الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آخر جمعة في رمضان .. سبب تسميتها بـ اليتيمة وحقيقة شفاء الأمراض فيها

آخر جمعة في رمضان
آخر جمعة في رمضان الجمعة اليتيمة

يطلق البعض على آخر جمعة في رمضان مسمى الجمعة اليتيمة أو الجمعة الحزينة، وقالت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إنه لا يوجد شرعًا ما يسمى بـ«الجمعة اليتيمة»، منوهة بأنها ما هي إلا عادات توارثوها ولكن لا يوجد في الشرع ما يسمى بذلك.

 

وأوضحت «الحنفي» لـ«صدى البلد» أن بعض المسلمين يطلقون على الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك عدة تسميات، ولكن يبقى أشهرها «الجمعة الحزينة» أو «الجمعة اليتيمة» في إشارة من البعض بأن لا تتكرر مرة أخرى في شهر رمضان المبارك، مشددة على أنه لا فرق بين الجمعة الأولى والثانية والثالثة من شهر رمضان الكريم.


وذكر العلماء أن آخر جمعة في رمضان ليس لها خصوصية عن باقي أيامه شهر رمضان المبارك، ولا يتعلق بها شيء من أمر شفاء الأمراض، كما يعتقدون في الجمعة اليتيمة، ولا شيء من خصوصيات العبادة كذلك.


بعض المؤرخين أرجعوا تسمية الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بالجمعة الحزينة أو اليتيمة، بسبب بعض الأحداث المؤلمة التي وقعت في آخر جمعة في شهر الصيام على مدار التاريخ، ولعل أشهرها يوم الجمعة 25 /2 /1994 حيث وقعت مجزرة الحرم الإبراهيمي ضد المُصلين المسلمين في القدس مع فجر آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك.

صلاة آخر جمعة في رمضان

يتداول بعض مستخدمي التواصل الاجتماعي رواية غير صحيحة عن آخر جمعة في رمضان وهي: «من فاتته صلاة في عمره ولم يحصها، فليقم في آخر جمعة من رمضان ويصلي أربع ركعات بتشهد واحد، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة القدر 15 مرة وسورة الكوثر كذلك، ويقول في النية نويت أن أصلي أربع ركعات كفارة لما فاتني من الصلاة، وقال أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هي كفارة أربعمائة سنة، حتى قال علي كرم الله وجهه هي كفارة ألف سنة، قالوا: يا رسول الله، ابن آدم يعيش ستين سنة أو مائة سنة، فلمن تكون الصلاة الزائدة؟ قال: تكون لأبويه وزوجته وأولاده فأقاربه وأهل البلد».
 

وحذرت دار الإفتاء، في فتوى سابقة لها، مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من نشر وتداول رواية «الصلاة في آخر جمعة في رمضان تكفر عن الصلوات الفائتة»، مؤكدة أنها ليست حديثًا نبويًا وباطلة، مطالبة بضرورة حذفها وتنويه الآخرين إلى عدم صحتها.


وأضافت الإفتاء، أن هذه الرواية وضعها الكذابون الذين يفترون على الدين، مشددة على أنه يجب قضاء الصلوات الفائتة باتفاق الأئمة الأربعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْضُوا اللَّهَ، فَإِنَّ اللَّهَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ» رواه الْبُخَارِيُّ من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلا ذَلِكَ» متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

 


وأفادت: فعلى من فاتته الصلاة مدة من الزمن -قليلة كانت أو كثيرة- أن يتوب إلى الله تعالى ويشرع في قضاء ما فاته من الصلوات، وليجعل مع كل صلاة يؤديها صلاةً من جنسها يقضيها، وله أن يكتفي بذلك عن السنن الرواتب؛ فإن ثواب الفريضة أعظم من ثواب النافلة.


وتابعت: وقد أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أفضلية قضاء الفائتة مع مثيلتها المؤداة من جنسها في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ مِنْ غَدٍ صَالِحًا فَلْيَقْضِ مَعَهَا مِثْلَهَا» رواه أبو داود من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، قال الخطَّابي: "ويُشْبِهُ أن يكون الأمر فيه للاستحباب؛ ليحوز فضيلة الوقت في القضاء". اهـ، وليستمر الإنسان على ذلك مدة من الزمن توازي المدة التي ترك فيها الصلاة حتى يغلب على ظنه أنه قضى ما فاته، فإن عاجلته المنية قبل أن يستوفي قضاء ما عليه فإن الله يعفو عنه بمنه وكرمه.