الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحبيب علي الجفري: عصابات صهيونية إرهابية هاجمت أرضًا يسكنها أهلها في سلام

الحبيب علي الجفري
الحبيب علي الجفري

قال الحبيب علي الجفري الداعية الإسلامي، إن جوهر ما يجري في فلسطين هو أن عصابات صهيونية إرهابية إجرامية هاجمت أرضًا يسكنها أهلها الذين كانوا يعيشون بسلامٍ، مسلمين ومسيحيين ويهود وسامرة، فارتكبت المذابح الجماعية، وهجّرت الكثير من هؤلاء السكّان، وأعلنت كيانها دولة عام 1948، واعترف به المجتمع الدولي، ثم وسعت هذه العصابات دائرة احتلالها في 1967.

وأضاف الجفري عبر الفيسبوك: ولا يزال هذا المجتمع الدولي يقف موقف المتفرج المكتفي ببعض التصريحات أو الإجراءات الخجولة على الرغم من اعترافه بأن ما حصل منذ 1967 هو احتلال غير مشروع، وعلى الرغم من علمه بأننا في ما يسمونه بمطلع "الألفية الثالثة" وما تزال هناك دولة واحدة في العالم تُصرّ على ارتكاب جريمة الاحتلال دون مبالاة منها بإعلان حقوق الإنسان، ولا بمواثيق هيئة الأمم المتحدة، دون ردة فعلٍ حقيقية رادعة من هذه الهيئة ولا من "العالم المتحضر".

وأوضح أن هذه العصابات المحتلة تقوم باضطّهاد أهل الأرض فتضيق عليهم معايشهم، وتجعل مايزيد على 80% من أهل القدس الشريف في حالة فقر وعوز، وتمنعهم حقهم في العبادة والحياة الكريمة، وتنتزع بيوتهم ومزارعهم، وتحرمهم حقوقهم، وتعامل من يحملون جنسية كيانها منهم معاملة عنصرية، وتحبس قطاع غزة، الأعلى كثافةً سُكّانية في العالم أكثر من "5500.نسمة/كم²"، تحت حصار لمدة 15 سنة بنسبة بطالة تتجاوز 60%، وتبني المستوطنات في الضفة الغربية للمغتصبين الغرباء الذين تستوردهم من مختلف أنحاء العالم على أساس عنصري، وتقتل النساء والأطفال، وتهدم البيوت، ويُبرّر متطرفوا حاخاماتها قتل النساء والأطفال الفلسطينيين دون تجريمٍ لتصريحاتهم الإرهابية،وتُصِرّ على رفض عودة اللاجئين من الشتات.

وأكمل الجفري: وهذه العصابات تنتهك مقدسات ملياري مسلم في العالم بحرق المسجد الأقصى الشريف عام  1969، وبتكرار اقتحامه وانتهاك حرمته على نحو مستمر إلى اليوم وكل ذلك يجري تحت نظر وسمع وتأييد العالم "المتحضر" والدول "المتقدمة" المتاجرة بشعارات "حقوق الإنسان"، والتي يُطِلُّ علينا حكامها بين الفَيْنَةِ والأخرى ليُلقوا على حكوماتنا محاضرات في احترام "حقوق الإنسان".

أما افتعال رؤوس الاحتلال للأحداث وتكرار العدوان كلما اقتضت تنافساتهم الانتخابية، وانحياز بعض الدول الكبرى للاحتلال، وخضوع البعض الآخر لتأثير مجموعات الضغط المؤيدة له، واستغلال الأحداث الناتجة عنه في تنافسات الدول الكبرى على الهيمنة، واستخدام بعض دول المنطقة لورقة المقاومة ضمن ألاعيبها السياسية، ومشاريعها التوسعية، وانحراف بعض الفصائل الفلسطينية عن المسار القويم، وإقحام نزاعاتهم الداخلية والصراعات الإقليمية والتوازنات الدولية مشوشين بذلك على جوهر القضية؛ فكل ذلك ليس سوى نتائج مترتبة على وجود الاحتلال والسماح له بالاستمرار، فلولا الاحتلال لم يكن شيء من ذلك.

وتابع: من ذلك ما نسمعه من التَذرُّع بوجود جماعات فلسطينية غير منضبطة أو حتى "إرهابية" كما يتم تصنيفها، وما هو إلا حديثٌ عن عَرَض من أعراض الاحتلال، ففي ظل وجود دولة حقيقة مستقلة قوية مستقرة؛ لا يمكن للجماعات أن تسيطر أو أن تأخذ الزمام، وهو ما شهدناه في مصر والسعودية والأردن وغيرها من دولنا، على الرغم من كل محاولات زعزعة استقرار تلك الدول عبر دعم الجماعات والتنظيمات بالمال والسلاح والإعلام، وممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية ودعاوى حقوق الإنسان، من قِبَل دُولٍ إقليمية وعالمية في مراحل مختلفة.

وأشار إلى أن الاستمرار في التعامل مع النتائج المترتبة على الاحتلال مع تجاهل جوهر الإشكال ما هو إلا إعادة تدوير لنفس الإشكاليات المتكررة التي يتم دفع أثمانها من حياة الفلسطينيين كما أن الاستغلال المتكرر لمظلمة الشعب الفلسطيني في محاولة هدم ما تبقى من دُولٍ مستقرة في منطقتنا عبر تهييج الشعوب ضد حكوماتها باسم نصرة الأقصى الشريف ما هو إلا خيانةٌ للقضية الفلسطينية، وإجهاز على ما تبقى من تعاطف معها في قلوب شعوب المنطقة، وإضعافٌ لقدرة دول المنطقة على مساندة القدس الشريف والمسجد الأقصى، وتشويشٌ على ما تقوم به من معالجة الكوارث الكبيرة التي تتكرر في بِضْعِ سنين، ويدفع المواطن الفلسطيني ثمنها من دمه ومأواه ومصدر قُوْته.


وقال الحييب علي الجفري إن وعد الله حق، طال الزمن أو قَصُر، وسوف يأتي اليوم الذي يتحرر فيه المسجد الأقصى الشريف وكل ذرة من تراب فلسطين المبارك، ولكن الشأن في أداء كلٍ منّا واجبه، بالاستقامة على طاعة الله تعالى، والتوبة من معاصيه، والوقوف على بابه، والارتقاء في التحقق باليقين، مع الأخذ بالأسباب والعمل الجاد على بناء أوطاننا، ورأب صدوعها، والانتهاض بها من العوز والعجز، وإقامة فرض الكفاية من إخراجها عن أن تكون عالة على غيرها في زراعتها وصناعتها وتعليمها وتثقيفها واقتصادها وتسليحها، وامتلاكها زمام المعرفة، كلٌ يعمل من المكان الذي أقامه اللهُ فيه وتقوية صلة الأبناء بهويتهم لُغةً وديانةً ووطنيةً وثقافةً، وتعريفهم بقضية المسجد الأقصى الشريف، وغرس محبته والانتماء إلى نصرته في قلوبهم.

وأكد أن من واجب الوقت نشر الحقائق عن جوهر ما يجري في فلسطين بمختلف اللغات عبر الوسائل المتعددة، وتوثيق ذلك قدر المستطاع،  وهو أمر في متناول أيدينا فلا نعجز عنه.
وتبرع القادرين لمساعدة إخوتنا في فلسطين عبر المؤسسات المعتمدة غير المُسَيَّسة مثل الأنروا "UNRWA" وغيرها.

وشددعلى ضرورة نشر الوعي بضرورة العمل بسنّة شد الرحال لزيارة المسجد الأقصى الشريف زيارة راشدة، عبر منفذ الأردن، بالتنسيق مع مكاتب سياحية فلسطينية، ووسائل نقل فلسطينية، والنزول في فنادق فلسطينية، وتناول الطعام في مطاعم فلسطينية، والتسوق من المتاجر الفلسطينية، فلا يمر وقت من العام إلا وساحات الأقصى الشريف المباركة تعج بالزوار المصلين من كل أنحاء العالم، شأنه شأن الحرمين الشريفين، وهو ثالثهما، فلا يبقى مجال حينئذ لاقتحام المقتحمين، وتدرك عصابات الاحتلال حقيقة أن التعدي على قدسيته هو تعدٍ على ملياري مسلمٍ وليس على الفلسطينيين وحدهم.

 


-