الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كأس جهنم والانقضاض على الطائف.. حرب الحريري وعون تستعر بلا أفق للحل.. قصف متبادل بالاتهامات ينذر بتعقيد تشكيل الحكومة أكثر .. وصلاحيات الرئاسة عنوان المعركة الأخيرة

سعد الحريري وميشال
سعد الحريري وميشال عون

الرئاسة اللبنانية:
- استمرار هروب الحريري من تشكيل حكومة متوازنة إمعان في انتهاك الدستور 
-الحريري يصر على محاولة الاستيلاء على صلاحيات رئيس الجمهورية


تيار المستقبل:
- رئاسة الجمهورية تقع أسيرة الطموحات الشخصية لجبران باسيل
- من يستولي على صلاحيات رئيس الجمهورية من يتاجر بها

 

نقل الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري حرب الاتهامات المتبادلة بالمسئولية عن عرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية إلى مستوى جديد وخطير.

واتهمت الرئاسة اللبنانية، تيار "المستقبل" الذي يتزعمه رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة، سعد الحريري، بمحاولة الاستيلاء على صلاحيات الرئيس.

وقال مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية في سلسلة من التغريدات على حسابه بموقع "تويتر": "يواصل تيار المستقبل بالتزامن مع الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة حملاته على رئاسة الجمهورية والرئيس عون مستعملا عبارات وتوصيفات تدل على المستوى المتدني الذي وصلت إليه ادبيات القيمين على هذا التيار، ولعل بيان أمس خير دليل على ذلك".

وأضاف: "لقد آثرت الرئاسة طوال أسابيع عدم الدخول في أي سجال مع "المستقبل" رغم  الأحاديث المضللة، إفساحا في المجال أمام المبادرات لمعالجة الوضع الحكومي خصوصا بعد موقف مجلس النواب تجاوبا مع رسالة الرئيس وما تلاه من تحرك قام به الرئيس بري بالتعاون مع حزب الله".

ولفت بيان الرئاسة اللبنانية إلى أن "استمرار هروب رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من تحمل مسؤولياته في تشكيل حكومة متوازنة وميثاقية تراعي الاختصاص والكفاءة وتحقق المشاركة يشكل إمعانا في انتهاك الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وينم عن رغبة واضحة ومتعمدة في تعطيل عملية تشكيل الحكومة".

وأكدت الرئاسة اللبنانية، أن الإدعاء بأن رئيس الجمهورية يحاول من خلال مواقفه الانقضاض على اتفاق الطائف ومفاعيله الدستورية هو قمة الكذب والافتراء وخداع الرأي العام، موضحة أن عون استند في كل مواقفه وخياراته إلى الدستور وطبقه نصا وروحا، ووثيقة الوفاق الوطني بكل مندرجاتها.

وأوضح أن الحريري يصر على محاولة الاستيلاء على صلاحيات رئيس الجمهورية وحقه الطبيعي في احترام الدستور من خلال اللجوء الى ممارسات تضرب الاعراف والأصول، وابتداع قواعد جديدة في تشكيل الحكومة منتهكا صراحة التوازن الوطني الذي قام عليه لبنان.

ولفت إلى أن الحريري وتياره يتعمدان تحميل الرئيس عون مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني أن ما ورثه العهد من أوضاع وديون هو "ثمرة" ممارسات فريق الرئيس المكلف وسوء إدارة شؤون الدولة منذ ما بعد الطائف حتى اليوم.

وأعرب البيان عن أمل الرئاسة اللبنانية في أن تصل المساعي إلى خواتيم سعيدة بتأليف حكومة في أسرع وقت ممكن للبدء في الإصلاحات المطلوبة.

ورد تيار المستقبل بزعامة الحريري بقصف من نفس العيار، متهمًا الرئاسة اللبنانية بالانقياد لرغبات صهر الرئيس عون ووزير الخارجية الأسبق زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل، ومفندًا اتهامات عون للحريري بعرقلة تشكيل الحكومة.

وجاء في نص بيان تيار المستقبل ما يلي:

"لقد ثبت بالوجه الشرعي والسياسي والدستوري أن رئاسة الجمهورية تقع أسيرة الطموحات الشخصية لجبران باسيل، وان فخامة الرئيس العماد ميشال عون مجرد واجهة لمشروع يرمي إلى إعادة إنتاج باسيل في المعادلات الداخلية، وإنقاذه من حال التخبط الذي يعانيه.

ويأتي بيان القصر الجمهوري رداً على بيان تيار المستقبل، ليؤكد هذا الانطباع ويكشف حقيقة الدور الذي يتولاه جبران وفريق عمله، بإهانة موقع الرئاسة الأولى وما يمثله في الحياة الوطنية، واستخدامه في أجندات حزبية ضيقة أشعلت النزاعات السياسية في كل الاتجاهات، من النزاع داخل العائلة إلى النزاعات المتدحرجة في التيار الوطني الحر وكتلة "لبنان القوي"، وصولاً إلى مروحة النزاعات التي نشبت في مختلف الساحات، وجعلت من عهد العماد عون هدفاً ترمى عليه السهام من كل حدب وصوب.

من المؤسف، أن يصبح موقع الرئاسة ممسوكاً من قبل حفنة مستشارين، يتناوبون على كسر هيبة الرئاسة وتلغيمها بأفكار واقتراحات وبيانات لا تستوي مع الدور الوطني المولج بها.

ومن المؤسف أن تسمح الرئاسة لرئيس تيار سياسي وحزبي، مصادرة جناح خاص في القصر الجمهوري يخصص للاجتماعات الحزبية وإدارة شؤون الرئاسة.

والأشد أسفاً أن يقبل رئيس البلاد التوقيع على بيان، أعده جبران باسيل شخصياً في حضور نادي مستشاري السوء الذي يقيم أيضاً في الجناح المذكور.

كل الحملات على رئاسة الجمهورية بطلها جبران باسيل ومن زرعهم في القصر، تارة من خلال تعميم الخطاب الطائفي والمذهبي وطوراً باللجوء إلى ممارسات غريبة الأطوار وبعيدة كل البعد عن الدستور ووثيقة الوفاق الوطني في التعاطي مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، والتي أتى على ذكرها في رده على رسالة رئيس الجمهورية في مجلس النواب، من تسريب شريط فيديو يتهم فيه رئيس الجمهورية، الرئيس المكلف، بالكذب، بخلاف الواقع، إلى سابقة مخاطبته عبر الشاشات، وصولاً إلى رسالة الدراج وورقة ملء الفراغ بالوزير المناسب، وما بينهما من مواقف مسيئة ترفع عنها الرئيس المكلف والتزم بأصول الدستور وواصل التشاور مع رئيس الجمهورية، لتشكيل حكومة تلبي تطلعات اللبنانيين، وليس حكومة تلبي تطلعات جبران باسيل، والجميع شهود على ذلك، وشهود على إحباط باسيل لكل المبادرات.

أما من يستولي على صلاحيات رئيس الجمهورية يا فخامة الرئيس، فهو من يتاجر بها ويضعها في البازار السياسي للبيع والشراء بها، ويستدرج العروض بشأنها، كما هو حاصل من خلال احتجاز التوقيع على تشكيل الحكومة كرمى لعيون الصهر.

أوقف استيلاء من حولك على صلاحياتك، وأوقف محاولاتهم للاستيلاء على صلاحيات الآخرين، وعد إلى الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وجنب اللبنانيين كأس جهنم الذي بشرتهم به".