الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على قصة أول امرأة مصرية تقود طائرة | صور

قصة أول امرأة مصرية
قصة أول امرأة مصرية عربية تقود طائرة

كسرت لطيفة النادي، العادات والتقاليد التي وضعها المجتمع قديما، بعدما أثبتت قدرة المرأة على العمل في أي مجال مهما كانت صعوبته.

 

إلي الآن مازال اسم لطيفة النادي يتذكره الناس، كأول امرأة مصرية آمنت بقدراتها، وقررت أن تحلق في السماء، كما أنها شجعت الكثير من النساء العربيات على الإيمان بفكرة أنهن قادرات على العمل مثل الرجل تماما.

 

ظل الدخول في عالم الطيران مقتصراً على الرجال، إلى أن جاءت لطفية النادي وكسرت تلك القاعدة بالتحاقها بمدرسة الطيران وقيادتها لطائرة.

لطيفة النادي

وُلدت لطيفة النادي في القاهرة في 29 أكتوبر 1907، وكان والدها  يعمل في المطبعة الأميرية، ومن حسن حظ تلك الفتاة أنها رُزقت بأم متفتحة تحلم بمستقبل أفضل لابنتها.

 

بدأ شغف تلك الفتاة ناحية الطيران منذ الصغر، بالرغم من عدم وجود مطار في القاهرة في ذلك الوقت، كان الطيران يمثل لها الحرية والفرص.

لطيفة النادي

كان من المتوقع أن تتزوج لطيفة وتصبح ربة منزل كما هو سائد حينها، خاصة بعد انتهاء دراستها الأساسية، ولكن  خرجت تلك الفتاة عن هذا المسار، عندما قررت الالتحاق بمدرسة الطيران التي تم فتحها حديثاً في القاهرة.

 

في هذا الوقت ظهر عدد من النساء الطيارات في العالم الغربي، مما شجع لطيفة على الإيمان بفكرة أن النساء العربيات يستطعن أيضاً إثبات أنفسهن إذا حصلن على الفرصة.

لطيفة النادي

في بداية الأمر لم تجد لطيفة من يساعدها ويدعمها في الالتحاق، فقررت الذهاب مباشرة إلى مدير مصر للطيران في ذلك الوقت، كمال علوي طالبة المساعدة والإرشاد.


عرف عن مدير الطيران، بأنه رجل ذكي لديه بُعد نظر في المستقبل، فرأى أن التحاق لطيفة بمدرسة الطيران فرصة كبيرة، حيث ستكون دعاية رائعة للمؤسسة، ومعرفة الناس بأن المدرسة تقبل الرجال والنساء وتمنحهم فرصة التحاق، لذلك وافق علي الوقوف ومساعدة  لطفية في طريقها لتحقيق حلم عمرها.

 

لطيفة النادي


كانت الظروف المالية لدي لطيفة لا تسمح بدفع كافة مصاريف وتكاليف الدراسة في مدرسة الطيران، ولكن لطفية من الفتيات ذات الإرادة والعزيمة القوية، فقررت عدم الاستسلام من أجل تحقيق حلمها، فعملت في المدرسة سكرتيرة كي توفر  مصروفات مدرسة الطيران.

 

واجهت لطيفة بعض الصعوبات أثناء دراستها في مدرسة الطيران، حيث كانت المرأة الوحيدة في المطار بأكمله، كانت تتكون دفعتها الدراسية من 33 رجلاً وهي فقط البنت  الوحيدة لم يكن هذا امراً سهلاً عليها، ولكنها تحملت وقاومت من اجل حلمها.

لطيفة النادي

تصدرت لطيفة النادي الصحف العالمية في ذلك الوقت، بعد أن حصلت  على رخصة الطيران في 27 سبتمبر 1933، وتدريب 67 يوم، كانت أول امرأة عربية تصبح طياراً، وكذلك أول امرأة في الشرق الأوسط وأول امرأة في أفريقيا.


وصفت لطفية النادي  أول مرة تحلق بها بالطائرة، بمجرد أن أقلعت شعرت بأن الطائرة خفيفة، وبأنها تمتلك العالم بأسره، وشعرت بأن الحرية التي طالما حلمت بها بين يدها، لا يمكنها أن تصف السعادة التي شعرت بها، لم يكن هناك أي خوف، فقط سعادة خالصة.

لطيفة النادي

في ديسمبر 1933 عندما شاركت لطيفة في سباق طيران دولي من القاهرة إلى الإسكندرية، وكانت تبلغ من العمر 26 عاماً حينما، وكان هذا السباق سببا في ان تصبح لطفية النادي ثاني امرأة في العالم تقود طائرة بمفردها تماماً بعد اميليا ايرهارت.


ولكن كان للحظ دورا سيئاً في مسار  الوظيفي لدي لطيفة، حيث بعد خمس سنوات فقط من الطيران،  تعرضت لحادث أدى إلى إصابة في عمودها الفقري توقفت بعدها عن الطيران.

لطيفة النادي

فتحت لطفية الباب لأجيال بعدها من الفتيات المصريات بينهن ليندا مسعود، وعزيزة محرم، وعايدة تكلا، وأخريات.

 

وفي عام 1996 تم إنتاج فيلم تسجيلي عن حياة هذه المرأة الغير عادية بعنوان "الإقلاع من الرمال".


وسافرت لطفية إلى سويسرا وأقامت بها وحصلت على الجنسية، إلى أن توفيت عام 2002 عن 95 عاما.