قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

التحرش اللاإرادى


خلص الكلام ومات، وزير الإعلام «متولى» الشهير بصلاح أفندى عبدالمقصود حالته صعبة، يعانى من «رهاب ماسبيرو»، يصحو من نومه فزعاً، الخواجه ماسبيرو يطبق على أنفاسه، يقهقه عالياً، خربت ماسبيرو يا متولى.. وجوقة تعزف.. يا متولى.. يا جرجاوى، يستولى الفزع على متولى، أظافر بثينة كامل الملونة تطول، تطول، تنشب فى عنقه، وكفن هالة فهمى يلفه، البس الكفن يا متولى، متولى يصرخ فزعاً فى وجه ماسبيرو زى إبراهيم خان فى فيلم دائرة الانتقام «سيبنى أعيييش»...
متولى صار لديه هسس حقيقى بأن هناك أصابع بتلعب فى ماسبيرو، وفق نظرية الصوابع التى أسس قواعدها البروفيسور محمد مرسى أستاذ علم الصوابع (المواد)، كل مؤتمر صحفى يحضره الوزير يحس بأن المراسلين تحولوا إلى أصابع تكاد تخزق عينيه، وكلما سئل سؤال فيه علم، يعرق ويتهته، ويروح منه الكلام وينساه، ويحدث له تفوه لاإرادى بألفاظ يعاقب عليها قانون الآداب.
ألفاظ الوزير تدخل تحت فصل «التحرش» اللاإرادى، وهو فعل تحرش غير مؤثم قانوناً، مكروه مجتمعياً، مجرم فضائياً، يعنى عيب، متولى يدارى قلقاً داخلياً عارماً، يتحرش باعتبار الهجوم خير وسيلة للدفاع، حتى صار متحرشاً على نحو فج وكريه، يتحرش عمال على بطال، يتحرش ليل نهار، أحياناً يتحرش بنفسه، مرة سمعه أحد رؤساء القطاعات يسأل نفسه أمام المرآة، ويرد على نفسه «تعالى وأنا أقولك فين المحتوى..»، متولى حالته تصعب على الكافر، لازم المرشد يكشف عليه.
ويل للمتحرشين، متولى أصيب بداء التحرش اللفظى وهو أخطر أنواع التحرش لأنه يعطى للمتحرش فرصة للإفلات بتحرشه، كأن يدعى أنه لم يقصد باطن اللفظ، ويثبت أنه حسن النية، أو يتعلل بتفوه لاإرادى بشهادة طبية من الدكتور عصام العريان، خبرة فى التفوه اللإرادى، متولى عنده مشكلة فى المخرجات، ولولا أشق على جماعة المقطم لطلبت الحجر عليه فى حجرة الفئران تحت مكتب خيرت الشاطر.
متولى صار عنواناً صارخاً لعصر من التحرش الإخوانى، صاروا «الإخوان المتحرشين»، رئيس الجمهورية يصك تعبيرات متحرشة جداً، الحارة المزنوقة، الصوابع، وبتلعب، ورئيس الوزراء يتحرش بفضليات بنى سويف، ومتولى يتحرش بمذيعة دبى، ويتطاول على مراسة النهار، متولى لن يتوقف حتى تخبطه زميلة محضر تحرش ليكف عن الخفافة والظرافة التى صار عليها أخيرا مع اقتراب التغيير الوزارى، متولى لو خاف يترعب، ولو اترعب يتصدم، ولو اتصدم تتفك عقدته، زى العاقر تنام تحت القطار السريع تنفك عقدتها.
عقدة الاضطهاد التى صار عليها متولى ساكنة فى اللاوعى، من أيام السمع والطاعة فى الشعب والكتائب، كان يمشى وراء المرحوم المرشد حامد أبوالنصر سامعاً طائعاً، متولى قديم فى الجماعة، ميكانيزمات الدفاع فى الجماعة خلفت فى نفسية متولى عقدة مزمنة، كل ما يسمع سؤالاً لا يدرى جواباً، ويسخن، ويهلفط، مرة «أسئلتك سخنة»، ومرة «تعالى وأنا أقولك فين»، وثالثة، ورابعة، إلاهى يرزقك ببنت الحلال، وانت عارف بنات الحلال، لو دست لها على طرف توريك المحتوى أشكال وألوان، تشفيك من الهسس، تخلصك من التفوه اللاإرادى، والله تخليك تعد الفلنكات، وتجرى ورا عربية البطاطا، وتنادى سخنة ومعسلة قوى يا بطاطا.
نقلا عن المصرى اليوم