الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد 100 يوم.. كيف تأثر نفوذ أمريكا الخارجي بسبب سياسات بايدن؟

جو بايدن
جو بايدن

اتخذ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مساره الخاص في قيادة السياسة الأمريكية الخارجية، على عكس سلفه، دونالد ترامب، ومنذ اليوم الأول من وصوله إلى سدة الحكم أعلن أن إدارته ستنتهج المسار الدبلوماسي لحل الأزمات الخارجية.

وفي هذا الإطار ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، أن بايدن الذي يعد أكبر الرؤساء الأمريكيين سنًا أعاد صياغة نهج الولايات المتحدة متجنبا أي مبادرات رئيسة بشأن ملفات الصين وروسيا والمناطق الأخرى، ويضع تحديات الداخل الأمريكي أولوية في أجندته.

ورأت الصحيفة أنه بعد 100 يوم في منصبه، غيّر الرئيس بايدن لهجة واتجاه السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مبتعدًا عن المبادرات الجديدة الكبيرة أو المواجهة المباشرة مع الخصوم بينما يسعى إلى التركيز على التحديات الداخلية.

ونقلت عن مسؤولين ومحللين للسياسة الخارجية، قولهم إن تصميم الرئيس على التركيز بشكل أساسي على الأولويات المحلية، مثل جائحة كورونا والاقتصاد الأمريكي ومشروع قانون مقترح للبنية التحتية بقيمة 2 تريليون دولار، تقابله اختبارات محتملة من خصوم عالميين.

وقال جوزيف جوفي، ناشر ومحرر صحيفة “دي تسايت” الأسبوعية الألمانية وزميل في معهد هوفر في جامعة ستانفورد، إن ”المشكلة، كما هو الحال دائمًا، هي أن السياسة الخارجية لا تختفي، بايدن يواجه اختبارا من قبل جميع خصوم أمريكا في وقت واحد، وهم روسيا والصين والشرق الأوسط والقنبلة الإيرانية“.

ويعرف مسؤولو إدارة بايدن وجهة نظرهم الإستراتيجية على أنها مزيج من تركيز إدارة باراك أوباما على التهديدات العابرة للحدود وتركيز إدارة دونالد ترامب على المنافسين العالميين مثل الصين وروسيا.

وقال مسؤول كبير في الإدارة، إن ”وجهة نظرنا هي أنه ليست لدينا رفاهية الاختيار بين تلك التحديات، كان من الواضح منذ أول 100 يوم أننا نواجه الصين وروسيا باضطراباتهما، في الوقت نفسه، نواجه تحديات لا تحترم الحدود، بما في ذلك تغير المناخ وفيروس كورونا والثورة التكنولوجية“.

ورجحت الصحيفة أن الاختبار الأكثر صرامة لبايدن قد يأتي من الصين، التي يرى قادتها الآن أن بلدهم على قدم المساواة مع الولايات المتحدة على المسرح العالمي.

وفي أول اجتماع رفيع المستوى بين الولايات المتحدة والصين في شهر مارس الماضي، رد مسؤولون من بكين على الانتقادات الأمريكية لسلوك الصين في هونج كونج وضد أقلية الأويجور بانتقادات لاذعة للمشاكل الداخلية الأمريكية.

واعتبر مراقبون، بحسب الصحيفة، أن ما تغير ليس العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، التي توترت في السنوات الأخيرة، إنما التغير في شخصية الرئيس، حيث قال أحد مسؤولي الإدارة إن الرئيس السابق دونالد ترامب ”كان لا يمكن التنبؤ به لدرجة أن الصينيين كانوا أكثر حرصًا في التعامل معه، إنهم مازالوا يختبرون الوضع مع بايدن لمعرفة ما يمكنهم القيام به“.

وبدعم من إجماع الحزبين لصالح سياسة أكثر تشددا تجاه بكين، فرض بايدن عقوبات مقابل الإجراءات الصارمة التي أطلقتها الصين في هونج كونج ومقاطعة شينجيانج، من ناحية أخرى حافظ على التعريفات التجارية والضوابط التكنولوجية التي كان قد فرضها ترامب.

وأشارت الصحيفة إلى أن ”بايدن قد يواجه أيضًا اختبارات من روسيا، التي حشدت مؤخرًا استعراضًا مهددًا للقوة العسكرية على طول حدودها مع أوكرانيا، ولكن الرئيس حتى الآن اتبع سياسة متوازنة تجاه موسكو، حيثُ فرض عقوبات على اختراق نظام SolarWinds، الذي ألقى المسؤولون الأمريكيون باللوم فيه على أجهزة المخابرات الروسية، كما وجه تحذيرات للكرملين بشأن معاملة المعارض المسجون أليكسي نافالني“.

وأما عن السياسة حيال كوريا الشمالية، قال مسؤولون أمس الجمعة، إن إدارة بايدن ستتجه نحو مقاربات الرئيسين السابقين بشأن كوريا الشمالية وبرنامجها للأسلحة النووية، دون تقديم تفاصيل، حيث سيتبع بايدن ما وصفوه بالسياسة المعيارية، التي تختلف عن هدف ترامب بالوصول لصفقة كبيرة مع بيونغ يانغ أو سياسة إدارة أوباما القائمة على ”الصبر الإستراتيجي“.

وقال مسؤول كبير في الإدارة إن الرئيس بايدن يوازن بين القضايا الداخلية والخارجية من منظور واحد، موضحا أنه ”دائمًا، يتعامل مع هذه القضايا بتركيز مباشر على ما يجعل الحياة أفضل وأكثر أمانًا وأسهل للعائلات العاملة، وهذا هو مقياسنا الأساسي“.

وفي خطابه أمام الكونجرس الأربعاء الماضي، قال بايدن إن مقترحاته المحلية للبنية التحتية والوظائف ضرورية للحفاظ على الميزة التنافسية والتكنولوجية ضد الصين، مع التأكيد على أنه لا يسعى إلى صراع مع بكين أو موسكو.

وفي هذا السياق، قال آرون ديفيد ميللر، الذي عمل مع وزراء خارجية جمهوريين وديمقراطيين، ”لم أر إدارة تتأثر أولويات سياستها الخارجية بأجندتها المحلية وبالسياسات التي تقود تلك الأجندة“.

ورأى أن ”بايدن يتحرك بحذر في ملف المحادثات النووية مع إيران، كما أنه لم يظهر أي ميول لمعالجة الألغاز الدائمة مثل البرنامج النووي لكوريا الشمالية وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية ولم يظهر أي رغبة في المشاركة بشكل أعمق في صراعات الشرق الأوسط في اليمن وسوريا وليبيا“.