الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خاص .. "الزوز" صاحب الصورة الأشهر في تعويم سفينة قناة السويس يكشف الكواليس.. فيديو وصور

أحمد عزت، المشرف
أحمد عزت، المشرف على مجمع بناء السفن واللحام بالقناة

تمكنت الإدارة المصرية ممثلة في جميع العاملين بهيئة قناة السويس من الفريق أسامة ربيع، رئيس القناة حتى أصغر عامل بها في إنهاء أزمة السفينة الجانحة (إيفر جيفن) في وقت قياسي مما أثار فرحة كبيرة لدي جموع المصريين وإشادات من جميع دول العالم كافة، حيث وصفتها الصحف العالمية بأنها واحدة من أكبر عمليات الإنقاذ في التاريخ الحديث من صدمة تجارية دولية، وأن المجرى الملاحي الأكثر أهمية في العالم في أيد ماهرة وأمينة.


تواصل «صدى البلد» مع أحد أبطال تعويم السفينة الجانحة والذي كانت صورته وهو يجلس مستريحًا و مبتسًما أمام السفينة بكامل هدوء و أريحية الأشهر على السوشيال ميديا خلال الساعات القليلة الماضية، وهو المشرف على مجمع بناء السفن واللحام بقسم تحركات الإسماعيلية، أحمد عزت المشهور بين عائلته وأصدقائه والعاملين معه بـ «الزوز» كما لقبه والده - رحمه الله- في صغره و صاحب الـ 35 سنة.


كشف «الزوز» لـ «صدى البلد» عن عمله في الهيئة منذ 17 عامًا وتفوقه في عمله ودراسته منذ الصغر حيث كان دائمًا من الأوائل في جميع المراحل الدراسية بما فيها تخرجه من مركز تدريب هيئة قناة السويس ثم حصوله على بكالوريوس تجارة و ماجستير في إدارة أعمال بمرتبة الامتياز في كليهما حتى تعينه في الهيئة وتدرجه في الترقيات بجدارة وصولًا إلى تعينه المشرف على قسم بناء السفن واللحام قي سن صغير منذ  عمله بالهيئة 1/ 4/ 2004. 


أولاد الهيئة

يشعر «الزوز» بفخر غير عادي لانتمائه ووالده وأخويه (عمر وعادل) من قبله للعمل في هيئة قناة السويس، حيث اكتسب منهم حب هذا المكان وإعطاءه كل طاقته دون ملل أو كلل وساعدته في ذلك والدته وزوجته نوال محب، موظفة بإحدى محاكم المحافظة، التي يصفها في حديثه للموقع بحبه الأول والأخير وسنده الدائم بعد الله في رعاية شؤون المنزل وأولاده عزت صاحب الـ  13 عامًا و إيناس ذات الـ 10 سنوات.  


كواليس التعويم 

يقول «الزوز» لـ «صدى البلد» إنه شعر بالذهول عندما سمع خبر تعطل السفينة «إيفر جيفن» بهذا الشكل في قناة السويس حيث أنه طبقًا لما سمعه من والده - رحمه الله- والذي كان مشرف فني خراطة بالهيئة ثم من خلال عمله بها فيما بعد لم تتعطل سفينة ما بهذا الشكل، مشيرًا إلى أن السفينة «إيفر جيفن» تعد من أكبر السفن التي تمر من خلال القناة بانتظام منذ فترة زمنية لأخرى حيث أنها سفينة ضخمة بطول 400 متر وعرض 60 مترًا ومحملة بحوالي 230 ألف طن، واصفًا إياها بـ «مدينة تسير في المياه». 


إدارة الأزمة 

يؤكد «الزوز» أن الإدارة المصرية بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي وممثلة في هيئة قناة السويس اتخذت كافة القرارات اللازمة لتعويم السفينة سريعًا وإنقاذ سير حركة التجارة العالمية و التي شهدت ارتفاعًا في أسعار النفط بسبب عطل السفينة بها كما أوقفت شركات إنتاجها لحين حل الأزمة التي يستغرق حلها طبيعيًا في أي دولة متقدمة ما لا يقل عن شهرين تتبع فيها عدة إجراءات متعارف عليها، تشمل: «ضرورة تفريغ حمولة السفينة ثم تفريغ كمية كبيرة بنسب من المياه والوقود بها حتى يمكن التعامل معها».


بدأ العمل 

يوضح «الزوز» أن السفينة البنمية «إيفر جيفن» كانت على عمق 17 مترا في المياه ما يعادل طول «عمارة» كما تجاوزت الساتر الترابي للقناة إلى حد ما، وتم التعامل معها أولًا بعدد من الكراكات تقدمتها الكاركة «مشهور» والتي تعد الأكبر في الشرق الأوسط ، إضافة إلى تجهيز 10 قاطرات وفي مقدمتها القاطرة «بركة» و « عزت عادل».


وفوجىء العاملون في منتصف المهمة بقطع في الواير الرئيسي- حبل الصلب المستخدم في عملية الإنقاذ- والتانج بوت - وهو ما يحدد به المسار- ليتم استعداده بعدها و 6 وحوش من فريق عمله فقط لإصلاحه وبالفعل نجحوا في المهمة التي وصلت إلى 20 ساعة متوصلة من العمل من الساعة الـ 8 صباحًا حتي الساعة الـ 3 صباحًا من اليوم التالي تمكنوا خلالها من إصلاحهما إضافة إلى إصلاح مقدمة القاطرة «مساعد 2» حيث سقط منها الجزء الأمامي الذي يحمي مقدمتها والمسمي بـ «الفندر» في ظروف صعبة، حيث يتم إصلاحها في الظروف الطبيعية وهي على الرصيف لكنهم أصلحوها في وسط المياه بواسطة سلالم فقط وهو ما أثار تعجب وذهول جميع المتواجدين بمن فيهم الأجانب «انتوا مجانين وعفاريت يا مصريين». 
 
كواليس الصورة 

يشير «الزوز» إلى أنه بعد نجاح تعويم السفينة نسي الجميع تعبه وفرح برفع اسم مصر عاليًا وهيئة قناة السويس كذلك وأننا نستطيع فعل أي شيء بمجهوداتنا في وقت قياسي وأن صورته التقطها له أحد فريق عمله المشرف عليهم والذين يعدهم بـ «أصدقاءه وأخواته ووحوش بالقناة» وصديقه محمود عطية قائًلا له: « تعال يا ريس أصورك بعد التعب دا» فوافق وبالفعل قام بأخذ الصورة وهو في هذه الوضعية نتيجة الإرهاق من الساعات المتواصلة ثم نشرها على صفحته الرسمية ليفاجأ بأنها أصبحت «تريند السوشيال ميديا» إثر إستيقاظه من النوم. 

ردود الأفعال 

لاقت صورة «الزوز» تفاعلًا كبيرًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مما أعطاه طاقة إيجابية كبيرة، وكان من أبرزها: «يا بطل»، «تريند العالم»، كما تقبل بصدر رحب تعليقات البعض مازحين على صورته معلقًا: «المصريين معروفين إنهم بياخدوا الأزمة بنكتة ودا بيضحكني أنا كمان»، لكنه يظل التعليق الأقرب لقلبه لوالدته قائلًة: « اللي خلف ما ما ماتش» وهو ما يسهل له كل عسير ويحبب فيه عماله الذين يسهلون يومهم جميعًا ببركة بسم الله وحب العمل، مؤكدًا: «الانتصارات مستمرة، والبلد مش هتقوم غير بينا كلنا زي ما بيأكد الرئيس دائمًا».  

الداعم والسند 

أصر «الزوز» على توجيه كلمة شكر لعائلته كافة وزجته نوال محب التي دائمًا ما تكون في حالة كبيرة من التوتر والقلق بسبب طبيعة عمله، لافتةً في حديثها لموقع «صدى البلد» أن زوجها أحمد عزت أثناء ذهابه للمشاركة في تعويم السفية الجانحة مع بعض عمال فريقه كان يودعها تحسبًا لأي نسبة خطر قد يتعرض لها، منوهةً أنه يحب عمله بطريقة هستيرية وكذلك عائلت، فكثيرًا ما يأتى لها بحروق في زيه وأخرى بسيطة بيده، مختتمةً: «بنشجعه دائمًا لأنه مخلص لعمله ومحبوب من الكل».