يتساءل عدد كبير من بعض الشباب عن الحكمة من تحريم الوشم في الإسلام، وهل الوشم المؤقت حلال أم حرام؟ وهو ما يفتح جدل كبير من النقاش تشهده منصات السوشيال ميديا بين عدد من الناس الراغبين في معرفة أجوبة هذه الأسئلة، وفي هذا الإطار كشفت دار الإفتاء عن الحكمة من تحريم الوشم وهو ما سوف نستعرضه في السطور التالية.
الحكمة من تحريم الوشم
وفي إطار توضيح الحكمة من تحريم الوشم قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء، كشف عن الحكمة من تحريم الوشم ثلاث نقاط وهي:
- أولًا: الوشم يُحدث نجاسة في موضعه بسبب اختلاط الدم بالصبغة، وقد نقل الإمام النووي قول أصحاب المذهب الشافعي: إن الموضع الموشوم يصبح نجسًا، فإذا أمكن إزالته بالعلاج وجبت الإزالة، أما إذا لم يمكن إلا بجرح يترتب عليه تلف أو فقدان عضو أو منفعة أو تشويه ظاهر؛ فلا تجب إزالته في هذه الحالة.
- ثانيًا: من الحكم الشرعية في تحريم الوشم أنه يُعد تغييرًا لخلق الله تعالى، استنادًا إلى الحديث النبوي الذي وصف المغيرين لخلق الله بأنهم ملعونون، وما جاء في قول الله تعالى على لسان الشيطان: «وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا» (النساء: 119).
- ثالثًا: كذلك فإن الوشم يسبب إيلامًا للجسد عبر غرز الإبر في الجلد، وهو ضرر يلحق بالإنسان دون وجود ضرورة شرعية له، وقد نهى الإسلام عن الإضرار بالنفس أو بالغير، كما قال تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» (البقرة: 195)، وقال سبحانه: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» (النساء: 29) كما أن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس وصيانتها من كل ما يؤدي إلى تلفها أو إلحاق الضرر بها، ولذلك جاء تحريم الوشم ضمن ما يمنع الإضرار بالإنسان وجسده.
هل الوشم المؤقت حرام؟
وكان الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، قال إن الوشم بالطرق الحديثة لا شيء فيه ويجوز التزين به، موضحا أن الوشم المحرم هو ما يكون بغرز الإبر في الجسم وخروج الدم وحبسه مع الصبغة تحت الجلد.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال فيديو منشور عبر قناة دار الإفتاء المصرية عبر يوتيوب، أن جواز الوشم من عدمه ينظر على أساس العملية التي يتم بها الوشم نفسه، لافتا إلى الوشم الذي يتم بالطرق الحديثة جائز شرعًا طالما لا يؤدي إلى احتباس الدم تحت الجلد.