قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

آخر اتصال جمع الاخوات | شقيق إيهاب ضحية مركب اليونان: خدعني بحضور فرح في القاهرة.. وبعد 3 أيام اكتشفت سفره إلى ليبيا

إيهاب وجيه ذكي
إيهاب وجيه ذكي

لم يبدأ الأمر برحلة هجرة، ولا بحلم سفر، بل بحكاية بسيطة ظنّت الأسرة أنها عابرة. هكذا بدأت قصة إيهاب، أحد ضحايا حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية قبالة السواحل اليونانية، الذي أودى بحياة 14 مصريًا. فبين مكالمة قصيرة، وصمت طويل، ضاعت الحقيقة، وبقيت شهادة الشقيق الأصغر هي الخيط الأخير الذي يكشف ملامح الرحلة المأساوية.

مأساة في عرض البحر

في السابع من ديسمبر 2025، غرق مركب هجرة غير شرعية كان يقل 34 مهاجرًا من جنسيات مختلفة، أثناء توجهه إلى اليونان، ما أسفر عن مصرع 14 مواطنًا مصريًا، من بينهم إيهاب. الحادث أعاد إلى الواجهة ملف الهجرة غير الشرعية، بكل ما يحمله من مخاطر، خاصة حين تتحول الأحلام إلى وقود لمراكب الموت.

“قال لي رايح فرح”.. البداية من البيت

ويروي الشقيق الأكبر لإيهاب، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل مغادرته المنزل، مؤكدًا أنه لم يكن يعلم شيئًا عن نية السفر أو الهجرة.

ويقول: “إيهاب قالي أنا رايح فرح في مصر، فرح واحد صاحبه كان معاه في الجيش، قلت له روح، وما جاش في بالي أي حاجة غير كده”.

وغادر إيهاب البيت بهدوء، دون أن يترك وراءه أي إشارة توحي بأن الرحلة لن تكون قصيرة.

صدمة الاتصال من ليبيا

وبعد ثلاثة أيام فقط، تلقى الشقيق الأكبر مكالمة مفاجئة من إيهاب، كانت كفيلة بقلب كل شيء.

“لقيته بيكلمني وبيقول لي إنه في ليبيا، أنا اتصدمت، قلت له إزاي؟ إنت سافرت إمتى؟”، هكذا يروي اللحظة التي بدأ فيها القلق الحقيقي.

وحاول الشقيق إقناعه بالعودة فورًا، وأكد له أنه سيذهب بنفسه لإحضاره، لكن إيهاب كان حاسمًا: “قالي مش هتعرف توصل لي”.

مكالمة واحدة.. ثم صمت

بحزن بالغ، يؤكد الشقيق الأكبر أن هذه المكالمة كانت الوحيدة، ولم تتكرر بعدها أي محاولات اتصال.

ويضيف: “هو مشي من هنا يوم 23/11، وكلمني بعدها بثلاث أيام مرة واحدة بس، وبعدها اختفى خالص”.

وبدأت محاولات البحث والسؤال، دون جدوى، إلى أن جاءت الأخبار المؤلمة بغرق المركب.

موقف حاسم من الهجرة غير الشرعية

ويؤكد الشقيق الأكبر لإيهاب رفضه التام للهجرة غير الشرعية، معتبرًا أنها طريق بلا أمان ولا ضمانات.

“اللي يعمل كده مرة ممكن يعملها تاني وتالت، بس في الآخر النهاية واحدة”، كلمات قالها وهو يسترجع خسارته، معتبرًا أن ما حدث يجب أن يكون رسالة تحذير قاسية لكل شاب يفكر في هذا الطريق.

متابعة رسمية وتعازي الدولة

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج متابعتها للحادث، وكلفت السفارة المصرية في أثينا بالتواصل مع السلطات اليونانية لإنهاء الإجراءات القانونية، ونقل جثامين الضحايا إلى أرض الوطن، مع تقديم الدعم اللازم لأسرهم.

ولم يكن إيهاب يعلم أن هذه القصة ستكون آخر حكاية يرويها لأسرته، ولم يكن شقيقه الأكبر يتخيل أن مكالمة واحدة من ليبيا ستصبح وداعًا أخيرًا. وبين البحر الذي ابتلع المركب، والانتظار الذي ينهش قلوب الأهالي، تبقى قصة إيهاب شاهدًا موجعًا على ثمن الهجرة غير الشرعية، حين يتحول الحلم إلى رحلة بلا عودة.