تتمتع العديد من المدارس المصرية بتراث وتاريخ يتعدى 50 عاما، حيث كانت شاهدة على العديد من الأحداث ومن بينها مدرسة الأمير صرغتمش التى تقع بحى السيدة زينب بالقاهرة .
أنشئت هذه المدرسة عام 1356م بشارع الخضيرى بالسيدة زينب ، وكان مكانها قديما من جملة قطائع ابن طولون ، ثم تحول المكان لعدة مساكن أخذها الأمير صرغتمش ، وهدمها ثم أقام على أنقاضها أساسات مدرسته .
وكانت هذه المدرسة معدة لتدريس فقه الحنفية ، و حضر افتتاحها الأمراء و القضاة الأربعة و العلماء وعُين لها أستاذ للفقه ، كما كان يتم بها تدريس الحديث النبوي ، وقد رصد لها أوقافا كثيرة للصرف عليها .
وبالنسبة للوصف المعماري الخاص بهذه المدرسة ، فيمكننا القول إن هذه المدرسة تتبع التخطيط الإيوانى المتعامد ، فيتكون مبناها من صحن أوسط مكشوف تتوسطه فسقية و الصحن مساحته مستطيلة 21.45 م × 17.10 م ، و يتعامد على الصحن أربعة إيوانات أكبرها و أهمها الإيوان الجنوبي الشرقي ( إيوان القبلة ) مساحته مستطيلة 10.50 م × 8.65 م ، يليه من حيث المساحة الإيوان الشمالي الغربي و مساحته أيضا مستطيلة 9.25 م × 8.60 م ، ثم الإيوانان الجانبيان ( السدلتان ) مساحة كل منهما5.80 ×5.30 م تقريبا .
وكان للمدرسة واجهتان هما الواجهة الشمالية الغربية و الجنوبية الغربية ، و تقع المئذنة بأقصى يسار الواجهة الشمالية الغربية مجاورة لكتلة المدخل الرئيسي .
وقد ألحق بهذه المدرسة قبة ضريحية تقع بالركن الغربي للتخطيط ، وحرص مهندس المدرسة على أن يكون لطلابها نصيب وافر من المباني، فأقام أربعة أجنحة لسكن طلابها وصوفيتها .