الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اغتيال البطل المقدم محمد مبروك| الدقائق الاولى لزوجة الشهيد بعد تشييع الجثمان

والدة الشهيد البطل
والدة الشهيد البطل المقدم محمد مبروك

سلط مسلسل الاختيار 2، الضوء على واحد من أهم رجال الأمن الوطني الشهيد البطل المقدم محمد مبروك، الذي لعب دوره الفنان إياد نصار، والشهيد البطل المقدم محمد مبروك ليس ضابطا عاديا، وإنما كان ضابطا من طراز خاص، ضبط جماعة الإخوان الإرهابية، وأحبط مخططاتهم وشارك في القبض على قياداتهم.

 

وفي 18 نوفمبر 2013 اغتالت يد الإرهاب الشهيد البطل المقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطني، أثناء مروره بالسيارة التي يستقلها بشارع نجاتي في مدينة نصر، حيث أطلق إرهابيون يستقلون سيارة عدة أعيرة نارية تجاهه مما أدى إلى استشهاده، حتى يتخلصوا منه.

 

وارتبط اسم الشهيد البطل المقدم محمد مبروك بالعديد من الأحداث المهمة التي وقعت داخل البلاد بعد 25 يناير 2011، وهو الضابط المسئول عن ملف قضية التخابر ضد الوطن والتي كان المتهم بها المعزول محمد مرسي، وعدد من جماعة الإخوان الإرهابية، وكان الشاهد الوحيد بهذه القضية.

 

وبهذه المناسبة يعرض لكم "صدى البلد" من خلال حلقات يومية قصة استشهاد البطل محمد مبروك، وكيف تم التخطيط لعملية اغتياله والمشاركين بها.

 

الحلقة الخامسة عشر

توقفنا في الحلقة السابقة عند ذهاب أبناء الشهيد البطل المقدم محمد مبروك إلى المدرسة وعدم إبلاغهم بوفاة والدهم، بسبب امتحاناتهم وخوفا عليهم من فقدان تركيزهم وعدم دخولهم لأداء الامتحانات والرسوب.

 

قيادات الدولة في جنازة الشهيد

في ظهر يوم الإثنين الثامن عشر من نوفمبر أقيمت جنازة عسكرية بعد أداء صلاة الظهر من مسجد الشرطة بالدرَّاسة، وتقدم الجنازة رئيس الوزراء حازم الببلاوي، ووزير الداخلية محمد إبراهيم، وعدد كبير من الوزراء، وكبار المسئولين، ورجال الجيش والشرطة والمواطنين.

 

انهيار والدة الشهيد 

كانت والدة محمد مبروك في حالة من الانهيار الشديد، لا تصدق أن ابنها الوحيد قد فارقها إلى الأبد، ورشا زوجة ابنها تمسك بذراعها من ناحية، وقريبة لهم أمسكت بذراعها من الناحية الأخرى.

 

رشا تستعيد ذكريات زوجها

كانت رشا تحاول أن تحبس دموعها، لكن الدموع لا تتوقف، كانت تنظر إلى المجهول، غير مصدقة، تتذكر زوجها في اللحظات الأخيرة، وهو يحتضنها ويغادر إلى خارج المنزل بسرعة، ليشترى الشيكولاتة لابنه زياد بعد أن تأخر عن موعده المعتاد في هذا اليوم. 


لم تكن تعرف أن تلك هي المرة الأخيرة التي تلقي فيها زوجها، أمعنت النظر في النعش الذي يحمل الجثمان الملفوف بعلم مصر، وقد وُضع على عربة مدفع، تجرُّها الخيول السوداء بينما تنطلق الهتافات «لا إله إلا الله، الإرهاب عدو الله».

 

انتهاء الجنازة العسكرية وذهاب الزوجة إلى أبنائها

تحرك الموكب الجنائزي ببطء على أنغام الموسيقى العسكرية، بينما غاب عنه المقدم محمد عويس، بعد انتهاء مراسم الجنازة والدفن وتلقى العزاء عادت الأم والأب إلى منزلهما، وعادت رشا ومعها والدتها إلى منزلها، حاولت رشا أن تجفف دموعها قبيل الدخول إلى المصعد، بينما كان عم عبده البواب يبدو حزينًا، مطأطئ الرأس وهو يحاول أن يخفف من آلام الزوجة المكلومة.

 

الجرح كان عميقا، والمصاب كان جليلا

تقدمت رشا نحو الباب، أخرجت مفتاحًا من حقيبتها، بدت كأنها مترددة في الدخول، كل جزء في شقتها يذكِّرها بحلم عمرها الذي اختُطف منها فجأة، نظرت إلى كرسي محدد في الصالون، وقالت لنفسها: "هنا كان يجلس محمد"، نظرت إلى المائدة وقالت: "وهنا كان يتناول طعامه مع أبنائه"، التفتت إلى صورته ودققت النظر في عينيه، كأنه يناجيها، انهمرت الدموع الساخنة من عينيها، ألقت بجسدها على الكرسي ودفنت وجهها بين يديها، تقدمت نحوها والدتها، حاولت أن تخفف عنها، لكنها فشلت، فالجرح كان عميقًا، والمصاب كان جليلًا.