الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وليد شقوير يكتب: خطأ التشخيص بين طفل إضطراب طيف التوحد وتأخر الكلام

صدى البلد

 

في كثير من الأحيان يحدث الخلط في التشخيص بين طفل التوحد وطفل تأخر الكلام أو الحرمان البيئي فإضطراب طيف التوحد كما سبق وعرفناه فهو أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باضطراب طيف التوحد التي في الغالب تظهر قبل سن الثلاث سنوات وتؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطويرعلاقات متبادلة معهم فهو اضطراب نمائي يؤثر على تواصل الطفل الإجتماعي واللغوي مع الآخرين فأهم علاماته هي ضعف التواصل وحركات تكرارية وقصور فى اللغة والتفاعل الأجتماعي وكل أساليب التواصل ومن هنا يحدث الخلط بين طفل التوحد وطفل الحرمان البيئي لأن نفس هذه الأعراض تشابه لحد كبير أعراض الحرمان البيئي وحتي تتضح الصورة أكثر لابد من ذكر ما هو الحرمان البيئي فهو عدم الاشباع الكافي للطفل لاحتياجاته اللغوية والاجتماعية في معرفة الأشياء التي تحيط به ومسمياتها وعدم ممارسة الاستخدام السليم للغة في الحياة اليومية وذلك نتيجة لانشغال من يعيش معهم وعدم إعطائه الوقت الكافى مما يسبب حدوث تأخر فى نمو اللغة بالرغم من عدم وجود مشاكل خلقية عند الطفل سواء في السمع أو الكلام التي يكون من شأنها أن تعوق النمو اللغوى لدى الطفل ومن المؤكد أن تعرض الطفل لحرمان بيئى أو عدم أخذه لحقه من حنان ورعاية المحيطين به سيؤدى به إلى مشكلات نفسية كثيرة ومن هنا نجد مدي أهمية بيئة الطفل التى يعيش فيها والتي من خلالها يكتسب اللغة ويمارس استخدمها وأن أي خلل فيها قد يسبب الحرمان البيئى للطفل والذي تكون من أهم علاماته أيضا ضعف التواصل وقصور فى اللغة والاجتماعيات وكل أساليب التواصل. 
من هنا كان من الضروري توضيح الفرق بين التوحد والحرمان البيئي بالشكل الذي يساعدنا في عدم الخلط بينهم فمثلا من الصعب أن يؤدى الحرمان البيئى إلى توحد بمعنى اضطراب الذاتويه بجميع سماته وخصائصة فالطفل المحروم عاطفيا والمهمل من قبل الأهل يعانى من عزلة أجتماعية أوعدوانية تجاه الأخرين أوصمت اختيارى ولكنه مثلا لايرفرف بيديه اوتكون له نظرة عين جانبية أو يمشى على اطراف أصابعة لكن يمكن ينتج عن الحرمان البيئى صفات يتشارك فيها طفل التوحد كالسابق ذكرها، وهنا نجد أن إضطراب طيف التوحد يدخل فيه الجانب الجينى والتكوينى أما الحرمان البيئى فهو مكتسب. فطفل التوحد يولد ولديه الاستعداد للعزله والأنطواء وعدم التواصل والتفاعل بعكس طفل الحرمان البيئي الذي تلعب البيئة المحيطه به دور رئيسي في تنميه مثل هذه الأعراض بالإضافة لفروق أخري كالتواصل البصري والتفاعل فطفل التوحد لا يتواصل ولا يتفاعل وطفل تأخر الكلام أو الحرمان البيئي يتواصل ويتفاعل ومن حيث تلقي الطفل للأوامر وتنفيذها فطفل التوحد لا ينفذ الأوامر، أما طفل الحرمان البيئي ينفذ الأوامر وفيما يخص علاقتهم مع ذويهم من الأطفال نجد أن طفل التوحد لا يعطي أي أهتمام لأقرانه من الأطفال ولا يقترب منهم بعكس طفل الحرمان البيئي ومن هنا وإن كان في بعض الأحيان يوجد خلط في التشخيص بين طفل التوحد وطفل تأخر الكلام أو الحرمان البيئي إلا أنه من السهل أيضا التمييز بينهم فالتشخيص السليم هو أول خطوة علي الطريق الصحيح نسأل الله لأبنائنا دوام الصحة والعافية.