بعزة نفس وابتسامة لطيفة تجلس محروسة سالم على كرسيها المتحرك لمستقبل زبائن مطعم "ماما محروسة"، الذي يعتبر أول مطعم في الشرق الأوسط لذوي الاحتياجات الخاصة، مطعم يتميز بديكور بسيط لكنه مميز، يضفي على المكان هدوءًا يريح النفس ويبعث فيها الأمان.
ليس ككل المطاعم، ولا يمكن له أن يكون، يتكون من فريق عمل من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعكسون رسالة سامية بأنهم ليسوا معوقين بل مختلفين وبإمكانهم أن يكونوا منتجين ومؤثرين في المجتمع.
تروي محروسة سالم قصتها لصدي البلد قائلة : اتولدت بإعاقة حركية ولكني معرفش كلمة استسلام، اشتغلت في كل حاجة من صغري شغل يدوي، سائقة على تروسيكل، وكان عندي موهبة طبخ قررت استغلها و ابيع وجبات ساخنة للجيران المحيطين بي و اقوم بتوصيلها على التروسيكل ، وفي مرة نزلت صورة لأكل عملتوا في إحدي الجروبات، لاقى البوست آعجاب غير متوقع وبدأت الناس تشجعي على استغلال موهبتي على نطاق أكبر و فتح مطعم.
وتابعت" محروسة "بالفعل دورت علي مكان مناسب لإمكانياتي، وأخذت محل في مدينة نصر بالإيجار، وبدأت مع جارتي من ذوي الإعاقة الحركية أيضًا لكنها ماهرة في إعداد الطعام الشرقي، بالإضافة إلى مساعدة اولادي و شيف ماهر من الأصحاء.
يهدف المطعم إلى توفير فرصة للشبان والفتيات من ذوي الهمم، ويمنحهم تدريبا مهنيا على جميع الأعمال بالمطعم "، لإتاحة فرصة لذوي الاحتياجات الخاصة لتعليمهم فن الطبخ.
وأكدت محروسة أن زبائن المطعم لا يقتصرون علي ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، بل زواره من مختلف الفئات؛ لأن الهدف هو دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وبالتالي لابد أن يكون المقهى وزبائنه معبرين عن كافة أطياف المجتمع لتحقيق الغرض منه.
تمنت محروسة أن تفتح أكاديمية كبيرة لتعليم فن الطبخ لذوي الهمم ،وكل البنات و السيدات اللي محتاجة تتعلم ، واختتمت حديثها قائلة : مطبخي مفتوح لأي حد حابب يتعلم أهلا وسهلا بيه .