الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ياسر عبيدو يكتب: على ما تفرج

صدى البلد

السياحة ذلك الطائر المذعور الفار من شجرة الى حقل الى زهرة ليكون القابض عليه بطريقتنا العشوائية كالباسط يديه ليمسك الماء فيتسرب من بين اصابعه.


تلك هى الازمة ننفق الكثير فى اساليب قديمة لا تسمن ولا تغنى من جوع ونصر على النفاذ من خلالها رغم وضوح فشلها لأننا لا نغير وسائل الجذب ولا اساليب التسويق فى عالم تغير بالفعل وأدمت أقدامه الكورونا.


بُح صوت من ينادى بتغيير الفكر واتباع اساليب مبتكرة نأخذها من الشباب القابض على أنامل الكيبورد والماوس الشباب الذى يسبح فى الواقع الافتراضى يستخدم أدوات الابهار الالكترونية ولا ينصت الا لجماعة الاقران، لا يملك الانفاق عالى الكلفة ,وبه نشاط يجر قطارا بعشرات العربات، شباب يريد ان يلحق بتلابيب عنفوانه وحيويته يريد ان يسيح فى بلاده ويتجول بها ويعرفها قبل ان تكبله تكاليف الحياة بالتزامات تضطره الى سلك طرق مجبرا عليها.


تعليم بغيض يعتمد التلقين فيخرج منه كأنه تعلم وهو الى الجاهل اقرب,ويبحث عن مهن ووظيفة، المفروض أنها تكفيه وتلائم الخبرات التى من المفترض أن يكون قد تحصل عليها ,وأن يجد سوقا للعمل تتلقفه وتنتظر انامله وسواعده الفتية ليلحق بمتطلبات تكوين اسرة كتصرف غريزى مجبول عليه فيجد أن ما حصله من معرفة أقل بكثير من الخبرات المطلوبة وهناك تحديات فى العمل بخبرات تتوق اليها السوق دفعت اليها تطور الحياة وتعقد التكنولوجيا وتبحر علومها واحتياج الجميع الى مهارات وعلوم لم يحصل عليها وتكون الجامعات الحكومية التى من المفروض أن تكون ملاذا لأبناء عامة الشعب وحماية له من تغول التعليم الخاص وجامعات الابتزاز عابرة القارات والمتسترة بالاون لاين فى سوق وقودها ملايين الطلاب والراغبين الحالمين بتعليم مقبول وحياة لائقة تغض الطرف بتبريرها ان هذا هو المتاح فيكون الطالب كأنه تعلم وكأنه تخرج وكأنه عضو نافع يطلبه المجتمع ويرحب به ,ليهوى من شاهق,ولمَ لا, ففرص العمل إن وجدت يحظى بها أقارب ومعارف ,ومحاسيب,لتكون الوظائف المرموقة او التى ينظر اليها المجتمع بشوق وتوق هى فى الواقع خارج السلم الوظيفى العادى لتتلقف شركات النصب المخفية خلف أقنعة براقة مقبولة الحالمين بالثراء كما تصور الاعلانات كما يلقف العقاب السمكة من مكمنها فى جوف النهر والبحر,وقديما قالوا النصاب او المستريح فى معناه الاصطلاحى الجديد يعتمد أساسا على الطماع أو مسكين أسقط فى يده ويحلم بالخروج من الشرنقة الجهنمية التى أوقعه حظه العثر فيها فأصبح فى عصرنا هذا الذى يعلك أبناءه مثلما يطحن الرحى الصخر فيكون تعليمه وأحلامه كلها واهية فتتلقفه جماعات أبى جهل لييئسوه من الانتماء الى وطن لفظه وتعليم خدعه ووظائف لم ترسم له فيكون ,يتيما على مائدة اللئام ويكون الانتماء للوطن اوهى من خيوط بيت العنكبوت فلا هو أحس بالوطن ولا الوطن استوعبه كما يجب .


كل هذا يصلحه شيء واحد التربية الصحيحة والتثقيف والتنشئة والتعليم والضرب بيد من حديد على شركات الوهم والاعلانات الوهمية والنصابين المستريحين ,كل هذا من احكام السيطرة على اعلانات التليفزيون والارشاد واصلاح نظام التعليم وربطه بسوق العمل ,والتدريب التحويلى وغلق كليات الاعلام والمعاهد المشابعة وكليات الحقوق والكليات النظرية التى تشبع بخريجيها السوق وفتح المجال للشراكة مع ابناء الوطن فى رسم السياسة التثقيفية والتعليمية والدينية وان تعود وزارة الشباب بالتعاون مع وزارة السياحة والثقافة ومؤسسة الازهر والكنيسة فى تبنى برنامج سخى طويل منظم يمتد مصاحبا الناشئة فى سنينهم الاولى فى رحلات سنوية ونصف سنوية تمتد لأسابيع بطريقة ممنهجة يزور فيها ابناء الوطن محافظات وطنهم واماكنه السياحية مجانا مع تغذيتهم بالمعلومات والمفاهيم والتاريخ وربط كل ذلك بمناهجهم الدراسية واثابتهم عليها من خلال اسئلة وتعابير تقيس مدى انتمائهم ومعرفتهم واستيعابهم لثروات وطنهم وقبولهم ابناءه من اقرانهم فى اندماج خلال رحلاتهم وانشطتهم التربوية والرياضية واقامة منافسات بجوائز تحبب الناشئة فى وطنهم واخذ آرائهم فى كيفية ادارة مفاصله ولو بصورة استرشادية والأهم تذليل التكنولوجيا بأسعار فى متناول فقيرهم قبل غنيهم بالتابلت وأيضا بالكتابة الورقية وتحسين الخط وتنمية القراءة الورقية والالكترونية والا تخطفهم الارهابيون وابناء الفكر الظلامى الذين يرتعون فى فساد الشعوب والذمم.