة تعرف بتل الفرما.


ووجدت أيضًا مدينة تنيس التي كانت ثغرًا بحريًا مهمًا ومقرًا للأسطول وبها دار صناعة السفن، واشتهر أهلها بالغنى والثروة وازدهرت بها التجارة وصناعة الملابس والمفروشات، وفيها كانت تصنع كسوة الكعبة المشرفة قرونًا طويلة، لمهارة أهلها في حرفة النسيج والحياكة. 

كما امتهن أهلها صيد الأسماك والطيور، ولكونها هدفًا لغارات البيزنطيين ومن بعدهم الصليبيين، أمر الملك الكامل محمد بن العادل الأيوبي بتحطيم أسوارها وقلاعها في أوائل القرن السابع الهجري فهجرها أهلها وتهدمت دورها ومصانعها ودور طرازها وأصبحت تلالًا وأطلالًا
في 25 أبريل 1859 دشن دي لسبس العمل في حفر قناة السويس في عهد الخديوي سعيد، وفي نفس الوقت بدأ العمل في إنشاء مدينة بورسعيد الحديثة التي كانت في ذلك الوقت عبارة عن قرية الجميل التي تبعد 9 كم عن موقع بورسعيد الحالي، لكي تشرف على المدخل الشمالي للقناة.

وكان من أوائل المنشآت التي أقيمت بالمدينة فنار مؤقت من الخشب، ولما كان ساحل بورسعيد الواقع بين البحر المتوسط وبحيرة المنزلة ليس مرتفعًا عن سطح البحر، فقد تطلب تذليل تلك العقبة القيام بأعمال ردم لكي تنشأ المدينة على ارتفاع مناسب عن سطح البحر، فأزاحت الكراكات التي كانت تعمل لجعل ساحل المدينة صالحًا لرسو وإنشاء حوضًا للميناء كميات ضخمة من أعماق المياه وأضافتها إلى أراضي بورسعيد، فيما تم ردم مستنقعات بحيرة المنزلة بناتج الحفر من الرمال لكي يتم عليها بناء المساكن والمخازن والورش الحرفية ومصنع الطوب لخدمة المشروع.

وحفرت قناة صغيرة لتصل منشآت بورسعيد ببحيرة المنزلة لتسهيل نقل المؤن ومياه الشرب بواسطة القوارب كما تم تشييد مسجدًا للعمال بقرية العرب. ولحماية الميناء من العوامل الطبيعية أقيم حاجزين للأمواج غربي وشرقي واستخدمت الحجارة في إقامة رصيف الميناء والحواجز، وتبع ذلك إنشاء فنار جديد من الخرسانة ليضئ لمسافة 20 ميلًا