الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

23 سنة إدمان .. متعافى من المخدرات لـ صدى البلد: حاولت الانتحار واتعالجت بجنيه واحد وصندوق المكافحة صرفلي 80 ألف جنيه.. فيديو

مدمن أفيون
مدمن أفيون

تامر يسرى، أحد المتعافين من الإدمان لـ " صدى البلد" : 
  • دفعت أموال كثيرة للعلاج من الإدمان ولكن دون جدوي
  • حاولت أن أتعافي 13 مرة ولكن لم أتمكن من ذلك 
  • صندوق مكافحة الإدمان قام بعلاجي في سرية تامة 
  • تعلمت حرفة صيانة الموبيلات من خلال الصندوق 
  • حصلت على قرض وفتحت محل وأعيش منه الآن 

قال تامر يسرى، أحد المتعافين من الإدمان، إنه تعاطى المخدرات لمدة 23 عام، ووصل به الأمر إلي أن جلس في البيت حتي يتعافي ولم يتمكن من ذلك، مؤكدا أنه كان في طريقه إلي الضياع بسبب الإدمان الذي كان يدمر حياته ويغيره للأسوأ.

ويحكي تامر يسري البالغ من العمر 44 سنة، لـ " صدي البلد " حكايته مع الإدمان قائلا: بدأت في تعاطي المخدرات وعمري 15 سنة، كحب استطلاع مع بعض الأصدقاء في المكان الذي أعيش فيه، كنت أريد أن عرف ماذا يفعلون، ولم أتوقع أنني سأكون مدمن ويؤثر ذلك علي حياتي، وتحول الموضوع من حب استطلاع إلي عادة، ومن العادة إلي الضرورة ومن الضرورة إلي البقاء، وبعد ذلك سرت في هذا الطريق بشكل تدريجي، حتي تطور الأمر بشكل كبير.

وأضاف تامر: كانت حالتي سيئة، حتي وصلت لمرحلة تأكدت فعلا أنني مدمن، ولم أستطيع أن أبتعد عن المخدرات، ولكن كنت أنفي ذلك أمام الناس والمجتمع، لأنني كنت أتناول المخدرات لمدة 23 سنة، فإذا كانت المادة المخدرة غير موجودة في جسدي لمدة 3 ساعات فقط كنت أصبح شخص أخر غريب علي نفسي.

وحول سنوات مرضه بالإدمان قال تامر: كنت أشعر أني أعيش في صندوق زجاجي محبوس بداخله أري أصدقائي المتزوجين، والأشخاص الذين يعيشون الطبيعة من بعيد، وهم يقومون بدورهم في المجتمع وينتجون، وأصبحت المخدرات بالنسبة لي في المرحلة الأخيرة مجرد مسكن حتي أتمكن من التعامل مع الناس، وففوجئت أيضا أنني وصلت إلي مرحلة أن المخدرات هي التي تستخدمني، ولم أكن أنا الذي استخدمها، فعمري ينتهي وهي تزيد معي بدون أن أشعر.

وعن محاولات إقلاعه عن المخدرات، قال تامر: فكرت في الإنتحار، وأصبحت أعيش في عزلة بشكل كبير جدا داخل البيت لأنني لم أستطيع أن أتعامل مع المجتمع مرة أخري، كما أنني حاولت أكثر من مرة أن أترك المخدرات وأنا في البيت ولكن لم أتمكن من ذلك، وبعدها كنت أجلس مع نفس الأشخاص وأعود إلي حياة المخدرات بسرعة كبيرة، كما أنني تلقيت العلاج 13 مرة في أماكن علاجية مختلفة وبأت بالفشل، لأنني كنت في كل مرة أذهب لتلقي العلاج هروبا من شئ معين منها: عدم وجود أمول للمخدرات، وأخرى هروبا من المجتمع، وعدم مواجهة الناس من كثرة الأخطاء، وجلست ما يقرب من شهرين في بيتي بدون طعام، لأن جميع الأشخاص الذي كنت استنفذ منهم الأموال، وكل من كان يدعمني ابتعد عني، وفي هذا الوقت توفي أبي وأمي، ولم يكن غير أشقائي.

وحول مرحلة التعافي أضاف تامر: ذهبت إلي صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، وتم علاجي في سرية تامة وبالمجان، فقمت بدفع جنيه واحد فقط ثمن التذكرة، وبعدها جلست مع الاخصائي، وهذا الرجل لمس بداخلي أنني يوجد لدي رغبة في العلاج والتعافي من المخدرات، فقام الاخصائي باحتجازي لمدة 90 يوم في التأهيل النفسي، وكنت أتلقي جروبات بشكل علاج جماعي يوميا حتي انتهيت من مدتي، وقبل أن أنهي مدتي بحوالي 15 يوما تم عمل خطة خروج لي لكي أتمكن من مواجهة المجتمع، وقاموا معي بدراسة حياتي في الخارج كيف تمشي، وعلاقتي بأشقائي، وما هي المشاكل الموجودة في حياتي، والضغوط التي أراها عقبة كبيرة جدا في مواجهة الحياة.

وأردف تامر: خرجت بعد أن أنهيت المرحلة العلاجية، وكنت أشعر أنني طفل صغير جاء للحياة من جديد ولم يمتلك شخصيته بشكل كبير، كما كنت أشعر بحالة اهتزاز في شخصيتي، ولم أملك المواجهه وحدي، وفي هذا الوقت كنت في احتياج للاحتواء من المكان، وبالفعل هذه هي طريقة العلاج مع صندوق مكافحة الإدمان علي طريقة المتابعة الأسبوعية أو علي الأقل يومين فقط في الأسبوع نذهب لعمل تحليل المخدرات، ونجلس مع الاخصائي الذي يعرف تماما قصتي، ونتكلم عن طريقة موجهتي للحياة، في أي شي أخطات، ولماذا لم أثق في نفسي، وبدأت في أخذ التوجيهات والإرشادات حتي استطيع أن أكمل في التعايش.

وتابع تامر: أكتشفت أنني فقدت مهارت التواصل مع المجتمع التعايش مع الأخرين، وكنت احتاج إلي أن أمتلك نفسي من جديد، وهذا اكتسبته من ترددي علي المتابعة لفترة كبيرة، حتي قمت باكتساب جزء كبير من الوعي والثقافة العلاجية وبدأت أنني أتطوع لمساعدة زملائي في المكان العلاجي، وأصبحت أعطيهم الإرشادات التي تعلمتها.
 
وأوضح تامر، أن صندوق مكافحة الإدمان قام بعمل دورات تدريبية للمتعافين، لتدريبهم علي المهن المختلفة مثل: التكييف والتبريد، وصيانة الموبيلات، وغير ذلك، وفي هذا الوقت عرضوا علي أن أقوم بأخذ دورة في صيانة الموبيلات، وبالفعل أخذت دورة كاملة، وأكتشفنا أننا نأخذ شهادة خبرة معتمدة في نهاية الدورة، وشنطة ألات العمل كاملة لكي نبدأ العمل في هذا المجال.

واستطرد تامر، أن هناك مشروعا في صندوق مكافحة وعلاج الإدمان يسمي " بداية جديدة " علي سبيل أننا نحتاج إلي أن نتواجد في المجتمع مرة أخري ويكون لدينا فرصة أن نقوم بعمل مشروع وندير حياتنا من جديد، فقدمت أوراقي لصندوق مكافحة الإدمان وقام بعمل دراسة جدوي، وقامت لجنة بمعاينة المكان، وبالفعل قاموا بصرف مبلغ 80 الف جنيه لي، فقمت بشراء بضاعة ووضعتها في المحل الذي تركه لي والدي وبدأت التواجد في المجتمع مرة ثانية.

وعن حياته الماضية قال تامر: "كنت متوفي بشكل مستمر جئت إلي الحياة من جديد، واليوم أصبحت أتعامل مع الناس، وأشعر بنفسي، ووجودي، ولدي شموخ غير عادي،   فكنت مستسلم تماما للعلاج، وهذا ما دفعهم للأخذ بيدي، والحمد لله أنا تعافيت من الإدمان منذ 7 سنوات و 5 شهور، ولم أنظر للمدة كما أنظر لهذا الإنجاز الذي حدث".