الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وائل سليمان يكتب: 30 يونيو.. مِصر تُبعَث من جَديد

صدى البلد

• أدركوا أنهم غُرِرَ بهم.. وأن حاضرهم ومستقبلهم على الحافة.. وأن وطنهم الذى عرفوه وعشقوه يُختطَف مع سبق الإصرار والترصد.. ولن يبقى منه سوى ذكريات ماضيهم الجميل.. وأن الآمال والأحلام التى ظلت تراودهم توشك أن تلقى حتفها على مَذبَح “التتار الجدد”.. وأدركوا أنهم إذا لم يتحركوا وإذا لم يتمردوا.. فإن أسوأ النهايات حتماً ستكون فى انتظارهم.، فانتفضت القلوب، وتشابكت الأيدى، وتوحد الهدف، وتعالت صيحات الغضب، أمواج بشرية هادرة من كل فجٍ وحدبٍ وصوب، مشهد مهيب وملحمة أسطورية..حفرت تفاصيلها فى ذاكرة كل من رآها، فكان واحداً من اعظم أيام الدنيا، "يوم الخلاص من الماسون المُتأسلم".، تحدث عنه القادة والزعماء.. وتصدر عناوين المواقع والصحف العالمية، فكتبت بمنتهى الإنبهار.. وقرأنا بكل فخر.." الخروج الكبير"  "الخروج العظيم"  "كالعادة.. المصريون يكتبون التاريخ".

• فى عامٍ واحد.. أدركوا حقيقة من خدعوهم طيلة ثمانون عاماً.. ولكن الخلاص من شراكهم ليس بالأمر الهين.. فالأمر يحتاج لقائدٍ وطنىٍ قوىٍ أمين.. يتوحد الجميع خلفه لخوض معركة إستعادة الوطن من براثن "خوارج هذا الزمان".، ولكن أين هو..؟ ومن يكون..؟ وإن وجدوه.، هل سيقبل هذا التكليف؟.، هل سيجرؤ على المجازفة؟.. والتى قد تتطور إلى التضحية بكل ما حققه فى حياته.. بل وبحياته نفسها.،

• ففى أعقاب ٢٥ يناير ٢٠١١ وفى رحلة بحثهم عن قائدٍ مُخْلِص، راحت قلوبهم قبل أعينهم تنظر وتتفحص الجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.، ولكن.. خذلهم الجميع.،
فكان حكمهم العادل وكانت النتيجة المستحقة (عفواً ..لم ينجح منكم أحد).،

• ومن وسطِ اليأسِ والخذلان خرج إليهم” الرجل” فأبصروه بقلوبهم الطيبة.. والتى رغم كل ما أصابها فى العقود الثلاثة الماضية لم تفقد أبداً حسها وموهبتها الفريدة “والتى خصها بها رب العباد” فى فرز الغث من الثمين.. وتمييز الصادق الأمين من الأفاق اللعين، وأيقنوا أنه هِبة رب العباد إليهم، فى وقت عَمَ فيه الزيف .. و”عَجّ” ببائعى الأوطان.،

• صدقوا “الرجل” وأحبوه.. فحملوه الأمانة، وقطعوا على أنفسم عهداً بالحفاظ عليه كما حافظ هو عليهم.، وصنعوا له وحوله هالةً من”الثقة والأمل”.. هالةٌ من نور، ولكنها وقت الخطر تتحول إلى حلقةٍ من نار تحرق كل من اقترب منها، وقد كان.. فقد احترق كل من اقترب محاولاً المتاجرة والمزايدة وتأليب الرأى العام.

• ولكن.. وبالرغم من كلِ ذلك، و بما أنها “معركة وجود”.. ستظل المُتاجرة بالحقوق والحريات من قبل “معسكر الهدم” أحد أهم أوراق اللعبة.. بل هى فى اعتقادى أهمها وأخطرها على الإطلاق، وستظل محاولاتهم فى التلبيس والتدليس على بنى وطنى مستمرة.. مستغلين عدم معرفة العامة بحقيقة وصحيح القانون.. فكانت محاولتهم الخبيثة بإيهامهم أن الدولة تفرط فى أراضيها كما حدث فى إشكالية “جزيرتى تيران وصنافير.. أو أنها تنتهك الحقوق والحريات كما حدث فى واقعة نقابة الصحفيين وفى إخراج المحادثات الهاتفية للخونة والمموليين.،
• فمن مهزلة المتاجرة بالدين إلى لعبة المتاجرة بالحريات.. لا زال يمضى بائعوا الأوطان فى طريقهم المرسوم لهم بدقة وعناية.

• ولكن.. فليعلم الجميع.. أن هذا الشعب قد حسمها.. بعدما أمسك بيد من حمله الأمانة وتشبث بها، ورفعا سوياً راية البناء والأمل.