الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

‎فضل ذكر يا حي يا قيوم

 ‎فضل ذكر ياحي ياقيوم
‎فضل ذكر ياحي ياقيوم

فضل ذكر ياحي ياقيوم.. ورد هذا الذكر في حديث صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها :  ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أو تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين رواه النسائي وقد ورد هذا الدعاء ، بلفظ مقارب من حديث أبي بكرة رضي الله عنه ، أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ) هذا الدعاء من أعظم الأدعية التي تتضمن تحقيق العبودية لله رب العالمين ، وتتضمن التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته  كما يستغيث برحمته التي وسعت كل شيء، لعله ينال منها ما يسعده في دنياه وآخرته.


يأتي الذكر على ثلاثة أشكالٍ، ويتحقق بها، وهن:

- ذكر القلب: ويتضح بالخضوع لله سبحانه، والاعتقاد بوحدانيه، واستحقاقه للعبادة، واليقين بكمال صفاته وجلال أسمائه - جل وعلا-، ويكون بالاستسلام له في سائر الشؤون، وصدق التوكل عليه، والخوف منه، ورجائه.

- ذكر الجوارح: ويظهر في الامتثال بطاعة الله سبحانه، والانتهاء عن نواهيه، وحفظ السمع والبصر عمّا حرّم، والغضب عند انتهاك حرماته، والانشغال عمومًا بعبوديّته تعالى.

- ذكر اللسان: ويكمن بتلاوة القرآن الكريم ودوام شكره والثناء عليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإفشاء السلام، وتعليم الجاهل والإصلاح بين الناس، وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي تُؤدى باللسان.

1- الفوز برضا الله: فقد قال – سبحانه-: « وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب:35].

2- رفعة المنزلة في الآخرة: ورد عن بعض الصحابة كعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- وغيره قالوا: « كان إدريس -عليه السلام- خياطًا، يخيط الأقمشة، قالوا: ما غرس الإبرة في مكان - يعني ما بين الثقبين- إلا قال: سبحان الله، فقال له الله في ليلة من الليالي عند المساء: يا إدريس، لأرفعنك مكانًا عليًا، فبكى وسجد، قال: ولم يا رب! وقد رفعتني في الدنيا رفعةً ما بعدها رفعة- نبي من الأنبياء، ورسول من الرسل- قال: لقد نظرت إلى صحائف الناس كل ليلة فوجدتك دائمًا أكثر الناس تسبيحًا واستغفارًا.

3- اعتباره عند الله تعالى من الذاكرين: فقد صحّ عن رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « مَن استَيقظَ مِن اللَّيلِ وأيقظَ امرأتَهُ فصلَّيا ركعتَينِ جميعًا كُتِبا مِن الذَّاكرينَ اللَّهَ كثيرًا والذَّاكراتِ»، [صحيح أبي داود].

4- نقاء القلب: قال أبو الدرداء - رضي الله تعالى عنه: « لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل».

1- كسب الأجر والثواب الجزيل.
2- رضاء المولى عز وجل.
3- محبة الله عز وجل للعبد.
4- محبة العبد لخالقه سبحانه وتعالى.
5- مغفرة الذنوب والسيئات.
6- سعادة النفس وتذوق حلاوة الذكر ولذّته.
7- حياة للقلب وطمأنينة.
8- انشراح الصدر.
9- الثبات عند مواجهة الأعداء.
10- النصر على الأعداء.
11- الحفظ من كل سوء.
12- رفعة المنزلة في الدنيا والآخرة.
13- نور في الوجه.
14- قوة في الجسم.
15- البراءة من النفاق.
16- كسوة الذاكر المهابة.
17- النجاة من عذاب القبر.
18- جلب النعم ودفع النقم.
19- مضاعفة الحسنات.
20- زوال الهم والغم.
21- جلب الرزق.
22- نزول الرحمة والسكينة. 



- عن معاذ - رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده، وقال: «يا معاذ، والله إني لأحبك» فقال: «أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك» . رواه أبو داود بإسناد صحيح

- عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: علمني كلاما أقوله. قال: «قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم» قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال: «قل: اللهم اغفر لي، وارحمني واهدني، وارزقني» . رواه مسلم.

- عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلًا قال: يارسول الله ، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله".

- عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ».

- عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده".

-  قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " أفضل الذكر: "لا إله إلا الله وأفضل الدعاء: الحمد لله". 

- قال ابن عباس: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله تعالى خنس.

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة: «ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «ذكر الله عز وجل» صحيح الجامع.

- عن جابر رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله تعالى قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع".

- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال: سيروا هذا جمدان، سبق المفردون"، قالوا: وما المفردون يا رسول الله ؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات.. رواه مسلم. 



ذهب العلماء إلى أن أفضل الذكر الوارد بعد القرآن الكريم توحيد الله بقول: "لا إله إلا الله"، وذهب العلماء إلى ذلك الرأي لحديثٍ ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فيه: «أفضلُ الذِّكرِ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأفضَلُ الدُّعاءِ الحمدُ للهِ». 

العمل بمضمون لا إله إلا الله:

فضائل كلمة التوحيد كثيرةٌ عظيمةٌ لا تُعد ولا تُحصى؛ فهي سبب دخول الجنة إذ تضع العبد على أبواب التوحيد، لكن على العبد بالمقابل أن يكون قد عمل بمضمون كلمة التوحيد، وحقق شروطها حتى ينال فضلها، وشروط كلمة التوحيد التي لا تُقبل إلّا بها سبعةٌ؛ وهي:

- العلم بمعناها، فلا جهل بعد ذلك العلم. 

- اليقين الحقيقي بها حتى ينتفي الشكّ من القلب. 

- الصدق بها حتى ينتهي الكذب.

- الإخلاص لها؛ منافاةً للرياء.

- المحبة فيها؛ فلا بُغض معها.

- الانقياد تحتها.

- القبول بمضمونها.

فوائد ذكر الله:

- نيل الجنة بإذنه - سبحانه-، وهي أعظم فضلٍ من فضائل الذكر.

- شعور العبد بطمأنينة قلبه وطهارته.

- نيل العبد معيّة الله -سبحانه- إذا كان ذاكرًا له. 

- الفلاح والنجاح في شؤون الدنيا والآخرة، فبذكر الله -تعالى- ينجو العبد مما يخاف، ويحقق ما يرجو، وذلك معنى الفلاح.

- فوز العبد بذكر الله -تعالى- له. 

- نجاة العبد الذاكر من شر الشيطان. 

- نجاة العبد من عذاب الله - تعالى-، ومن حر الآخرة أيضًا.

- زحزحة العبد من الوقوع في الغفلة.