الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خاص| بعد تفريغ 9 آلاف طن مياه ووقود منها.. ربان أعالي بحار مصري يروي كواليس السفينة الجانحة من قلب الحدث

سفينة إيفر جيفن الجانحة
سفينة إيفر جيفن الجانحة في قناة السويس

بدأت قبل ساعات محاولات تعويم سفينة «إيفر جيفن» التابعة لشركة «إيفر جرين» التايوانية الجانحة في قناة السويس، باستخدام 9 قاطرات ضخمة، وبرغم أنها ليست المرة الأولى التي تجنح فيها سفينة وانتشار الحوادث البحرية إلا أن جنوح «إيفر جيفن» لاقى اهتماما عالميا منذ الساعات الأولى لبداية الأزمة.

الوضع في قناة السويس
تواصل «صدى البلد» مع القبطان المصري محمد عبد الفتاح ربان أعالي البحار ومرشد في هيئة قناة السويس، لمعرفة حقيقة الوضع في قناة السويس وطرق تسيير السفينة الجانحة خاصة بعد تداول الكثير من الشائعات والمعلومات المتضاربة عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن سبب الأزمة التي لاقت اهتماما عالميا وكيفية التعامل معها.

«لقوة الرياح دور أساسي في تغيير مسار السفينة» هذا ما أكد عليه عن أسباب الأزمة خاصة أن سرعة الرياح وصلت في هذا اليوم إلى 50 عقدة وهو ما يعد رقما كبيرا جدا، وبعد عدولها عن مسارها من الصعب أيضا تحريك السفينة لعدة أسباب أولها الحمولة الزائدة.

ويستكمل القبطان المصري أن لطول السفينة الضخمة عامل أيضا، فـ عرض قناة السويس 220 مترا أما طول السفينة 400 متر وعند عدولها فإن مقدمة ومؤخرة السفينة صعدت على يابسة ضفتي القناة، مضيفا وجود احتمالية غير مؤكدة لإصابتها بعطل وحال حدوث ذلك بالفعل فإنه يتوجب على الشركة المالكة للسفينة إعلان ذلك عبر تقرير رسمي.

سبب تأخر التعويم
هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يقع فيها حادث بحري مشابه لمركب أو سفينة سواء في بحر أو ممر ملاحي، ويوضح ربان أعالي البحار أن هذه الحوادث شائعة في العالم ولكن هذا الحادث نال شهرة واهتماما عالميا بسبب عطل السفينة بالعرض في مدخل القناة مما أدى إلى إغلاقها تماما على عكس الحوادث السابقة التي قد تحدث في إحدى القناتين وبالتالي يتم تسيير السفن في القناة الأخرى.

عادة ما تتم عملية الإنقاذ خلال ساعتين أو ثلاث ساعات على الأكثر، إذا فلما استغرقت عملية الإنقاذ هذه المرة وقتا أطول؟
يجيب القبطان الذي تعرض لحوادث عديدة مشابهة على مدار سنوات عمله الـ 25 في المجال نفسه، ويقول لـ «صدى البلد»: "للرياح وحركة المد والجزر عامل، وغرز السفينة العملاقة في الرمال أيضا ووقوع الحادث في مكان حيوي وهو في مدخل القناة مما أعاق الحركة من الشمال إلى الجنوب والعكس".

تواجه السفن العالقة حلا إجباريا وهو الانتظار حتى إتمام عملية الإنقاذ بنجاح خاصة أن الطريق الوحيد البديل هو طريق "رأس الرجاء الصالح" والذي تستغرق الرحلة البحرية فيه 10 أضعاف الوقت الذي تستغرقه خلال عبورها من قناة السويس، ويقول: "على سبيل المثال، تستغرق السفينة من هولندا إلى جدة 3 أيام أما عن طريق رأس الرجاء الصالح 29 يوما واعتبر أن انتظار السفن نوع من الفخر للمصريين للشعور بأهمية القناة".

من يتحمل المسئولية؟
انتظار السفن في قناة السويس حتى الآن أدى إلى عدة نتائج منها ارتفاع أسعار البترول، وتأخر مواعيد وصول السفن وما تحمله من سلع حيوية وعن احتمالية تحمل مصر دفع تعويضات، يقول القبطان محمد: "مصر غير منوطة بدفع التأمينات ويتحمل دفعها للسفن المؤمن عليها شركات التأمين، وعلى العكس فإن مصر هي المتضررة من هذا الحادث وواجب الشركة المالكة للسفينة العالقة تعويض مصر".

لسرعة تعويم السفينة الجانحة، قدمت العديد من شركات الإنقاذ وخبراء دوليين عروض للقدوم إلى مصر لمحاولة تحريكها، ولكن بحسب ما أوضحه المرشد في هيئة قناة السويس فإن مصر هي المنوطة بمسئولية تحريكها لأنها على أرضها، ولا يجوز التدخل الأجنبي إلا بطلب مصري يتم الإعلان فيه الحاجة إلى التدخل.

عقدة الخواجة
وأضاف أن عملية التعويم تتم بعملية حسابية واحدة وثابتة: "نحن لسنا بحاجة لتدخل أجنبي، هيئة قناة السويس كبيرة جدا والمسألة تحتاج إلى وقت ليس إلا، وكل الادعاءات عبر مواقع التواصل الإجتماعي لدعم من خبراء أجانب ليست إلا عقدة خواجة".

يوجد عدة سيناريوهات محتملة لنقل السفينة أكثرها دقة التي يتم تطبيقه حاليا، على حد وصف عبدالفتاح، وتشمل تفريغ الرمال أسفل السفينة مع عملية نقل للرمال، بالإضافة إلى العمل على تخفيف وزن السفينة من خلال تفريغ السوائل بها حيث تم تفريغ حوالي 9 آلاف طن من خزانات المياه في السفينة، مع تفريغ خزانات الوقود التي تضم كميات ضخمة من الوقود، وكل هذا بدوره يساهم في تخفيف وزن المركب والمساهمة في التعويم.

دور المرشدين
يتأهب المرشدون في هيئة قناة السويس للحظة تعويم السفينة، للعمل على السفن في الانتظار، ويتم التعامل مع السفن لتلبية احتياجاتهم من قبل المرشدين، ويقول: "نتعامل مع السفن خلال فترة انتظارها، كتوصيل طعام أو أدوية أو إمدادات لهم".

من السفن التي قيد الانتظار في قناة السويس ما تعرف باسم «لايف ستوك» أو سفن «كاتيل» والتي تكون عبارة عن سف لشحن الأغنام والمواشي، "منهم سفينة تحمل 8 آلاف ماشية وهذه الأرواح العالقة في المياه علينا مساعدتها وقومنا بإيصال الإمدادات كطعام المواشي الذي أوشك على النفاذ".