شغلت منصات التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث، حالة من الجدل بسبب تقدم الفنانة التونسية فريال يوسف ببلاغ رسمي إلى النائب العام ضد الفنانة نادية الجندي، تتهمها فيه بالسب والقذف والتشهير، على خلفية تصريحات إعلامية وصفتها خلالها بـ الفنانة الفاشلة، معتبرة أن تلك التصريحات ألحقت بها أضرارا مادية ومعنوية.
الفنانة المصرية نادية الجندي الفنانة التونسية فريال يوسف

وترجع تفاصيل الواقعة إلى ظهور فريال يوسف في لقاء تليفزيوني، تحدثت خلاله عن بعض الأعمال التي ندمت على المشاركة فيها، من بينها مسلسل أسرار، مؤكدة أنها لم تحصل على كامل مستحقاتها المالية عن العمل، وهو ما دفع نادية الجندي، بطلة ومنتجة المسلسل، إلى الرد عليها في عدة لقاءات تليفزيونية وصحفية، واصفة إياها بالفنانة الفاشلة التي تحاول التسلق على نجوميتها.
وأكدت فريال يوسف أن تصريحات نادية الجندي تم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية، ما أساء إلى سمعتها الفنية وأثر سلبا على مسيرتها المهنية.
وقدم المستشار شريف حافظ، محامي الفنانة فريال يوسف، بلاغا رسميا إلى جهات التحقيق، أرفقه بمقاطع فيديو وتسجيلات صوتية ومرئية تتضمن اللقاءات التي صدرت خلالها العبارات محل الاتهام، موضحا حجم الضرر الواقع على موكلته نتيجة هذه التصريحات.
وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية، قرر النائب العام إحالة البلاغ إلى نيابة التجمع الخامس للتحقيق، حيث قيد برقم 82 لسنة 2025 جنح اقتصادية.
وباشرت نيابة التجمع الخامس التحقيقات، حيث حضرت الفنانة فريال يوسف برفقة محاميها، وتم سماع أقوالها، وأكدت تعرضها لأضرار مادية ومعنوية مباشرة بسبب ما وصفته بحملة تشهير علنية.
توقيع العقوبة القانونية على المشكو في حقها
وطالب محامي فريال يوسف بتوقيع العقوبة القانونية على المشكو في حقها، استنادا إلى المواد 3 من المادة 171، والمادة 302، والمادة 306 من قانون العقوبات، إضافة إلى المادة 26 من القانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن جرائم تقنية المعلومات، متهما نادية الجندي بالقذف والتشهير.
كما قدم فلاشة مدمجة تضمنت جميع الأدلة والمستندات المتعلقة بالبلاغ، فيما ورد تقرير الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات مؤكدا صحة الواقعة، ونسبة المحتوى محل البلاغ إلى الفنانة نادية الجندي.
يذكر أن فريال يوسف ممثلة تونسية بدأت مسيرتها الفنية في مصر من خلال فيلم بالالوان الطبيعية عام 2010، وشاركت في عدد من الاعمال السينمائية والدرامية من بينها الرجل الغامض بسلامته، وماكو، وحسن المصري، ومسلسلات خاتم سليمان، وسقوط حر، ونصيبي وقسمتك.

ولدت في تونس زاولت تعليمها إلى حدود الماجستير، بحيث أنها تحصلت على شهادة في المرحلة الثالثة في إدارة الأعمال من المدرسة العليا للتجارة بتونس.
عرفت الأضواء منذ نعومة أظافرها، ققد شاركت في بعض الإعلانات المشهورة في التلفزيون التونسي في تسعينيات القرن العشرين ولفتت الانتباه لحيويتها وشقاوتها وسهولة آدائها، وكان عمرها آنذاك يتراوح بين الخامسة عشرة والسادسة عشرة.
مثلت كذلك أدورا صغيرة في فوازير رمضانية في تونس و من ثم اختيرت لتجسد دور فتاة شابة لطيفة لعائلة متواضعة في أول دراما رمضانية صفاقسية في تونس مسلسل المتحدي، وكان، ممن شاركوها التمثيل، نخبة من ألمع الممثلين في تونس على غرار جميل الجودي، محمد السياري، درصاف مملوك، زهير الرايس، كوثر الباردي.
سطعت موهبة فريال يوسف مبكرا من خلال مسلسل المتحدي، الذي شكل نقطة الانطلاق الحقيقية لها في عالم الدراما، حيث عرفت في تونس وهي في سن 17 عاما فقط، ونجحت في لفت الأنظار بأدائها المتقن وتقمصها العميق للشخصية، إلى جانب حضورها كوجه شاب وجديد في الدراما التونسية، ما أكسبها إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
وتوالت مشاركات فريال يوسف في الدراما التونسية، خاصة خلال الموسم الرمضاني، حيث شاركت في عدد من الأعمال البارزة من بينها مسلسلات غالية، عشقة، حكايات، خضراء، الكنز، ودروب المواجهة، وصولا إلى مسلسل قمرة سيدي المحروس، الذي ضم نخبة من كبار نجوم المسرح التونسي، من بينهم منى نور الدين، فتحي الهداوي، عزيزة بو الأبيار، وجيهة الجندوبي، وسمية رحيم.
ونجحت فريال في إثبات حضورها وسط هذه الكوكبة من الفنانين، من خلال أدائها لشخصية الفتاة الحالمة والمسالمة والمغلوب على أمرها.
كما شاركت في المسلسل الخليجي سر الحياة، قبل أن تتوقف عن التمثيل لفترة، وتتفرغ بشكل كامل لمسيرتها الأكاديمية، حيث حصلت على شهادة الاستاذية في التجارة، ثم نالت درجة الماجستير في إدارة الأعمال.
وبعد ذلك انتقلت إلى مصر، حيث عملت مديرة تسويق بإحدى الشركات الخاصة، إلا أن طبيعة العمل وضغوطه دفعتها إلى التوقف بعد عام واحد، لتعود مجددا إلى مجال الدراما مستفيدة من وجودها في القاهرة.
وبعد مراجعة أعمالها السابقة في تونس، قدمها المخرج أسامة فوزي في فيلم بالألوان الطبيعية، وهو العمل الذي شكل محطة مفصلية في مسيرتها الفنية، وحازت من خلاله على جائزة أفضل ممثلة بطلة ثانية من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عام 2010.
وجاء الدور الذي قدمته فريال يوسف في الفيلم مختلفا تماما عن أدوارها السابقة، التي ارتبطت بصورة الفتاة الرصينة والمحافظة والمهذبة، إذ ظهرت هذه المرة بملامح جديدة في شخصية فتاة جريئة ومغرية، وهو ما اعتبر تحولا فنيا لافتا في مسيرتها.
ورغم إشادة النقاد بإتقانها للدور، واجهت موجة واسعة من الانتقادات والرفض من بعض مواطنيها، بسبب الجرأة التي تطلبها الدور.









