الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الواد عنترة الخلبوص

 لم أتصور يوما أو يتبادر لذهني أن اسطورة الحب والغرام والذي تحول إلى مثال حالم  في العشق لكل حبيب ، وهو الفارس العربي المغوار عنتره بن شداد أن يكون خلبوصا كبيرا . إختفى وراء أرقى وأحن مشاعر حملتها حروف العشق الذي ملأ قلبه وهام في دنياه وسمائه الحالمة يبثها في حب فتاة أحلامه وابنة عمه عبله . والواد  عنترة في زمنه كان فتى أحلام فتيات كثيرات في عصره ولأنه مات منذ زمن بعيد وبالتحديد في عام    608 م ذلك يعطيني الجرأة أن أصفه بكلمة  ' الواد' وأخوض في سيرته واكشف خيانته لحبيبته عبله دون أن اخشاه . برغم أن كلمة الواد في وقتنا الحالي تطلق في حالة إعجاب بالشخص الذي أمامك لقيامه بفعل أشياء فوق المقدرة . وقد تغنت الفنانة الراحلة سعاد حسني والتي طويت صفحة وفاتها دون معرفة الفاعل الحقيقي برغم ان هناك أجهزة بريطانية تعلم تماما كما قالت لي شقيقتها جانجاه كيف ماتت أو قتلت شقيقتها الفنانة الراحلة والتي غنت للفنان الكبير حسين فهمي ووصفته بانه 'الواد' التقيل الذي جننها . إذا والحمد لله كلمة الواد  ليست سبه في حق عنترة بن شداد بن قراد العبسي بالإضافة لغناء كثير من أراجوزات الطرب الحالي الذين تغنوا بأغنية الواد . إذا هي ليست سباب في حق عنترة ' الخلبوص'  والخلبوص هي كلمة عربية تعني الطائر وهو أصغر من العصفور . ويتصف الرجل بأنه خلبوص أي يطير ويتنقل من مكان لمكان دون أن يترك أثر . وهكذا كان الفارس العربي عنترة بن شداد الذي تحولت قصة حبه لإبنة عمه عبلة لأسطورة الحب والغرام وكنت اعشق حبهما . فهي قصة حب راقية جدا تصورنا جميعا وأنا شخصيا أنه كان مخلصا في حبه لكنه كما ذكره أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني .بأنه لم يكن مخلصا ابدا لحبيبته عبله. وأنه تزوج عليها فتيات كثيرات واغتصب اخريات . وكان يعود إليها بعد شهور غياب يرتمي في أحضانها كأنه يلقي بذنوبه على صدرها الصادق . ليتطهر من خيانته لقلب حبيبته . كنت انا أحب حبهما وكلنا نعلم كيف ضحى عنترة بن شداد فارس بني عبس والذي ولد في بلدة تسمى قصيباء في منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية  في الربع الأول من القرن السادس الميلادي وتحدد ميلاده نظرأ لاشتراكه في حرب داحس والغبراء عام  525 م وكانت أمه أميرة حبشية اسمها زبيبة ررغر  تم أُسرها في هجمة على قافلتها وأعجب بها شداد أحد كبار بني عبس زاختصها لنفسه .وأنجب منها عنترة وكان لعنترة أخوة عبيد من أمه هما جرير وشيبوب . وذاق عنتر الحرمان من عدم اعتراف والده به لكونه أسود . وظل عبدا في محراب أبيه حتى حصل على حريته . حين أغارت قبيلة على قبيلته ولم يشارك عنترة في الحرب بقوة لأن قومه كانوا يخادعوه في حصته من غنائم الحروب فتقاعس عن الدفاع عنهم وكادت قبيلته أن تهزم في الحرب وتؤسر نساء قبيلته وحبيبة قلبه إبنة عمه عبله . فصاح شداد  في عنترة : كر يا عنترة ، فقال عنترة : لا يحسن العبد إلا الحلاب والصر ، فرد عليه والده قائلا : كر وأنت حر ، وانطلق عنترة يدمر القبيلة المعتدية حتى كتب له النصر واحتفلوا بعنترة وشجاعته ومن تلك اللحظة أصبح عنترة حرا ..  ومرت سنوات حبه لإبنة عمه بكثير من الصعاب والتي علمناها من القصص والافلام وتعاطف معه الملايين . غير أن الذي لا يعرفه البعض عنه انه كان خلبوصا كبيرا زير نساء يحط رحاله عند نساء كثيرات .. فعقب زواج عنترة وكان يهيم قلبه حبا في معشوقته و مرت سته شهور ولم تظهر علي عبله  بشائر الحمل وكان يتمنى ولد يخلد اسمه ويتباهى به بين أقرانه ويعلن عن امتداد مسيرته .. طالت الشهور وعبلة لم تنجب وتتردد على اطباء عصره بتلك الوصفات القديمة .. حينها كان قلبه يعتصر  ألما حتى دعته إحداهن واللاتي كانت تحاصره برغبتها في الإنجاب منه . ضغطت على الوتر الذي يتمناه ويعيش من أجله ولم تمض السويعات إلا وهو  لها .  اعتاد عنترة الغياب عن عبله برغم بثه لأشعار   يتغنى بحبه لها  حتى وهو مع أخريات . عنترة الخلبوص ربما يكون له العذر فهو يحمل قلب عبله ويريد من أخر أن يحمل إسمه . ربما كان عنترة بن شداد له كثير من الأعذار ربما في زمانه كان يعاير الرجل بأنه ليس لديه امتداد ذكوري يحمل إسمه لذلك طار عنترة كالخلبوص بين نساء قبيلته وقبائل أخرى  وتزوج أكثر من ثمانية زيجات معلنات . واعتاد على أكثر من ٣٠ سيدة من فتيات لياليه .. عنترة كان يطيل الغياب وعبله تعلم عن طريق الخبيثات من صديقاتها بما يفعله . وكانت المسكينة الهائمة في حبه تردد : لو ملك عنترة مائه إمراة فهو ما يريد سواي . أنا عبله . أنا حبه الأوحد ، أنا قلبه، وحق ذمة العرب أنه يبقي بالشهر والشهرين لم يدنو مني إلا ويقبل يدي وقدمي وهو يتغزل في محسناتي وحبه لي .. هكذا كانت عبلة تثق فيه إنه يطير في سماء الكثيرات ويعود إليها فهي تحمل قلبه ويحمل قلبها أما للأخريات فقد تنازلت عن جسده ليخلد إسمه بإلانجاب . عنترة الخلبوص تزوج على حبيبته أكثر من ثماني زيجات فبعد ستة أشهر من زواجه من حبيبته عبلة ولم تظهر عليها أعراض الحمل  بدأ القلق يكسو قلبه وحياته و بدأت بعض فتيات القبيلة تتمناه وتدعوه للإنجاب منها وطاف عنترة بين ثمانية نساء وأنجب منهن أولادا فكانت زيجته من  ماريمان وكانت أميرة في قصر قيصر الروم  تزوجها بعد ان ظهرت شجاعته في تحرير أحد فرسان الروم وطلبت منه الزواج وأنجب منها ولديه الغضنفر والغضبان، باقي زيجات عنترة اتسمت بعضها بالخيانة وبعضها بالاغتصاب ، عنترة امتلأ  قلبه بالتقلبات العاطفية والزواج مثلما حدث مع اولي زيجانه و إسمها مهرية التي التقاها في أرض بنى دارم حين تمت سرقة حصانه وظل يبحث عنه والتقاها وأعجب بها وقضى معها عدة ايام وتركها وانجبت منه ابنة  "ميسرة" ومرت عدة أيام على عنترة وهو يبحث عن فريسة جديدة ووجد ضالته في فتاة في إحدى غارته وتدعى "غمرة" وكانت فارسة جيدة حاربته بضراوة وهي تخفي وجهها وعندما أوقعها عن فرسها ونزع غطاء وجهها قام بأسرها واغتصابها رغما عنها وأنجبت منه إبنه غصوب وأخفت عن قبيلتها ما حدث . وربت إبنها على أنه عبد تأويه . وظل عنترة يجول بين نساء قبيلته وأخريات من قبائل أخرى وما عرف عن أبنائه أنهم سبعة فنجليه جار المعلم وزيدان من زوجته در الملك . بينكا إبنه غصوب من زوجته غمرة، وأما  الغضبان فمن زوجته سروة ، وميسرة من زوجته مهرية بخلاف زوجته  الهيفاء التى أنجب منها ابنة "عنتيرة" أما زوجته  مريم فلم ينجب منها .  هؤلاء هم اللاتي ذكرهن التاريخ . بخلاف ما تاه  منه في صحراء صولاته الكبري . بخلاف أكثر من ثلاثين زيجة أخرى لم يعلن عن أسماء من افترسهن غير  أن أبناء عنترة فيهم من نما بين يديه والبعض حاربه ولم ينتصر عليه . رحلة حب وعشق وخيانة واغتصاب تميزت بها حياة فارس العرب الذي  طار كالخلبوص بحثأ عن أبناء يحلم ان يحملون إسمه فربما كان الزمن حينها يبيح ما لا يبيحه الآن ..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط