القانون تقف أمامه، وأنت تشعر أن هناك قوة داخلك تطلب منك أن تقبل به وتطبقه، وأنه يقف ضد الظلم، والشعور الذي يراودك وأنت تقف أمام كل ثغرة في داخله، وتبحث عنها وتحاول فهمها وتحاول أدراك ما في جعبتها، و كأن قوتك لا تجدها ولا تؤمن بها إلا من خلاله, في القرن 20وهو يسمى بالعصر الذهبي وبدأت التكنولوجيا تتطور فيه شيء في شيء، ولكن بطريقة بطيئة جداً ولا تشعر بها، في هذا الزمن الذي نعيشه وهو عصر الذكاء الاصطناعي، والذي بدأ البعض يعتقد ويدرك بأن مهنة المحاماة في المستقبل لن تحتاج إلى محامي بل ستكون مهنة مستقلة تعمل من خلال الذكاء الاصطناعي، بمعنى أوضح جهاز يحكم ويطبق من خلال القوانين والأنظمة واللوائح ولديه القدرة على ذلك، لأنه لديه قدرة على حفظ وتخزين معلومات لا يستطيع أي محامي أو قانوني فعل ذلك، لذلك يمكن أن يصبح في الهواء وجوده ولا قيمة له إذا لم يخلق إبداع في هذه المهنة السامية، فالأجهزة تستطيع أن تكون أداة لتطبيق القوانين والأنظمة التي تضعها الحكومات، أكثر من البشر، لأن لديهم قدرة على تخزين واستيعاب معلومات لا يستطيع العقل تحملها أو فهمها، لذلك جميع من يعمل في هذا المجال ويعتمد على الأجهزة دون إحداث تطوير وإبداع كل فترة لن يكمل في هذا المجال، فالعدو القادم لمهنتك ليس من يعمل فيها بل الأجهزة والتكنولوجيا، والحكومات في هذه الفترة آمنت بقدرتها على تحمل العمل لأنها ليست بحاجة لتعيش لأنه ليس لديها روح فهي بلا روح، وهو جهاز يستمد وجوده من خلال من صنعه، وأيضاً لا تطلب مال مقابل عملها كل شهر وبحوزته متى ما أراد ذلك، والتعامل معه ليس صعب، فالحكومات بدأت في هذه المرحلة في الاعتماد عليها في مجالات عمل مختلفة، وهذا يجعلنا نرى من سيأخذ مكاننا إذا لم نقف ونبدع ونشعر بشغف وحب لما نفعله، والقوانين يكون مصدرها نظام الدولة وما ستفعله الأنظمة هو لجعل العمل يستمر لكي لا يقف اقتصاد الدول وتبقى دون عمل يجعل وجودها يستمر، فالإنسان بدأ شيء فشيء يهرب من المسؤوليات التي يجب عليه فعلها، لذلك ثوب المحامي سيكون بحوزة أجهزة وكلمته ستكون تخرج من أفواههم إذا لم نبدع إذا لم نكف عن الحرب التي نعلنها على بعضنا، إذا لم نجعل القلوب تكون خالية من السواد، إذا لم نقف أمام عظمته ونطبقه في روحنا، ونجعل روح القانون تعيش في داخلنا كل يوم ، وننظر لكل شيء برحمة، ونقف يد واحدة لكي لا نموت ونبدأ في الموت معه، كما حدث مع الصحافة التي سيطرت عليها التكنولوجيا وأصبحت هي المسيطر أكثر من الصحفي، والذي أصبح يريد أن يجعلها تعيش، وهي لا تستجيب لما يفعله، وكل من يعمل فيها سواء محامي أو محامية أو محامي متدرب أو محامية متدربة أو باحث قانوني، جميعنا نجعلها لا تكون بحوزة من ليس لديه قلب وروح، فإذا لم نقم بالواجب الذي أقسمنا به أمام الله والوطن، وذلك سيجعل نظام كل دولة يعتمد على غيرنا ليس تقليل من وجودنا بل للحفاظ على حقوق الجميع، وغايتهم تبرر الوسيلة التي استخدموها وهي حق لهم، ولا ننسى واجب الوطن وحقوقه علينا.