الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم من حلف بالله ولم ينفذ ما أقسم عليه

صدى البلد

حكم من حلف بالله ولم ينفذ ما اقسم عليه ؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء المصرية عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك. 

ورد ممدوح، قائلًا: إن اطعام 10 مساكين او كسوتهن فمن لم يستطع فصيام 3 أيام، ويقول الله عز وجل في كتابه العزيز : ((لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) الآية 89 سورة المائدة.

حلفت أن أفعل شيئًا ولكن قبل نهاية الحلف وقع في نفسي عجزي عن فعله فقلت إن شاء الله في نهاية اليمين. وقد تحقق ما توقعته ولن أستطيع الوفاء بهذا الحلف فما حكم هذا اليمين؟..سؤال ورد على صفحة مجمع البحوث الإسلامية، وذلك عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك. 

وأجابت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، أن هذه المسألة تُعرف فقهًا بالاستثناء في اليمين ومعناه: أن يقرن الحالف إن شاء الله بلفظ الحلف. والاستثناء مشروع في اليمين وقد ورد في السنة ما يدل عليه: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف فقال إن شاء الله لم يحنث). رواه أحمد.

وأخرج النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حلف فاستثنى فإن شاء مضى وإن شاء ترك غير حنث). قال الشوكاني: [قوله: (لم يحنث) فيه دليل على أن التقييد بمشيئة الله مانع من انعقاد اليمين أو يحل انعقادها وقد ذهب إلى ذلك الجمهور وادعى عليه ابن العربي الإجماع قال أجمع المسلمون على أن قوله إن شاء الله يمنع انعقاد اليمين بشرط كونه متصلًا].

وقد اشترط الفقهاء لكي يصح الاستثناء شروطًا وهي: أن يكون باللفظ لا بالنية فلو نوى الاستثناء دون أن يتلفظ به لم يصح. والثاني: أن يكون متصلًا بعبارة الحلف لا منفصلًا عنها. فلو فصل بين الحلف والاستثناء لم يصح. ألا يكون الاستثناء في حق من حقوق العباد فيترتب عليه ضياعها وجحودها.

قال ابن قدامة: إذا ثبت هذا فإنه يشترط أن يكون الاستثناء متصلا باليمين بحيث لا يفصل بينهما كلام أجنبي ولا يسكت بينهما سكوتا يمُكْنُه الكلام فيه.... ويشترط أن يستثني بلسانه ولا ينفعه الاستثناء بالقلب في قول عامة أهل العلم منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة و ابن المنذر ولا نعلم لهم مخالفًا.

وبناء على ما سبق: فإقران المشيئة بالحلف مشروعة وليس فيها إثم ولا يلزمك وجوب الوفاء به أو كفارة يمين عند الحنث وعدم الوفاء به. هذا إن توفرت الشروط السابق ذكرها.


ورد سؤال على صفحة مجمع البحوث الإسلامية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مضمونة "أقسمت أن لا أتكلم مع جاري، وأريد الرجوع عن اليمين.. فماذا أفعل؟".

وأجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، قائلة: إن الإنسان إذا أقسم على شيء ثم رأى غيره خيرا منه فليحنث، ولا ينفذ يمينه، قال ﷺ «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِهَا، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ».

وأوضحت أنه لا شك أن القطيعة بينك وبين جارك ليست خيرا، فالحنث في يمينك كان مطلوبا لتبقى المودة بينكما، فلا حرج، وليس معناه أنك قدمت جارك على الله، لأن الله عز وجل صاحب التشريع هو من أذن لك في ذلك.


وأشارت لجنة الفتوى أنه يجب عليك كفارة يمين، بأن تطعم عشرة مساكين، أو تكسوهم، فإن لم تستطع فلتصم ثلاثة أيام, قال الله تعالى " لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ".


لجنة الفتوى توضح حُكم الحلف بـ«الامتناع عن الطعام» ليوم كامل

قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إنه في حال أقسم الشخص بالامتناع عن الطعام طوال اليوم، وهو في حالة غضب شديد، ثم أكل، لا يتوجب عليه كفارة إذا أخرجه الغضب عن إدراكه لما يقول.


وأوضحت «البحوث الإسلامية» في إجابتها عن سؤال: «هل يسري القسم اذا أقسم شخص بعدم أكل أي شيء في المنزل طوال اليوم وهو في حالة غضب شديدة جدا»، أنه إذا أقسم الإنسان على الامتناع عن أكل شئ وكان في حالة غضب شديد قد خرج بها عن الإدراك فلا شئ عليه، ولكن إن كان مع غضبه يدرك ما يقول فعليه الامتناع على ما جرت عليه العادة من أكله فإن حنث في يمينه فإن عليه كفارة يمين".


حكم من أقسم على عدم فعل الخير

أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، عن سؤال ورد اليها وذلك عبر صفحتها الرسمية على "الفيسبوك"، قائلا: "أقسمت ألا أفعل خيرًا لمدة سنة وأريد أن أتراجع عن القسم فماذا أفعل؟".

وأوضحت لجنة الفتوى، في إجابتها، أنه على السائل فعل الخيرات، حيث أن هذا اليمين قد تضمن الامتناع عن البر وفعل الخير ؛ وقد قال الله تعالى: (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ). فكل يمين تحول بين الإنسان وبين فعل الخيرات مكروهة.


قال الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من حلف بالمصحف على عدم فعل شيء معين، ثم حنث فى يمينه وفعل الشيء الذي حلف بعدم فعله؛ فعليه كفارة يمين. 

وأضاف الوردانى، فى إجابته عن سؤال «حكم من حلف كذبا بالمصحف؟»، أن الحلف بالمصحف كذبًا يعد يمينا غموسا يغمس صاحبه في النار، وفي الحلف بالله على المصحف تغليظا لليمين وزيادة في الإثم إن كان الحالف كاذبًا، فلا ينبغي أن نعرض كلام الله- تبارك وتعالى- للحلف كذبًا، فكلام الله أعظم من أن يُحلف عليه كذبًا. 

وتابع الورداني: "أما من حلف بالمصحف على شيء ورجع فيه عليه كفارة يمين بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم".  


كفارة حنث اليمين أكثر من مرة
قال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء إن كفارة حنث اليمين المتعدد تكون كفارة واحدة إذا كان المحلوف عليه شيئا واحدا أو حدثا واحدا، أما إذا كان المحلوف عليه عدة أشياء مختلفة ومتفرقة فلكل شيء منها كفارة يمين منفصلة عن الأخرى.  

كفارة اليمين المتعدد 
من جانبه أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر أن كفارة اليمين المتعدد، اختلف حولها الفقهاء، فريق قال إنه لا بد أن يكون لكل يمين كفارة، ورأي آخر يقول إنه إذا تداخلت الكفارات يكتفى بكفارة واحدة.

وأضاف لـ"صدى البلد": أن الرأي الأول أفضل وهو أن يكون لكل يمين كفارة ليكون زجرا لكثير الحلف حتى يمتنع عن ذلك.

وأشار الى أن من حلف بالمصحف كذبًا عليه التوبة والاستغفار وكفارة يمين عند بعض أهل العلم، وهي: عتق رقبة، أو إطعام 10 مساكين من أوسط ما يطعم الرجل أهله، أو كسوتهم، فإن لم يستطع واحدًا من هذه الثلاثة صام 3 أيام.