الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة : التوبة النصوح تثمر محبة الله تعالى في قلب العبد

التوبة
التوبة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق ، إن الإمام أبو إسماعيل عبد الله الهروي صاحب المنازل يقول كلاماً عالياً في التوبة نذكره بنصه: «وحقائق التوبة ثلاثة أشياء: تعظيم الجناية وذلك بالنظر إلى من عصيت، واتهام النفس في التوبة، وطلب إعذار الخليقة، وسرائر حقيقة التوبة ثلاثة أشياء : تمييز الثقة من الغرة، ونسيان الجناية، والتوبة من التوبة أبدا، لأن التائب داخل في الجميع من قوله تعالى : " وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ " [النور : 31]، فأمر التائب بالتوبة.

 

وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أن لطائف أسرار التوبة ثلاثة أشياء: أولها: النظر إلى الجناية والقضية، فيعرف مراد الله تعالى فيها إذ خلاه وإتيانها، فإن الله تعالى إنما يخلي العبد والذنب لأحد معنيين : أحدهما : أن يعرف عزته في قضائه، وبره في ستره، وحلمه في إمهال راكبه، وكرمه في قبول المعذرة منه، وفضله في معرفته، والثاني : ليقيم على العبد حجة عدله، فيعاقبه على ذنبه بحجته.

 

وتابع أن اللطيفة الثانية : أن يعلم أن طلب النصير الصادق سيئة لم تبق له حسنة بحال؛ لأنه يسير بين مشاهدة المنة وتطلب عيب النفس والعمل.

 

 

وذكر أن اللطيفة الثالثة : أن مشاهدة العبد الحكم لم تدع له استحسان حسنة، ولا استقباح سيئة؛ لصعوده من جميع المعاني إلى معنى الحكم.

 

فتوبة العامة الاستكثار من الطاعة، فإنه يدعو إلى ثلاثة أشياء : إلى جحود نعمة الستر والإمهال، ورؤية الحق على الله تعالى، والاستغناء الذي هو عين الجبروت، وتوبة الأوساط من استقلال المعصية وهو عين الجرأة والمبارزة، ومحض التزين بالحمية والاسترسال للقطيعة، وتوبة الخواص من تضييع الوقت، فإنه يدعو إلى درك النقيصة، ويطفئ نور المراقبة، ويكدر عين الصحبة، ولا يتم مقام التوبة إلا بالانتهاء إلى التوبة مما دون الحق، ثم رؤية تلك التوبة، ثم التوبة من رؤية تلك العلة» [منازل السائرين].

 

وأكد أن التوبة بداية الطريق إلى الله، وأصل المقامات، فمن لا توبة له لا مقام له، وتثمر التوبة النصوح الصادقة: محبة الله تعالى، وهي حالة يجدها العبد في قلبه تُلطف العبارة، وتحمله تلك الحالة على التعظيم لله وإيثار رضاه، وقلة الصبر عنه والاهتياج إليه، وعدم القرار من دونه، ووجود الاستئناس بدوام الذكر له بقلبه.