الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد الرازق توفيق يكتب: رسائل السلام المصرية

عبد الرازق توفيق
عبد الرازق توفيق

تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار.. وإعادة الإعمار.. وتوحيد الصفوف وإنهاء الأنقسام ..وإنجاز المصالحة.. وتسوية شاملة ومستدامة ترسيخا للأمن والسلام والاستقرار والتنمية ..أهم مضامين رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى نقلها اللواء عباس كامل فى زيارته التاريخية للمناطق الفلسطينية والإسرائيلية.. لتقترب مصر من إنجاز تاريخى.

رسائل السلام المصرية

الحقيقة أننا أمام موقف تاريخى وشريف يقوده الرئيس عبدالفتاح السيسي، تجاه القضية الفلسطينية والحفاظ على الحقوق المشروعة للأشقاء.. الموقف يرتكز على النوايا الصادقة.. والثوابت المصرية التى لم تتزحزح يوما ما.. وازدادت قوة وإصرارا وإرادة ورؤية فى عهد الرئيس السيسي.. ولعل الموقف المصرى الأخير والجهود التى بذلها الرئيس السيسى والاتصالات المستمرة مع كافة الشركاء الدوليين.. والرؤية المصرية التى طرحت.. وأدت فى النهاية إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار فى قطاع غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. تجسد بامتياز الثقل المصري.. والمكانة المرموقة.. والدور الفاعل والثقة الكبيرة التى توليها جميع الأطراف فى القيادة السياسية المصرية.

الرؤية المصرية على مدار ٧ سنوات لم تتغير على الإطلاق.. تجاه القضية الفلسطينية وظلت ثابتة خاصة فيما يتعلق بحل الدولتين، دولة فلسطينية مستقلة على حدود ٤ يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية وضرورة حل وتسوية شاملة طبقا للمرجعيات الدولية.. بما يرسخ الأمن والسلام والاستقرار سواء للفلسطينيين أو الإسرائيليين وبالتالى المنطقة بالكامل.. وإطفاء حرائق قابلة للاشتعال فى أى وقت مثلما حدث قبل أيام ونجحت مصر فى إطفاء نيران العنف وسقوط الأبرياء من النساء والأطفال والكبار.

تجلى الموقف المصرى الأخير الذى قاده 
الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وأصبح العالم والشركاء الدوليون والدول الكبرى تعول على الموقف المصرى ودور القاهرة الفاعل.. فقد آمن العالم بأهمية الاستقرار والسلام الدائم والشامل للتهدئة بين الجانبين وترسيخ السلام فى المنطقة.. وارتكز الدور المصرى على جهود سياسية ودبلوماسية توجت بالاتفاق على وقف اطلاق النار وتواصل مصر جهودها وسعيها الحثيث فى التوصل لاتفاق وتهدئة مستمرة ومستدامة بين الطرفين.

ولعل زيارة اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية تأتى فى هذا الأطار والجهود المتواصلة التى يبذلها اللواء عباس كامل ولقاءاته مع قادة الطرفين سواء الرئيس محمود عباس أبومازن أو رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى ثم زيارته لقطاع غزة للاجتماع بالقوى والفصائل الفلسطينية مصطحبا معه وزراء من السلطة الفلسطينية.. والاتفاق على عقد اجتماعات بالقاهرة مع القوى والفصائل الفلسطينية سعيا ووصولا إلى حل وسلام وتهدئة مستمرة ومستدامة.. وهو ما يجسد ذروة التحركات المصرية طبقا لرؤية شاملة لحل القضية الفلسطينية.

الحقيقة أننا أمام مهمة ورسائل سلام مصرية لإنهاء الوضع المتأزم بين الفلسطينيين والإسرائيليين والذى أسفر عن المواجهات العنيفة التى جرت منذ أيام ونجحت الجهود المصرية فى الوصول إلى اتفاق لوقف اطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى قطاع غزة.

الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكد دعمه الكامل ودعم مصر للشعب الفلسطينى وقادته وهو ما نقله اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة إلى الشعب الفلسطينى وقبلها نقل اللواء عباس كامل رسالة الرئيس السيسى إلى الرئيس أبومازن والذى أكد فيها دعمه ومساندته للشعب الفلسطينى بالفعل والقول معا، وان القضية الفلسطينية ستبقى على رأس اهتمامات الدولة المصرية.. وأن مصر حريصة على مقدرات الشعب الفلسطينى ودعم قضيته ودعم الرئيس محمود عباس أبومازن.

الرئيس عبدالفتاح السيسى أوفد اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة حاملا معه رسائل إلى قادة فلسطين وإسرائيل وإجراء مباحثات مع الجانبين حول تثبيت وقف إطلاق النار والتطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية.. وأيضا أوفد الرئيس وفدا أمنيا رفيع المستوى إلى إسرائيل والأراضى الفلسطينية لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار ومناقشة سبل التوصل لتهدئة شاملة بالضفة الغربية وقطاع غزة.. كذلك وجه الرئيس السيسى الوفد لدفع جهود توحيد الصف الفلسطينى مؤكدا أهمية اتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان عدم تكرار التصعيد بين إسرائيل وفلسطين.. ووجه أيضا إلى دفع جهود بناء الإنسان الفلسطيني.

إذن نحن أمام جهود وتحركات على مدار الساعة لاحتواء الموقف بين الفلسطينيين والإسرائيليين وضمان عدم تكرار التصعيد مرة أخري.. جهود شريفة وذكية تستند على رؤية ونوايا صادقة لتثبيت الهدنة ووقف اطلاق النار وأيضا تمهيدا لتسوية شاملة للقضية الفلسطينية.. وأيضا على الجانب الفلسطينى هناك نقاط مهمة كالتالي:

 أولا: تسعى مصر بجهود شريفة وصادقة إلى إنهاء حالة الانقسام الفلسطينى واعتقد ان اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة وهو يتجه إلى قطاع غزة للاجتماع بالقوى والفصائل الفلسطينية مصطحبا معه عدد من وزراء السلطة الفلسطينية ثم اجتماعات القاهرة له دلالة ورسائل مصرية بالغة الأهمية فى إيمان راسخ بأهمية المصالحة وإنهاء حالة الانقسام وتوحيد الصف والكلمة بين الفلسطينيين تمهيدا لبلورة تسوية وحل دائم ومستدام للقضية الفلسطينية فى توقيت بالغ الدقة يستوجب أن يكون الجميع تحت لواء واحد هو منظمة التحرير الفلسطينية.

ثانيا: اجتماع اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية مع كافة القوى والفصائل الفلسطينية بغزة فى حضور عدد من وزراء السلطة الفلسطينية.. يجسد نجاح مصر فى جهودها لتوحيد الصف الفلسطينى وان هناك نجاحات كبيرة للجانب المصرى على مستوى الداخل الفلسطينى خاصة فى إعادة ترتيب البيت الفلسطينى وإنجاز المصالحة الوطنية وأهمية توحيد الصفوف والكلمة ولم الشمل الفلسطينى طبقا لمكونات الرؤية المصرية ودعما للحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين.

ثالثا: أفصح اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة خلال اجتماعه مع القوى والفصائل الفلسطينية فى غزة وحضور عدد من وزراء السلطة الفلسطينية عن مكونات الرؤية المصرية الصادقة وذات النوايا الشريفة.. حيث أكد اللواء عباس كامل ان الرئيس السيسى يقوم بجهد كبير من أجل الأشقاء الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة من أجل تثبيت الهدنة والعمل على افساح المجال للعودة إلى العملية السلمية بالتعاون مع القوى الدولية وموجها الدعوة لكافة القوى الاقليمية والدولية لدعم جهود مصر لإعادة الإعمار فى قطاع غزة.. وهو الأمر الذى يستلزم توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير.. وان الرئيس السيسى يؤكد على دعمه الكامل للشعب الفلسطينى وقادته وأن مصر تتمسك بإنجاز المصالحة الفلسطينية فى أقرب وقت.

كذلك تضمن لقاء اللواء عباس كامل بالقوى والفصائل الفلسطينية.. ومعهم عدد من وزراء السلطة الفلسطينية التأكيد على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار فى غزة وإعادة إعمار المناطق المتضررة فى القطاع وترتيب البيت الفلسطينى وإنجاز المصالحة الوطنية وكامل الدعم المصرى للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

رابعا: هذه الجهود المتواصلة التى يقودها الرئيس السيسى على الصعيدين السياسى والدبلوماسى استنادا على رؤية تحوذ ثقة الجميع.. فإن هناك جهودا أخرى تتعلق بدعم الأشقاء وتخفيف المعاناة عنهم.. فمنذ اللحظة الأولى للأحداث الأخيرة قامت مصر بفتح معبر رفح واستقبلت الجرحى والمصابين الفلسطينيين فى المستشفيات المصرية وأيضا الجسر البرى للمساعدات الإنسانية والغذائية والصحية غير المسبوقة.

وجاء قرار الرئيس السيسى بتخصيص 500 مليار دولار لإعادة إعمار المناطق المتضررة فى غزة ليجسد حجم الدعم والجهود المصرية لصالح الأشقاء.. وقد أرسل الرئيس السيسى بالأمس هدية إلى مواطنى غزة عبارة عن 56 شاحنة عملاقة تحمل المساعدات الإنسانية للأشقاء متزامنة مع زيارة اللواء عباس كامل لتكشف عن تكامل وشمولية الجهود المصرية المكثفة فى دعم حقوق الفلسطينيين المشروعة وتخفيف المعاناة عنهم.. وبناء الإنسان الفلسطينى من خلال فتح آفاق المستقبل أمامه بترسيخ الأمن والسلام اولاستقرار من خلال حل وتسوية عادلة وشاملة ومستدامة.

فى اعتقادى ان الجهود المصرية المتواصلة والاستثنائية والتحركات الناجحة مع كافة الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية ورسائل السلام والدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسى للأشقاء وزيارة اللواء عباس كامل الناجحة وأيضا لقاء سامح شكرى وزير الخارجية بنظيره الإسرائيلى تكشف أننا أمام رؤية مصرية متكاملة وتصور شامل لحل القضية الفلسطينية وإنهاء معاناة الأشقاء وترسيخ الأمن والسلام والاستقرار للجانبين والمنطقة أيضا.. تشير هذه الرؤية إلى اقتراب حدث استثنائى وتاريخى تقوده مصر الذى نجحت فى إنهاء العديد من الأزمات المشتعلة فى المنطقة فهل نحن بصدد تحقيق الحلم الكبير.

وتسوية شاملة ومستدامة ترسخ وتطبق الحقوق المشروعة طبقا للمرجعيات الدولية.. هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة التى تحمل الأمل ليس فقط للفلسطينيين والإسرائيليين ولكن لمنطقة الشرق الأوسط بالكامل.. لتكون مصر جديرة بثقة العالم.. ولتكون قولا وفعلا ركيزة الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة.. ولقد نجحت خلال الـ ٧ سنوات الماضية فى إطفاء العديد من الحرائق والأزمات برؤية شاملة ونوايا صادقة وثقل اقليمى ودولي.. أبرزها ليبيا والسودان وشرق المتوسط.. إنها رمانة الميزان وعصب السلام.. وقلب وعقل المنطقة.

خامسا: تفقد اللواء عباس كامل للمواقع المقترحة للبدء فى إعادة إعمار غزة خلال زيارته للقطاع فى إطار مبادرة الرئيس السيسى بتخصيص 500 مليون دولار دعما لإعادة إعمار غزة يؤكد تعانق الجهود المصرية على كافة المسارات السياسية والدبلوماسية والدعم الإنسانى وإعادة الإعمار ليتجسد أننا أمام موقف متكامل وقوى وشريف لـ«مصر - السيسى».

سادسا: امتلاك مصر للرؤية وقدرتها على الحل أصبحت مصدر ثقة العالم والشركاء الدوليين.. ولعل زيارة اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة ورسائل السلام والدعم التى حملها من الرئيس السيسى تؤكد قوة وقدرة وثقل مصر وأيضا الدور الكبير الذى تؤديه الصقور المصرية التى تثبت يوما بعد يوم جدارة مستحقة بالمكانة فى أداء المهام الوطنية ببراعة وحنكة واحترافية فقد جاء الاستقبال الحافل على المستويين الفلسطينى والإسرائيلى باللواء عباس كامل ليجسد المكانة العظيمة لمصر وجهاز المخابرات المصرية الذى يمثل لمصر قدرة وقوة ترسخ دورها الكامل ومكانتها المستحقة وثقلها الدولى والاقليمي.. فهى الوسيط النزيه والشريف صاحب الرؤية وصانع السلام وركيزة الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.

فى اعتقادى ان زيارة اللواء عباس كامل.. وهذه النجاحات التى تحققت هى رسالة للجميع ان «مصر - السيسى» جديرة بقيادة المنطقة.. وأيضا باحترام العالم.. وثقته فيها بأنها قادرة على العبور بالمنطقة إلى بر الأمن والسلام وأننا أمام فرصة ورؤية تاريخية لحل قضية تاريخية.

الحقيقة اننى متفائل بالوصول إلى حل نهائى للقضية الفلسطينية.. وحصيلة النجاحات والإنجازات والنتائج لزيارة اللواء عباس كامل هى من بعثت بداخلى حالة التفاؤل.. فلقد توقفت أمام ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلى للواء عباس كامل بالتأكيد على رغبة إسرائيل فى تحقيق السلام على المدى الطويل والتنمية المستدامة بما يدعم استقرار المنطقة.. وطلب من اللواء عباس نقل الشكر للرئيس السيسى على جهود مصر فى استعادة الهدوء والاستقرار فى المنطقة.

وهنا أتوقف أمام خطاب إسرائيلى جديد يعكس النجاحات والرؤية المصرية.. اعتقد ان هناك أملا وتصورا كبيرا سيطرح وستفسر عنه الأيام القادمة يؤكد نجاح الجهود المصرية فى دور تاريخى جديد وغير مسبوق ينهى عقودا من الصراع ويفتح الأمل أمام القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للأشقاء ويرسخ الأمن والسلام والاستقرار فى المنطقة.. حقا إنها مصر العظيمة.. التى ولدت من جديد على يد الرئيس السيسى لتكون أكثر ثقلا ومكانة.