EN 
قال محمد محمود، باحث اقتصادي إن المشروعات الصحية التنموية التي تتبناها الدولة تأتي في إطار تحسين مستوى كافة الخدمات الحكومية المقدمه للمواطن المصري، لافتا إلى أن مصر تدخل نظام التأمين الصحي الشامل بشكل تدريجي ومدروس ، وأن النظام يعمل علي تغيير فلسفة تقديم الخدمات الطبية الحكومية والتي عانت من تراجع وفشل لسنوات طويلة.
وأضاف محمود أن تفعيل نظام التأمين الصحى الشامل بالإسماعيلية، جاء بعد نجاح تطبيق منظومة التأمين الصحي الجديدة في محافظة بورسعيد ، حيث تم تطبيق النظام الجديد في محافظة بورسعيد بتكلفة 8 مليارات جنيه تقريبا.
وأوضح أنه سوف يتم تقديم خدمات المشروع الجديد فى الإسماعيلية من خلال 66 منشآة تتكون من "12 مستشفى، 20 مركزًا صحيًا، و34 وحدة صحية ، كما بلغت إجمالي تكلفة رفع كفاءة مركز الإسماعيلية الطبى حوالي 550 مليون جنيه ، كما أن نظام التأمين الصحي الشامل يطبق بشكل تتدريجي وفقًا بإمكانيات كل محافظة والبنية التحتية التكنولوجية وعدد السكان ، منظومة التأمين الصحي تنعكس بشكل كبير علي التنمية الاقتصادية في مصر ، فلا تنمية اقتصادية الا بالاهتمام بالصحة فجوهر التنمية الاقتصادية هو المواطن.
وتابع أن محافظة الإسماعيلية من المحافظات ذات الكثافة السكانية القليلة ، مما يساهم في تطبيق أي نظام جديد، كما أن الإدارة العامة في المحافظات قليلة الكثافة السكانية تكون علي قدر كبير من الفعالية ، كما يسهل حصر بيانات السكان من خلال قاعدة بيانات إلكترونية ، ولذلك فهناك تحديات كبيرة لتطبيق النظام في المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية التي تحتاج وقت كبير لتدشين بنية تحتية متكاملة تسع إجمالي عدد السكان ، حيث أن تطبيق منظومة التأمين الصحي أمر مرتبط بالرقمنة والبنية التكنولوجية ولذلك فأن من الجائز جدا في المستقبل أن يتم استغلال قاعدة البيانات والبنية التكنولوجية في مبادرات اجتماعية وخيرية وتنموية أخري.
أقرأ ايضا ..تعرف على شروط وزارة التموين لفتح مخبز بلدى
واستطرد أن تطبيق منظومة التأمين الصحي الجديدة يحتاج الي كوادر ادراية وطبية مدربة لتطبيق النظام بفعالية وجودة عالية، مضيفا: لابد من فتح قنوات اتصال مع الأطباء لإنهاء اي مخاوف وشكوك ولحل اي مشكلات عالقة تجاه هذا النظام الجديد.
وأشار إلى وجود ربط قوي بين الاهتمام بالصحة العامة للمواطن المصري وبين القطاع الزراعي والتنمية الاقتصادية بشكل عام حيث أن الاهتمام بالحماية الوقائية عبر الاهتمام بالمعايير الصحية في الغذاء والطعام ويتطلب ذلك جهود ضخمة وسياسات تشمل " التخزين واستيراد الطعام والبذور وطرق الري والزراعة والنقل والاهتمام بالجودة "، يمكن القول أن مصر عانت في فترات سابقة من انتشار بعض الأمراض المزمنة والتي كانت نتيجة مباشرة لعدم الاهتمام بمراعاة الأبعاد الصحية في قطاع الزراعة وسط تدهور القطاع الصحي.
وأكد أن الاهتمام بتطوير القطاع الزراعي وتطوير القطاع الصحي ينعكس ذلك بشكل ايجابي في المستقبل علي التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
