الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قراءات سياسية حول زيارة الرئيس التونسي "قيس سعيد" لـ "مصر"

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع نظيره التونسي بقصر الاتحادية

اتفق عدد من الخبراء المصريين والتونسيين، على أهمية زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد للقاهرة اليوم، وذلك للتباحث حول القضايا والموضوعات الإقليمية المشتركة بين البلدين، في محاولة لإيجاد حلول للقضايا العربية وأبرزها إعادة إعمار ليبيا وأزمة سد النهضة، ومواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة.

وفي هذا السياق قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن التعاون والحوار القائم بين القاهرة وتونس حاليا يركز على القضايا المحورية التي تشغل بال البلدين والمنطقة بأسرها، وأبرزها قضايا الشأن العربي والإفريقي، وقضية إعمار ليبيا، موضحا أن البلدان عليهما الاشتراك في وضع آليات للإعمار بتوجهات عربية مشتركة، وكذلك الاشتراك في وضع اليات التعاون في نطاق البحر المتوسط.

وأوضح "فهمي" خلال تصريحات خاصة لـ "صدي البلد" على هامش الزيارة الأولي للرئيس التونسي قيس سعيد للقاهرة اليوم، أن توجه القيادة السياسية المصرية لتونس حاليا، وانفتاح الرؤي بين البلدين، تأتي بعد دراسة عميقة في مستقبل العلاقات  على المستوي الفكري والسياسي، وذلك لأن تونس بعيدة تماما عن أماكن عمل مجموعة النهضة والفكر الإخواني الإرهابي والمتطرف.

وأضاف أن عضوية تونس في مجلس الأمن حاليا ستساعد الجهود المصرية في عرض الملف الخاص بسد النهضة، في مجلس الأمن من خلال التنسيق بين البلدين على المستوي الإجرائي، موضحا أن مصر دولة ذات سيادة في منطقة الشرق الأوسط وتستطيع الحفاظ على حقوقها ومقدراتها الوطنية وأمنها القومي، ولكن ذلك التقارب يأتي لجعل جميع الإجراءات سليمة ومتسقة مع مواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

 

برلماني تونسي: مصر لعبت دورا سياسيا هاما في حل الأزمة الليبية

من جانبه أكد مبروك كروشيد البرلماني والسياسي التونسي على أن مصر لعبت دورا كبير في حل الأزمة الليبية والحفاظ على سلامة ووحدة الأراضي الليبية، موضحا أنه التعاون المصري التونسي والعمل المشترك يساعد في دحر الإرهاب.

وأوضح أن زيارة الرئيس التونسي تأتي في ظروف متميزة للقاهر بما يعطي الأمل للشعب التونسي والسير على طريق الاستقرار والاستفادة من التجربة المصرية في التنمية وكذلك العمل على إعادة التوازن المفقود في منطقة شمال الافريقية، مشيرا إلي  أن كل تلك الموضوعات ستكون محل نقاش بين قيادة البلدين.

وأكد كروشيد أن الشعب التونسي مساند كبير لمصر في قضية سد النهضة وشرعية مطالبها التي تتفق مع الشرعية والاتفاقات الدولية التي تعطي لمصر حقها في المياه المتدفقة منذ بداية التاريخ، مشيرا إلي أن تونس ستدعم الموقف المصري في المحافل الدولية ضد اثيوبيا واطماعها في نهر النيل. 

واختتم أن تومس ستستفيد من مصر لأنها تعيش حياة سياسية متطورة بعدها نجحت فى القضاء على الارهاب خاصة أفكار جماعة الاخوان المسلمين بجانب تحقيق الاستقرار، وبناء تجربة اقتصادية وتنموية ناجحة.

خبير العلاقات الدولية: زيارة الرئيس التونسي اليوم أكبر دليل على تحرك مصر وفق القانون الدولي

من جانبه اكد طارق برديسي خبير العلاقات الدولية، أن مصر دائما تؤكد على سعيها لتحقيق الاستقرار وتماسك وسلامة كل الأقطار العربية، وحرصها الدائم على التعاون مع الدول العربية لتحقيق الأهداف والرؤي العربية المشتركة، موضحا ان دور القاهرة يأتي لأنها من أقوي الدول والحضارات في افريقيا والشرق الأوسط وكذلك امتلاكها أقوي جيش عربي وافريقي، مما مكنها في النجاة من براثن الثورات العربية.

وأكد أن زيارة الرئيس التونسي للقاهرة اليوم هي أكبر دليل على تحركا مصر وفق قواعد القانون الدولي والشرعية الدولية في القضايا الخاصة بها مثل أزمة سد النهضة أو القضايا الإقليمية مثل قضية اعمار ليبيا، مشيرا إلي أن تونس ستستفيد من دراسة التجارب الإصلاحية المصرية في مجالات الإصلاح الاقتصادي، وأيضا من مجالات التشييد والطفرة العمرانية ومحاور وشبكات الطرق وتلك القفزات الإصلاحية العملاقة التي حققتها القاهرة، ونقل خبرة الأجهزة الأمنية المصرية في التصدي للإرهاب ودحر الأفكار الهدامة والمتطرفة.

نائب وزير الخارجية الأسبق: الجريمة الدولية المنظمة أبرز التحديات أمام مصر وتونس

وفي السياق ذاته قال علي الحفني نائب وزير الخارجية الأسبق للشؤون الافريقية، إن زيارة الرئيس التونسي لمصر هامة في توقيتها نظرا للتحديات الكبيرة التي تواجهه البلدين، ابرزها انتشار الجريمة المنظمة والإرهاب في شمال افريقيا والدول العربية، مشددا على ضرورة ان يكون هناك تبادل للزيارات ووجهات النظر مرات عديدة للنقاش والبحث المستمر في التحديات التي يواجها الامن القومي العربي والافريقي، نظرا للدور السيادي الكبير الذي تلعبه مصر في المنطقة إلي جانب تمتع تونس بالعضوية الغير دائمة لمجلس الأمن حاليا.

وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن البلدين خلال السنوات الماضية يعملنا بخطوات متسارعة لبناء مجتمع مدني حديث، وأن تكثيف وتوحيد الإمكانيات في هذا الشأن من دوره أن يمكن البلدين من مواجهة كافة التحديدات التي نواجها في الوقت الحالي، وأبرزها الإرهاب والعنف والفكر المتطرف وتجارة البشر والمخدرات والسلاح والهجرة غير الشرعية وجميع الجرائم العابرة للحدود.

ولفت إلي أن البلدين يحرصان من تلك الزيارة على مناقشة الملف الليبي ووحدة الأراضي الليبية، وطرد المرتزقة الأجنبية والتخلص منهم، وتوجيه الدعم للمجلس السيادي الجديد، والدفع في اتجاه إقامة الانتخابات في موعدها نهاية هذا العام، مؤكدا أن ملف سد النهضة أيضا على رأس أولويات الملفات التي تم نقاشها وهو ما جسده الرئيس التونسي في بأن الأمن القومي المائي المصري خط أحمر وأمن قومي عربي، وأن تونس ستعمل من خلال المحافل الدولية على المطالب بحقوق مصر الشرعية وتدافع عنها قضيتها وحقوقها في نهر النيل.

وشدد على دور الثقافة الكبير في مواجهة الفكر المتطرف، وأن اعلان البلدين عام 2022 عاما للثقافة يعزز من العلاقات ويستجيب لرغبة الشعبين في رؤية تلاحم ثقافي، خاصة لأن الشعبين يجمعهم قواسم مشتركة كثيرة أبرزها بناء مجتمع مدني حديث ومثقف. 

 

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل نظيره التونسي قيس سعيد، أمس الجمعة بمطار القاهرة الدولي، في زيارته الرسمية للقاهرة لمدة ثلاثة أيام، وعقد الرئيسان صباح اليوم القمة المصرية التونسية بقصر الاتحادية، للتباحث حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بجانب سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في المجالات كافة، خاصة على المستوى الأمني والاقتصادي.

من جانبه أكد الرئيس التونسي خلال مؤتمر صحفي جمعه بالرئيس السيسي على هامش القمة،  على أن هناك تقارب مصر تونسي في وجهات النظر حول القضايا الثنائية  لضرورة حلها، قائلا: "بالنسبة للتوزيع العادل للمياه أقولها وأكررها أمام العالم كله نحن نبحث عن حلول عادلة، ولكن الأمن القومي لمصر هو أمننا وموقف مصر في أي محفل دولي سيكون موقفنا، ولن نقبل أبدا بأن يتم المساس بالأمن المائي لمصر".