الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى إعادة افتتاح قناة السويس|أبناء مصر جسدوا ملحمة وطنية لإعادة تطهير المجرى الملاحي من الألغام

أرشيفية - الضفادع
أرشيفية - الضفادع البشرية خلال عملية تطهير قناة السويس

"باسم مصر نفتح قناتنا شريانا للرخاء .. شريانا للسلام .. شريانا للمحبة"، المقولة التي أطلقها الرئيس السادات في حفل إعادة افتتاح قناة السويس الذي تمر ذكراه علينا اليوم، وذلك بعد إغلاق دام 8 سنوات متتالية، منذ حرب يونيو 1967، عندما استولت القوات الإسرائيلية على شبه جزيرة سيناء، واستمرت حالة الحرب بينها وبين مصر على ضفاف القناة حتى تحولت ومنشآتها في على طول شريط المدن التى تطل عليها إلى أطلال  التى لا تصلح لشئ بسبب حالة الحرب المستمرة.

 

بحيرة من الألغام

أصبح المجرى الملاحي خلال الحرب عبارة عن بحيرة كبيرة من الألغام والقنابل، والسفن الغارقة، أما ضفافها، فكانت عبارة عن شريط كبير من الألغام، بما جعل عملية تطهير القناة وإصلاحها ومنشأتها وإعادة بناء وحداتها من جديد عملية شاقة جدا.

 

إزالة العوائق

بدأت عمليات التطهير، في ديسمبر 1973، بعد أيام من وقف إطلاق النار، وجرت وقتها أول عملية استطلاع للوقوف على إمكانيات القناة وتحديد حجم الخسائر، وتحديد نقطة بداية أعمال الإصلاح، وبدأت مصر بسواعد أبنائها في إنتشال العوائق والمعدات الغارقة في مجرى القناة، بعد صدور التعليمات من أجهزة هيئة القناة من مواقع التهجير في القاهرة الأسكندرية، وأسندت هذه العملية لأبناء مصر بعدما طلبت الشركات الأجنبية 50 ألف دولار عن كل يوم عمل.

الفريق الوطني 

أسندت عملية انتشال العوائق للفريق الوطني بالاشتراك مع الشركة الأمريكية التي تتولى رفع العوائق الـ 10 الغارقة في القناة، وكان الفريق الوطني وقتها مكون من 25 رجل مكلفين بإزالة 3 سفن وناقلات من مدخل القناة الجنوبي لإعداده لدخول سفن التطهير،  ونجحوا في مهمتهم في وقت قياسي وبمعدات وتكاليف أقل بحوالي مليون و200 ألف جنيه عما كانت تطلبه الشركات الأجنبية.

وتمكن هذا الفريق من إنتشال 26 ألف طن من القطع الغارقة وتضمن 120 عائق متوسط وما بين 560 إلى 600 عائق صغير و99 عائق من غاطس السويس وحده.

 

إزالة الألغام

في فبراير 1974 شاركت القوات البحرية المصرية في تطهير المجرى الملاحي من الألغام، وتم تشكيل فريق عمل من 100 رجل، ونفذوا 95% من عمليات التفجير تحت الماء وعلى الشاطئ، وانتشلوا 420 من الحطام والبقايا، واستمروا في عملهم لمدة 180 ألف ساعة تحت قاع القناة لتنفيذ واحدة من أكبر وأسرع عمليات التطهير في العالم، بينما تولى سلاح المهندسين العسكريين إزالة 680 ألف لغم من كل الأنواع خلال أوسع عملية تطهير لضفتي القناة.

 

توفير 4 ملايين جنيه

تمكن 200 مهندس وعامل مصري بقيادة الخبير المهندس شلبي جابر من إزالة سد الدفرسوار، والذي يتكون من الخردة والخرسانة في 6 أشهر، ليتحول السد إلى تلال من الخرسانة والخردة على الشاطئ الغربي للقناة، بتكلفة أقل من 238 ألف جنيه، وبيعت الخردة الناتجة بـ 100 ألف جنيه، أي أن التكاليف الفعلية لم تزد على 138 ألف جنيه، كما ووفرت تلك العملية حوالي 4 ملايين جنيه كانت ستتقاضاها الشركات الأجنبية لو نفذت المشروع.

 

المساعدات الدولية

قدمت كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، من خلال كوادرها العلمية وخبراتهم في مجال البحث والكشف عن الألغام والقنابل، المعدات الإلكترونية المتقدمة التى تحتاجها مصر للعمل في هذه المجالات، وتمكنت القوات البحرية وسلاح المهندسين عبر 3 عمليات خطيرة من إزالة جميع الألغام، لتعلن مصر خلال شهور أن قناة السويس هي أنظف مجرى ملاحي في العالم.

 

تحديد يوم الإفتتاح

قرر الرئيس السادات بإعادة افتتاح قناة السويس في 5 يونيو، رغبة منه في استبدال هذا اليوم الذي يحمل الآلم في ذاكرة المصريين إلى يوم سعيدة بإعادة الملاحة للقناة، بعد أن وصلت خسائر التجارة العالمية خلال توقف الملاحة لمدة 8 سنوات إلى ما يعادل 1700 مليون دولار.