الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. علاء الشال يكتب: ذكرى وفاة الرسول الكريم

صدى البلد

في يوم الاثنين -8 يونيو سنة 633م، 12  من ربيع الأول -11هجرية ، انتقل رسول الله ، في سن الثالثة والستين 
يقول أنس بن مالك : "لما قُبِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أظلمتِ المدينةُ حتى لم ينظرْ بعضُنا إلى بعضٍ وكان أحدُنا يبسط يدَه فلا يراها أو لا يُبصرُها وما فرغنا من دفنِه حتى أنكرْنا قلوبَنا"
كان  الصديق رضي الله عنه يوم وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان بالسّنح، يعني في العالية، فلمّا بلغه وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انطلق إلى حجرته، فدخل وكشف عن وجه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وقبّله ثمّ قال: "بأَبِي أنْتَ وأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا ومَيِّتًا، والذي نَفْسِي بيَدِهِ لا يُذِيقُكَ اللهُ المَوْتَتَيْنِ أبَدًا"، ثمّ خرج إلى الصّحابة وعمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- يحدّث الصحابة أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ما مات وسيعود، فقال أبو بكر رضي الله عنه: "أيُّها الحَالِفُ علَى رِسْلِكَ" فسكت عمر -رضي الله عنه- ليتكلّم أبو بكر.
فحمدَ الله أبو بكر -رضي الله عنه- وأثنى عليه بما هو أهله ثمّ قال: "ألا مَن كانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فإنَّ مُحَمَّدًا قدْ مَاتَ، ومَن كانَ يَعْبُدُ اللهَ فإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، وقَالَ: {إنَّكَ مَيِّتٌ وإنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]، وقَالَ: {وَما مُحَمَّدٌ إلَّا رَسولٌ قدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإنْ مَاتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ علَى أعْقَابِكُمْ ومَن يَنْقَلِبْ علَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شيئًا وسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] 
تصف  أم المؤمنين  عائشة اللحظات الأخيرة التي مرّ بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو يُحتَضَر،وكان في حجرِها، وقد ثقُل، فتقول هنا أمّ المؤمنين رضي الله عنها: "فذَهَبتُ أنظُرُ في وجْهِه فإذا بَصَرُه قد شَخَصَ، وهو يقولُ: بلِ الرفيقَ الأعْلى مِن الجَنَّةِ، فقُلتُ: خُيِّرتَ فاخْتَرتَ، والذي بعَثَكَ بالحَقِّ"، وهنا قُبِضَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،كان عمرها لحظة وفاته صلى الله عليه وسلم ثمان عشر سنة
كان عمره ثلاث وستين وهو الأشهر، ففي صحيح مسلم يقول: "قُبِضَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وَهو ابنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ، وَهو ابنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَقُتِلَ عُمَرُ، وَهو ابنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ"
وفي حديث آخر يقول ابن عبّاس -رضي الله عنهما- في صحيح البخاري: "بُعِثَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكُثَ بمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بالهِجْرَةِ فَهاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وماتَ وهو ابنُ ثَلاثٍ وسِتِّينَ"

بينما كان المسلمون يصلّون الفجر في المسجد -يوم الاثنين - يؤمّهم أبو بكر -رضي الله عنه- إذا برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد طلع عليهم، ففرح المسلمون كثيرًا حتى كادوا أن يفتتنوا في صلاتهم، وهمّ أبو بكر -رضي الله عنه- بالرّجوع ظانًّا أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يريد الصلاة معهم، ولكنّه أشار إليهم أن أكمِلوا صلاتكم، وعاد إلى حجرته، ولم يخرج بعدها لصلاة أخرى.
ثم جاءته فاطمة رضي الله عنها وأخبرها أنّها أوّل أهله لحوقًا به، ثمّ بعث إلى الحسن والحسين فقبّلهما ودعا لهما خيرًا، وكان في يده ركوة ماء يجعل يده فيها ثم يمسح وجهه الشريف منها، وهو يقول: "لا إلَهَ إلَّا اللهُ، إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ.
وانطفأ نور حياة الصحابة ، وبكت المدينة على سيد ساكنيها صلى الله عليه وسلم، نبي الرحمة والعدل والحب ، صلى الله عليه وسلم ، صلى الله عليه وسلم ، صلى الله عليه وسلم.