الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على سبب اغتيال الجماعة الإرهابية للنائب العام الأسبق هشام بركات

الشهيد / هشام بركات
الشهيد / هشام بركات

تحل علينا اليوم الذكرى السادسة لحادث اغتيال النائب العام المصري الأسبق هشام بركات ، فلماذا استهدفت ايادي جماعة الإخوان الإرهابية بركات ؟ .. السطور التالية توضح تلك الأسباب:

 

قرابة عامين كان فيهما "بركات" أعلى سلطة في النيابة العامة ممثلًا للشعب في مواجهة المتطرفين والإرهابيين، فأحال الآلاف من قيادات جماعة الإخوان وعناصرها إلى المحاكمة في اتهامات تتعلق بالانضمام لجماعة إرهابية أسست على خلاف القانون، ومقتل ضباط شرطة ومدنيين والتي ارتفعت بعد "فضّ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة" في أغسطس 2013.

 

وايضا قضايا عنف أحداث مكتب الإرشاد ، أحداث البحر الأعظم ، والتخابر مع قطر التي ضمت الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات مكتب الإرشاد، التي أحالها "بركات" للجنايات وضعت النائب العام الراحل على قائمة المستهدفين من الجماعات الإرهابية، وقبل استشهاده بثلاثة أشهر نجا من محاولة اغتيال بعبوة مفخخة داخل مبنى دار القضاء العالي.

 

ففي أغسطس 2013، أصدرهشام بركات أمراً بإنهاء الجرائم المرتكبة في اعتصامي "رابعة والنهضة" فقامت قوات الأمن بفض الاعتصامين يوم 14، فكانت سببًا في استهدافه من قبل الإرهابيين.

 

المستشار هشام بركات، ولد في 21 نوفمبر 1950، وتخرج في كلية الحقوق عام 1973، ضمن الدفعة أطلق عليها "دُفعة النصر"، ثم عين وكيلًا للنائب العام وتدرج في الدرجات القضائية حتى أصبح رئيسًا بمحكمة الاستئناف، وانتدب رئيسًا للمكتب الفني والمتابعة بمحكمة استئناف الإسماعيلية وقت نظر قضية محاكمة المتهمين فى قضية أحداث "استاد بورسعيد".

 

 بعد بطلان تعيين المستشار طلعت عبدالله نائبًا عامًا في 3 يوليو 2013، الذي عينه الرئيس الأسبق محمد مرسي، أدى المستشار هشام بركات اليمين الدستورية أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور، لمنصب النائب العام في 10 يوليو آنذاك.

 

وفي ذاكرة قلوب المصريين حفر المستشار النائب العام الشهيد هشام بركات اسمه بتاريخ مشرف فلن ينسى أحد ، أنه رمز من رموز الصمود في وجه جماعة الإخوان الارهابية التي سعت لإحراق الوطن من أجل اعتلاء السلطة.

 

فاليوم حلت علينا الذكرى السادسة لاستشهاد النائب العام المصري المستشار هشام بركات، التى اغتالته أيادي الإرهاب، بعد ان فجروا موكبه عقب خروجه من منزله بمصر الجديدة وهو صائمًا في طريقه نحو عمله. 

 

فمصر استيقظت على فاجعة نبأ استشهاد النائب العام بتفجير موكبه أثناء اتجاهه إلى مكتبه بمبنى دار القضاء العالي بوسط القاهرة .. انفطرت القلوب .. واكتست الصدور والوجوه بالحزن .. وتحجرت الكلمات حزنًا عليه.

 

واقتص القضاء المصري لدماء الشهيد بركات بإصدار أحكام رادعة ضد المتورطين فى عملية اغتياله ، ففى يوليو 2017 ، عاقبت المحكمة 28 متهما بالإعدام منهم 13 هاربين ومعاقبة 15 آخرين بالسجن المؤبد، و8 بالسجن المشدد 15 عاما، و15 بالسجن المشدد 10 سنوات، لمتهمين اثنين آخرين بالسجن المشدد لمدة 15 سنة.

 

أما فى نوفمبر عام 2018 اقتص القضاء المصري لدماء الشهيد هشام بركات بتنفيذ سجن الاستئناف حكم الإعدام فى حق 9 متهمين صادر بحقهم حكما نهائيا بعد إقرار محكمة النقض حكم إعدامهم.

 

وفى فبراير 2019 ، نفذت مصلحة السجون بوزارة الداخلية أحكام الإعدام بحق 9 مدانين في الجريمة.

 

وفى تصريحات سابقة ، قالت المستشارة مروة هشام بركات إن الرئيس عبدالفتاح السيسي قد كرم والدى بإعطاء أمر بإنشاء كوبري الشهيد هشام بركات فى شارع الطيران بمدينة نصر ، وكذا محطة مترو الشهيد هشام بركات ، وستظل ذكراه خالدة فى وجدان الوطن والمصريين مهما طال الزمن ، كما كرم الرئيس والدتى نجلاء وهبه خلال احتفالية بالجهاز المركزى للمحاسبات.

 

وأشارت ابنة الشهيد إلى أن والدها استشهد عن عمر يناهز 65 عامًا، تاركًا إرثًا مشرفًا لزوجته وأبنائه الثلاثة، ودفعة من معاوني النيابة العامة باسمه تبغي العدالة سبيلًا.

 

 فيما دونت المستشارة مروة هشام بركات عبر حسابها الشخصي فيس بوك رسالة مؤثرة فى الذكرى السادسة لاغتيال ايادي الارهاب لوالدها البطل النائب العام السابق المستشار هشام بركات نهار شهر رمضان الكريم عقب نزوله من منزله بمصر الجديدة فى طريقه إلى مقر عمله .

وجاء نص رسالة نجله الشهيد كالاتي :

29 يونيو 2021 الذكرى السادسة 

رسالتى إلى حبيبي / أبي 

لم أكن أريد أن أستعمل كلمة "حبيبي " بل أردت أن أستعمل كلمة أخرى، كلمة أقرب إلى الحقيقة وإلى شعوري نحوكِ وهي" العشق "

حنيني الجارف لك لم يترك لى الاختيار فقد أصبحت أنت رمزًا لكل ما أحبه في وطني

العيش بدون أب أمر ثقيل جدًا، أثقل من أن يتحمله قلبي.

رحيل من نحب يشبه الطوفان غير أنك لم تلحق بسفينة نوح

اتذكر نصيحتك لي في ذات اليوم منذ ٦ سنوات  قبل ان اعتلي منصة القضاء وقد جاء منها " أنا أحبك واعشقك ، ولكنّي لا أريد منكِ أن تفني كيانك فى كيانى ولا فى كيان أي إنسان. ولا أريد لك أن تستمدى ثقتك فى نفسك وفى الحياة مني أو من أي أنسان. أريد لك كيانك الخاص المستقل، والثقة التى تنبعث من النفس لا من الآخرين.

وإذ ذاك عندما يتحقق لكى هذا لن يستطيع أحد أن يحطمك، لا عدم وجودى في الدنيا ولا أي مخلوق. إذ ذاك فقط تستطيعين أن تلطمي من يلطمك وتستأنفى المسير.

وإذ ذاك فيزدهر كيانك وينمو ويتجدد ،انطلقي يا حبيبتي، صِلِي كيانك فقط بالأرض الطيبة أرضنا، بالشعب الطيب شعبنا وستجدين حبًا كبيرًا، حبًا جميلًا، حبًا لا يستطيع أحد أن يسلبك إياه، حبًا تجدين دائمًا صداه يتردد فى الأذن، وينعكس فى القلب، ويكبر به الإنسان ويشتد: حب الوطن وحب الشعب.

وفى الطريق ستجدينني يا حبيبتي ، أنتظرك، لأنى أثق بك، وأثق في قدرتك على الانطلاق وإثبات الذات .

ولذلك لقد  تعلمت ثم تعلمت منك يا حبيبي وها أنا الان أسير في الطريق بكل قوة .. تعلمت منك  أنني إذا أردت شيئًا بشدة، وأن أصل إلى بر القلوب فعليّ أن أنفق مما أحب ؛ ليس مال فقط، وإنما بذل من النفس وعطاء ومحبة اتباعًا لقوله تعالى " لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ .. " .

فمتى أردت أن يستجاب ليّ في أمر ما كنت أتطلع لمن هم في حاجة إلى نفس الأمر فابذل لهم في الدعاء خفية، وإذا أردت التقرب من الله أنفقت مما أحب بالأكثر. أو كما كنت تقول لي يا حبيبتي علينا أن نجعل خبيئة بيننا وبين الله لا يعرفها أحد سوانا.

اليوم مر على غيابك ٦ سنوات. ٦ سنوات أكلت الأخضر واليابس من قلبي وعمري. ٦سنوات من الحزن والوجع والتيه. ٦سنوات فقدت فيهم كل ما أعرفه عن نفسي وتحولت لنسخة أخرى أحاول التعرف عليها من جديد !

اليوم أقول لك أنني أحبك جدًا، وأعلم يقينًا أن الحب لا يمنع شخص من الرحيل، لكننى أحبك رغم كل شيء وعلى كل حال. حتى وإن لم أملك لك سوى حبي وعدة رسائل، تُكتب على أمل وصولها إليك.

ولأني مؤمنة جدا أن المحبة كلها دعاء، وأنى لا أملك من الأمر شيئًا.

فأنا هكون ممتنة حد السماء وشاكرة جدًا لكل شخص  هيشوف رسالتي لوالدى  يدعي للشهيد الصائم  " هشام بركات  " بكل ما هو خير .

من كان لنا في قلبه شيئًا من الود والحب فليدعوا " له"

لروحك ولقلبك اللي زي نور الفجر السلام.

لا أوحش الله لك مسكن يا هشام .. لا أوحش الله لك مسكن.

#بنت_البطل