الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اختبار القبول.. ماذا حقق جو بايدن خلال أول 100 يوم في البيت الأبيض؟

الرئيس الأمريكي جو
الرئيس الأمريكي جو بايدن

قضى الرئيس الأمريكي جو بايدن أول 100 يوم له في البيت الأبيض منذ توليه منصبه في 20 يناير، وسط ما وصفه بأسوأ أزمة صحية واقتصادية مرت بها بلاده والعالم كله.

لكن بمعايير الكثيرين فإن أداء الرئيس الديمقراطي جيد للغاية، فقد استطاع أن يمرر عبر الكونجرس حزمة إغاثة اقتصادية من تداعيات فيروس كورونا ويحرز تقدماً في إقرار مشروع قانون ضخم آخر يتعلق بالإنفاق على "البنية التحتية" بمئات مليارات الدولارات، وفق ما ذكرت إذاعة "بي بي سي" البريطانية.

وتظهر استطلاعات الرأي أن بايدن يحظى بتأييد غالبية الأمريكيين، متجاوزاً ما حظي به سلفه دونالد ترامب في هذه المرحلة من رئاسته.

وإذا كانت هناك مسألة يمكن من خلالها الحكم على أداء جو بايدن في أول مئة يوم من حكمه، فهي بلا شك تعامله مع جائحة فيروس كورونا.

كانت أعداد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في الولايات المتحدة عندما استلم بايدن الحكم، تتجاوز ثلاثة آلاف حالة وفاة يومياً في كثير من الأحيان. وتراجع متوسط عدد الوفيات اليومية خلال أخر سبعة أيام إلى 707 حالة وفاة، وهذا العدد آخذ في التناقص. وهذا دليل على فعالية عمل الإدارة في تطعيم السكان إلى حد كبير.

وكان بايدن قد وعد قبل وصوله إلى البيت الأبيض بـ 100 مليون جرعة في أول مئة يوم له، وهو أقل مما تحقق على أرض الواقع، فقد وصل عدد الجرعات التي تم إعطاؤها للمواطنين حتى الآن إلى 200 مليون جرعة، حيث تلقى ما يقرب من 52 في المئة من السكان البالغين في الولايات المتحدة جرعة واحدة على الأقل.

وإذا كان التعامل مع الجوانب الصحية لوباء فيروس كورونا هو التحدي الرئيسي الأول لرئاسة بايدن، فإن معالجة عواقبه الاقتصادية تأتي في المرتبة الثانية.

وعندما تولى بايدن الرئاسة، كانت البلاد في بداية الخروج من انكماش اقتصادي نجم عن الإغلاق العام في البلاد عام 2020. ومنذ ذلك الحين، خصصت الإدارة بمساعدة الديمقراطيين في الكونجرس مبالغ ضخمة من الأموال الحكومية لضمان استمرار النمو الاقتصادي.

وتضمنت حزمة المساعدات البالغة 1.9 تريليون دولار التي تم تمريرها في فبراير، دفعات مباشرة للعديد من الأمريكيين وإعانات بطالة للعاطلين عن العمل وتمويل الشركات وحكومات الولايات ودعم إعانات الأطفال لتخفيض معدل الفقر بين الشباب في الولايات المتحدة إلى النصف.

وإذا كانت مواجهة العواقب الصحية والاقتصادية لوباء فيروس كورونا هما التحديان الأكثر وضوحاً اللذين واجههما بايدن في أيامه المئة الأولى، فإن مسألة الهجرة هي الأزمة التي فاجأت الرئيس ولم تكن إدارته مهيأة لها كما يجب.

وبسبب الأزمة التي خلفها وباء كوفيد على مدى العام الماضي، نشأ تصور بين المهاجرين من أمريكا الوسطى بأن إدارة بايدن ستكون أكثر ترحيباً بهم وأنها ستتبع سياسة جديدة في قبول معظم القاصرين غير المصحوبين بالبالغين عند وصولهم إلى الحدود المكسيكية الأمريكية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد المهاجرين غير المسجلين الذين يحاولون دخول الولايات المتحدة من المكسيك إلى مستويات قياسية.

وأصبحت مرافق المعابر الحدودية الأمريكية التي تقول إدارة بايدن إنها أهملت خلال سنوات ترامب، مكتظة بالمهاجرين.

في غضون ذلك، واجه بايدن غضباً متزايداً بسبب عدم رغبته في رفع الحد الأقصى لعدد اللاجئين التي تستقبلهم الولايات المتحدة بهدف التوطين من 15000 إلى 125000 سنوياً بعد أن صرح في البداية إن السقف المحدد في عهد ترامب سيظل سارياً حتى نهاية العام، لكن سرعان ما غير البيت الأبيض موقفه وقال إنه سيتم الإعلان عن رقم جديد في مايو.

وخلال حملته الرئاسية، شهدت مواقف بايدن من قضايا البيئة تحولاً ملحوظاً، فقد تحول من مدافع متواضع عن البيئة إلى مؤيد قوي لمواجهة مخاطر تغير المناخ، فقد انضم بسرعة إلى اتفاقية باريس، وألغى بناء خط أنابيب النفط Keystone XL ، وأعاد العمل بالقوانين التي تم وقف العمل بها خلال رئاسة ترامب.

وفي الأسبوع الماضي، تعهد بخفض انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة بنسبة 50 في المئة عن معدل الانبعاث في الولايات المتحدة عام 2005 بحلول عام 2030.

ولكن ربما تكون أهم مساعي بايدن البيئية متوارية ضمن حزمة تمويل البنية التحتية التي تبلغ قيمتها تريليوني دولار والتي باتت على رأس أولويات الإدارة وتعمل بشكل حثيث لتمريرها في الكونجرس.

ويتضمن مشروع القانون الذي عرضه بايدن أمام مجلس الشيوخ تخصيص مئات المليارات من الدولارات لتوليد الطاقة النظيفة وتحسين شبكة الطاقة ودعم المركبات الكهربائية وتنظيف مواقع الوقود الأحفوري وأبحاث المناخ.

فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، بدأ بايدن رئاسته متعهداً بالابتعاد عن سياسة ترامب الخارجية المبنية على مبدأ "أمريكا أولاً"، والتي كثيراً ما تجاهلت التحالفات الدولية لصالح نهج العمل المنفرد.

وقد يكون أبرز تعهد له على الصعيد الدولي خلال أيامه المئة الأولى استكمال الانسحاب الأمريكي من أفغانستان الذي بدأ خلال رئاسة ترامب. وعلى الرغم من أنه تجاوز موعد الأول من مايو الذي تم الاتفاق عليه سابقاً إلا أن المرحلة النهائية قد بدأت.

وكان بايدن بطيئاً أيضاً في العودة إلى طاولة المفاوضات مع إيران للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحبت منه بلاده خلال عهد ترامب. ومرة أخرى، لم تشكل سياسته تراجعاً جذرياً عن سنوات ترامب كما كان يظن البعض.

واتخذ بايدن موقفاً أكثر تشدداً تجاه روسيا من سلفه، حيث فرض عقوبات مصرفية جديدة قد يكون لها عواقب كبيرة إذا تم التشدد فيها.