الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد قنديل يكتب: القاهرة تبسط نفوذها

صدى البلد

بسطت القاهرة نفوذها مؤخرا بالتدخل فى وأد الكثير من الازمات الإقليمية من واقع مكانتها الدولية وثقلها الإقليمى بمنطقة الشرق الأوسط كممر أمن لعودة الهدوء والاستقرار لقضايا شائكة فشلت منظمات دولية فى التدخل واللعب بدورها بينما تجلى الدور المصرى كرقم مؤثر فى المنطقة وقوة إقليمية لايستهان بها بل يجب الانصات إليها مع تحييد قوى الشر بعد أن ذاقوا قوة مصر .
هاتف الرئيس الأمريكى جون بايدن الرئيس عبد الفتاح السيسي مرتين خلال 96 ساعة ثمن من خلالها الدور المصرى والمحورى فى معالجة القضايا وخاصة أزمة قطاع غزة وغيرها من القضايا الإقليمية التى تستوجب التدخل فيها قبل اشتعال فتيل أزماتها.
الاتصال  الاول جاء فى 20 مايو من أيام قليلة تناول فيها الرئيسان التباحث وتبادل الرؤى حول مستجدات القضية الفلسطينية وسبل التعاون من اجل وقف العنف والتصعيد في ظل التطورات الأخيرة فى قطاع غزة.

ثمن  خلاله  الرئيس الأمريكي جهود   الرئيس السيسي  الحثيثة مع جميع أطراف القضية وهى التحركات التي تتسم بالاتزان والحكمة من اجل تحقيق الأمن والسلام للمنطقة باسرها، وهو ما يرسخ دور مصر التاريخي والمحوري في الشرق الأوسط وشرق المتوسط وأفريقيا لدعم الاستقرار وتسوية الأزمات، وهو الدور الذي تدعمه وتعول عليه الادارة الامريكية في المساهمة في احتواء التصعيد الحالي ووقف العنف .
لم يمر سوى ٤ أيام الا و تلقى  الرئيس عبد الفتاح السيسي  اتصالاً هاتفياً  ثانيا من الرئيس الأمريكي جو بايدن و تناول "تبادل الرؤى والتقديرات تجاه تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن التباحث حول موضوعات علاقات التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة حيث تتطلع واشنطن إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة بما يُمكّن الدولتين من مجابهة التحديات غير المسبوقة إقليمياً ودولياً في ضوء الأولويات المشتركة بين البلدين الصديقين و أهمية علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الممتدة عبر مدار عقود طويلة في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين ومواجهة التحديات المشتركة وخاصة  ما يشهده المحيط الإقليمي من أزمات تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها، إنما يفرض تعزيز التعاون والتشاور المنتظم بين مصر والولايات المتحدة لدرء تلك الأخطار.
دعت القاهرة إلى  أهمية تكاتف جميع الجهود الدولية في الوقت الراهن لاحتواء التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية، والتأكيد على موقف مصر الثابت في هذا الصدد بالتوصل إلى حل جذري شامل للقضية الفلسطينية يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والطبيعية كسائر شعوب العالم في اقامة دولته وفق المرجعيات الدولية، ومن ثم انهاء حالة العنف والتوتر المزمنة في المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار بها.

 جاء الاتصال ليوضح مدى التوافق بين القاهرة وواشنطن فى العديد من الملفات أبرزها القضية الفلسطينية وليبيا وسد النهضة حيث تم التوافق فى الملف الاول وهى القضية الفلسطينية حول سبل إحياء عملية السلام في أعقاب التطورات الأخيرة، فضلاً عن دعم تثبيت هدنة وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية ودعم امريكي كامل، وكذلك الجهود الدولية الرامية لإعادة إعمار غزة وتقديم المساعدات الإنسانية الملحة لها وجاء تجديد  الرئيس الأمريكي الإعراب عن تقدير واشنطن البالغ للجهود الناجحة للرئيس  السيسي والاجهزة المصرية للتوصل الي وقف اطلاق النار الاخير، مبدياً تطلع واشنطن  لاستمرار التشاور والتنسيق مع  في هذا الخصوص.
كما تم التوافق فى القضية الليبية حول أهمية العمل على استعادة توازن أركان الدولة الليبية واستقرارها، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، وصولاً إلى الاستحقاق الانتخابي بنهاية العام الحالي. وقد أشاد الرئيس الأمريكي بالجهود المصرية الحثيثة تجاه القضية الليبية، والتي عززت من مسار العملية السياسية في ليبيا، كما تم التوافق كذلك علي تعزيز الجهود المشتركة لأعادة دمج العراق في المنطقة.

داخليا نجد القيادة السياسية تعاملت من خلال عدة مراحل بالتوازي التنمية والبناء بكل أرجاء الدولة فى كافة المجالات من خلال  المشروعات التنموية والاستثمارية العملاقة خاصة تلك التى تتم فى كل من سيناء والمنطقة الغربية  بالإضافة إلى الحماية الاجتماعية من خلال عدة مبادرات تشعر المواطن بالاطمئنان بأن الدولة تتحرك باتجاهه وكذلك دعم قدرات الدولة عسكريا.

خارجيا نجد الدولة سعت للقضاء على الارهاب لدعم استقرار الدولة من خلال نموذج أبهر العالم بالإضافة إلى بناء علاقات قوية وقدرات سياسية ونجاح الدبلوماسية فى العديد من الملفات جعلت القاهرة فى مصاف الكبار وخاصة ملف الإرهاب الفكرى  فلم  تعد هناك دولة يمكن أن تحيا بمعزل أو بمأمن دون أن تتأثر بكافة هذه التطورات المتلاحقة خاصة عندما نتحدث عن مصر تلك الدولة الإقليمية العظمى التى تتميز بوضعية إستراتيجية على مستوى العالم وتلعب دوراً هاماً فى صياغة الكثير من الأحداث بل والتأثير المباشر فى هذه الأحداث والتطورات وهذا ماوضح من خلال مشاركة وتوافق قوى عظمى مع القاهرة فى العديد من الملفات أبرزها القضية الفلسطينية وليبيا وملف شرق المتوسط مما يؤكد أن القاهرة بسطت نفوذها على العالم .