يخشى نشطاء حقوق البيئة من أن يكون اتفاق المناخ المزعم، والذي تبلغ قيمته مليار دولار مدعاة لتعزيز سيطرة الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، ومكافئة له لإزالة الغابات بشكل غير قانوني في منطقة الأمازون التي أحد أهم مواقع العالم في الإمداد بالهواء النظيف أو كما يطلق عليها "رئة العالم"، لكن الولايات المتحدة تقول إنها لن تدع ذلك يمر، وفق ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.
تتفاوض الولايات المتحدة على صفقة مناخية بمليارات الدولارات مع البرازيل، في وقت يخشى فيه مراقبون من أن تساعد تلك الاتفاقات في إعادة انتخاب الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو.
ويأتي مصدر قلق مجموعات السكان الأصليين ونشطاء البيئة ونشطاء المجتمع المدني، من قولهم من إنهم مستبعدون من أهم المحادثات حول مستقبل الغابات المطيرة منذ عام 1992 على الأقل.
يعقد كبار المسئولين الأمريكيين اجتماعات أسبوعية عبر الإنترنت حول منطقة الأمازون قبل سلسلة من المؤتمرات الدولية الكبرى التي ستعقد لاحقًا.
ويشارك أيضا وزراء وسفراء من بريطانيا وأوروبا، ولكن بدلاً من إشراك المعنيين بحماية الغابات، فإن المحاور البرازيلي لديهم هو وزير البيئة في حكومة بولسونارو، الوزير ريكاردو ساليس، الذي أشرف على أسوأ عمليات لإزالة الغابات منذ أكثر من عقد.
ويطالب ساليس بالحصول على مليار دولار كل 12 شهرًا مقابل عدم الجور على الغابات، كما يقول ، إنه سيتم تقليل إزالة الغابات بنسبة 30-40٪.
ويقول إنه بدون الأموال الأجنبية الإضافية، لن تتمكن البرازيل من الالتزام بهدف التخفيض.
ووفق الجارديان، فسيذهب ثلث الأموال فقط مباشرة إلى حماية الغابات، أما الباقي فستكون أوجه صرفه على "التنمية الاقتصادية" لتوفير سبل عيش بديلة لأولئك الذين يعتمدون على قطع الأشجار أو التعدين أو الزراعة في منطقة الأمازون.
أثار هذا مخاوف من أن ساليس سوف يوجه الأموال إلى دائرة بولسونارو من المزارعين، ومكافأتهم على غزوهم للغابات وسرقتها وحرقها.
ومنذ أيام، نشرت مجموعة من 199 مجموعة من منظمات المجتمع المدني رسالة مشتركة إلى الإدارة الأمريكية تقول إن أي اتفاق مع الحكومة البرازيلية هو بمثابة تهدئة ودعم لجهودها السيئة في تجريف وتبوير رئة العالم.
ويقول العلماء إن العمل الدولي بشأن أكبر غابة استوائية في العالم، وهي غابات الأمازون ، أمر ضروري لاستقرار المناخ ، لكن النشاط البشري يحول المنطقة إلى مصدر للكربون في الغلاف الجوي.
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، زعماء العالم إلى قمة المناخ في واشنطن في 22 أبريل، بعد أن وعد بمبلغ 20 مليار دولار للغابات الاستوائية المطيرة خلال حملته الانتخابية.