الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثانية واحدة.. وثنائية كوميدية مفاجئة

 

كانت التركيبة الفنية لفيلم "ثانية واحدة" تبدو غريبة فنان كوميدي وفنانة أغلب أدوارها مؤخرا غارقة في الدراما! كيف ستكون النتيجة هكذا كان السؤال وأنا ذاهب لمشاهدة الفيلم.
لكن النتيجة جاءت أفضل مما توقعت كثيرا ، وساعد على  ذلك فكرة العمل المناسبة جدا للثنائي مصطفى خاطر ودينا الشربيني الفيلم من تأليف مصطفى حمدي وإخراج أكرم فريد.
رغم أن الفكرة تبدو مكررة ولكن تم معالجتها بشكل جيد ونجح المخرج أكرم فريد بخبرته الكبيرة مع الأفلام الكوميدية في توظيف إمكانيات الثنائي خاطر ودينا في كثير من المواقف الكوميدية بشكل ناجح، الفكرة تقوم على إصابة البطل في حادثة تؤدي لفقدان مؤقت للذاكرة ونشاهده بعقل طفل مرة أخرى ويتورط في العيش مع امراة غريبه عنه، فكرة تتيح مساحة كبيرة للكوميديا.
بداية الفيلم كانت جيدة جدا وسريعة للتعريف بالشخصيتين والعلاقة بينهما والتي تمت بصدفه "مقبولة" دراميا، ثم تبدأ الأحداث بعد أن تورطت البطلة في تحمل مسؤولية هذا الشخص الذي أصبح يحمل عقل طفل! 
ظل السيناريو محافظ على رتم وتصاعد جيد للأحداث ، بمشاركة باقي أبطال الفيلم خاصة بيومي فؤاد وتم صناعة مواقف كوميدية جيدة جدا وغير مبتذلة وبعيدة عن تصنع الأفيهات كما هو معتاد مؤخرا.
ولكن الفيلم بدأ يفقد تلك الكوميديا بعد التحول المفاجيء للبطل إلى سن أكبر! دون تمهيد مقنع والذي لم يشير السيناريو إلى مراحله العمرية وتركها "مبهمة"، وبدأ يقفز بالأحداث حتى ينهي الفيلم! ربما لو كان تم استكمال السيناريو ويعود لأهله كطفل ويتم علاجه ويبدأ بعد ذلك البحث عن تلك المرأة كان سيكون أفضل، أعتقد كان يحتاج لمعالجة مختلفة في الجزء الأخير.
بطل الفيلم مصطفى خاطر أجاد في تقديم مشاهد مرحلة الطفولة بشكل كبير وبنبرة صوت وتعبيرات للوجه تشعر انه طفل بالفعل وساعده على ذلك ملامح وجهه، وحدث تجاوب كبير من الجمهور في صالة العرض خاصة الأطفال.
اللافت كان أداء دينا الشربيني حيث نجحت في تقديم كوميدية بسيطة اعتمدت على المواقف وبدون مبالغة باستثناء مشهد المستشفى وهو كان أطول من اللازم عموما، وشكلت مع مصطفى ثنائي مقنع جدا للجمهور، هي تملك موهبة تمثيلية تجعلها تستطيع تقديم أكثر من نوعية فنية.
بيومي فؤاد في شخصية "البواب" رغم قلة المساحة إلا أنه أضاف كثيرا من الكوميديا في مشاهده مع الثنائي خاطر ودينا.
شريف دسوقي مع سوسن بدر  كان يجب إعطاءهما مساحة أكبر، بالتأكيد كان سينتج مواقف كوميدية لهما مع البطل والبطلة أكثر مما شاهدنا،  ولازلت عند رأيي منذ كتبت عنه عقب أول أفلامه والتي حصل عنها على جائزة مهمة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أفضل ممثل ان شريف دسوقي موهبة كبيرة يجب استثمارها بشكل جيد من المنتجين، وعدم الاكتفاء بأدوار الشرف له.
لكن الفيلم مثل أغلبية الأعمال حاليا ضيوف شرف كثيرين دون توظيف واستغلال جيد لهم. 
امام مصطفى خاطر حاليا فرصة جيدة لتقديم أعمالا سينمائية متنوعة، لو ظل تركيزه أكثر الفترة القادمة على السينما، يستطيع تقديم اكثر من شكل فني وليس الكوميديا الفارص فقط، وكذلك دينا الشربيني نصيحة يجب أن تأخذ اجازة من الدراما التليفزيونية العام القادم وتتفرغ للسينما.
الفيلم جيد وعودة للكوميديا الغير مبتذلة ومحاولة جيدة بثنائية غير متوقعة بين مصطفى خاطر ودينا الشربيني.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط