الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأمين العام للأمم المتحدة يحذر: كوكب الأرض على حافة الهاوية

الأمين العام للأمم
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الخميس، في خطابه أمام قمة المناخ الافتراضية التي عقدها الرئيس الأمريكي جو بايدن إن زعماء العالم يجب أن يتحركوا الآن وأن يضعوا الكوكب على مسار أخضر "لأننا على حافة الهاوية".


وحذر جوتيريش من أن الطبيعة الأم لا تستطيع الانتظار، لأن العقد الماضي كان الأكثر سخونة على الإطلاق ولا يزال العالم يشهد ارتفاعا في مستويات سطح البحر ودرجات الحرارة الحارقة وأعاصير مدارية مدمرة وحرائق غابات ملحمية، وفقا لما جاء على الموقع الإلكتروني لمنظمة الأمم المتحدة في نسخته باللغة الإنجليزية.


وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة "نحن بحاجة إلى كوكب أخضر لكن العالم في حالة طوارئ قصوى، نحن على حافة الهاوية، يجب أن نتأكد من أن الخطوة التالية تسير في الاتجاه الصحيح، يتعين على القادة في كل مكان اتخاذ الإجراءات اللازمة".


وتوجه جوتيريش بالشكر إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن لاستضافته قمة القادة حول المناخ التي تستمر ليومين، وأثنى على التزام الولايات المتحدة بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.


وفي كلمته الافتتاحية، أعلن بايدن أن بلاده ستخفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030، وتحدث عن فرص عمل استثنائية وفرص اقتصادية توفرها الاستجابة المناخية، واقترح استثمارات في قطاعات مثل الطاقة والنقل والبناء والزراعة.


وأقر بايدن بأنه لا توجد دولة يمكنها حل حالة الطوارئ المناخية بمفردها، ودعا قادة أكبر الاقتصادات في العالم إلى مضاعفة الجهود في السباق نحو مستقبل مستدام.


وقال الرئيس الأمريكي "يخبرنا العلماء أن هذا هو العقد الحاسم الذي يجب أن نتخذ فيه قرارات من شأنها تجنب أسوأ عواقب أزمة المناخ".


واستخدم جوتيريش القمة لتوسيع نطاق دعوته إلى تحالف عالمي للوصول بصافي انبعاثات غازات الدفيئة إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، وإلى أن ترفع الدول من التزاماتها بموجب اتفاق باريس التاريخي بشأن تغير المناخ.


وتهدف معاهدة 2015 إلى الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 5ر1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وتتطلب من الحكومات الالتزام بعمل مناخي طموح بشكل متزايد من خلال خطط تعرف باسم المساهمات المحددة وطنيا.


وقال الأمين العام للأمم المتحدة "يجب على جميع الدول بداية من الجهات الرئيسية للانبعاثات تقديم مساهمات جديدة وأكثر طموحا محددة وطنيا للتخفيف والتكيف والتمويل، ووضع الإجراءات والسياسات للسنوات العشر القادمة بما يتماشى مع مسار صفر انبعاثات لعام 2050".
وأضاف أنه يجب ترجمة هذه الالتزامات أيضا إلى إجراءات ملموسة وفورية، إذ تشير التقديرات إلى أن أقل من ربع الإنفاق على التعافي من الجائحة سيخصص للتخفيف من الانبعاثات أو الحد من تلوث الهواء أو تعزيز رأس المال الطبيعي.
وذكر جوتيريش أن "تريليونات الدولارات اللازمة للتعافي من مرض كوفيد-19 هي أموال نقترضها من الأجيال القادمة، لا يمكننا استخدام هذه الموارد لإبقاء السياسات التي تثقل كاهلهم بجبل من الديون على كوكب محطم".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة القادة إلى وضع سعر للكربون من خلال الضرائب، ودعا إلى إنهاء الدعم للوقود الأحفوري، وبدلا من ذلك زيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة والبنية التحتية الخضراء، وقال "أوقفوا تمويل الفحم وبناء محطات جديدة لتوليد الطاقة من الفحم، تخلصوا تدريجيا من الفحم بحلول عام 2030 في أغنى الدول، وبحلول عام 2040 في أي مكان آخر، اضمنوا انتقالا عادلا للأشخاص المتضررين والمجتمعات المتضررة".
وقال جوتيريش إن إنشاء تحالف صافي صفر انبعاثات عالمي سيتطلب اختراقا في كل من التمويل والتكيف، وحث المانحين وكذلك البنوك على الانتقال من 20 إلى 50 بالمائة في جميع تدفقات التمويل المناخي إلى المرونة والتكيف.
وأضاف "قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في نوفمبر في جلاسكو نحتاج إلى مقترحات ملموسة تسهل الوصول إلى مزيد من التمويل والدعم التكنولوجي للدول الأكثر ضعفا، يجب على الدول المتقدمة تقديم التمويل العام للمناخ، بما في ذلك 100 مليار دولار أمريكي التي وعد بها منذ فترة طويلة للعمل المناخي في الدول النامية في قمة مجموعة السبع في يونيو".
وقد أصدرت رئيسة هيئة اتفاقية المناخ التابعة للأمم المتحدة باتريشيا إسبينوزا بيانا حول القمة، أشارت فيه إلى أن حالة الطوارئ المتعلقة بتغير المناخ العالمي تعتبر خطرا واضحا وقائما ومتزايدا على جميع الناس على هذا الكوكب.
وقالت إسبينوزا "إنها لا تعترف بحدود وبينما قد تتأثر الدول بشكل مختلف، لا أحد محصن، هذا وقت القيادة والشجاعة والتضامن من قبل قادة العالم وهو الوقت الذي يجب عليهم فيه اتخاذ القرارات الصعبة اللازمة للوفاء في النهاية بوعود اتفاق باريس وإبعاد العالم عن الكارثة وتوجيهه نحو حقبة غير مسبوقة من النمو والازدهار والأمل للجميع".