الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استجابة لطلب أمه السيدة العذراء.. الكنيسة تحتفل بأولى معجزات السيد المسيح في "عرس قانا الجليل"

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، الخميس، بتذكار الأعجوبة التي صنعها السيد المسيح في قانا الجليل، وهي الأعجوبة الأولى التي صنعها السيد المسيح بعد العماد، وتقام القداسات بمختلف الكنائس في مصر وبلاد المهجر بمناسبة الاحتفال المعروف بـ"عُرس قانا الجليل".

وكان السيد المسيح قد دعي والقديسة مريم العذراء إلى العُرس وكذلك بعض تلاميذه، ولما فرغت الخمر قالت السيدة العذراء ليس لهم خمر، فقال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة، لم تأت ساعتي بعد ، ثم قالت أمه للخدام مهما قال لكم فافعلوه. 


وكانت ستة أجران موضوعة هناك، وقال لهم يسوع أملوا الأجران ماء، فملئوها إلى فوق، ثم قال لهم استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ ، فقدموا الخمر الذي تحول بأمره الإلهي فصار خمرا جيدا، كما شهد رئيس المتكأ إذ قال للعريس: "كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولا ومتي سكروا فحينئذ الدون أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن". 


هذه كانت بداية الآيات التي فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فأمن به تلاميذه.

ويقول قداسة البابا تواضروس الثاني عن هذه المعجزة أن السيد المسيح يقدم لنا الصديق المفرح فالإنسان منذ خطية آدم غاب عنه الفرح فأراد القديس يوحنا أن يقدم لنا المسيح المفرح فذكر معجزة عرس قانا الجليل فى بداية انجيله.

ويقول أن السيد المسيح أراد أن يبدأ خدمته بهذه المعجزة، لأنه أراد أن يقدس حياة الأسرة، وأن يرفع أتعاب أو لعنة المرأة و لعنة الأرض فبهذا العرس يبدأ خليقة جديدة، كما أراد أن يقدم البداية المفرحة فقدم لهم هدية "الخمر".

ويؤكد البابا تواضروس الثاني أن هذا العرس حضره السيد المسيح فى بداية خدمته وكان العرس من العادات والتقاليد اليهودية المشهورة فكان العرس فى اليهودية يبدأ من الأربعاء وينتهى فى الأربعاء التالى وأجازة السبت فكانوا يضعون ستة أجران عند مدخل البيت مخصصة لحفظ الماء.
 
ويقدم فى العرس المشروب المشهور فى ذلك الوقت وهو عصير العنب الطازج اى غير المختمر وكانت العادة أن يقدموا العصير الجيد أولًا ثم الأقل جودة  وفى هذا العرس ينتهى الخمر فطلبت العذراء مريم من السيد المسيح وقالت له "ليس لهم خمر" اى ليس لهم فرح و يرد عليها بقسوة "ما لى ولك يا امرأة لم تاتى ساعتى بعد" أى ساعة الصليب ثم يصنع السيد المسيح المعجزة ويعود الفرح إلى هذا العرس وإلى كل البشر بصليب المسيح.

ويشير البابا تواضروس الثاني إلى أن الفرح يغيب عن الإنسان إذا حلت الخطية فالخطية تسرق الفرح من الإنسان، منوها إلى أن كلمة خمر فى اللغة اليونانية والعبرية تأتي في 3 كلمات:

1- عصير العنب الطازج "تيروش".
2- عصير العنب الطازج أو المختمر "يايين".
3- عصير العنب المختمر "سكر".

وهذه الكلمات الثلاثة تستخدم فى اللغة العربية بكلمة واحدة وهى الخمر.

ويقول البابا تواضروس الثاني إنه من الممكن أن يكون السيد المسيح مفرحا للإنسان من خلال الإيمان الذي نعيشه, الإيمان يمنح الإنسان سلام ثم فرح داخلى حقيقى، ومن خلال الكتاب المقدس الذى هو رسالة فرح، ومن خلال الوجود فى الكنيسة على الدوام فالكنيسة هى سر فرح حياتى.

كما يؤكد أن السيد المسيح مُفرح لأنه يسند الإنسان فى ضعفه دائمًا فلا يرفض ابدأً توبة إنسان، وهو مفرح لأنه يعد لنا حياة أبدية، فكل من عاش حياته بأمانه له إكليل فى السماء هى مكان الفرح الدائم.