الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الراعى والأغنام

مجلس الهم الدولى
يقولون والعهدة على الراوى أن راعيًا للأغنام  لم يكن يملك إلا أقل القليل من الأغنام ولم يكن لديه مكان ليتركه فيه يأكلوا ويمرحوا ، فنادى بين جنبات سكنه وعرض على جيرانه ان يرعى أغنامهم مقابل أن يتركوه بهذه الأغنام فى حقولهم.. وبالفعل وافق اربعة من جيرانه فصاروا خمسا به وبعد مرور وقت تعاظم الانتاج وانجبت الاغنام وزاد المنتج مما جعل اخرين يطلبون الانضمام الى هذا الراعى، ويصبح واصيا على اغنامهم وفرح الراعى بنمو مشروعه وعظيم شأنه وكذا مشاركوه الاربع ولكنهم اشترطوا على المتقدمين الجدد شروطا تصب كلها فى هيمنة الخمسة الكبار على مجريات الامور كلها من الالف الى الياء مع الوعد بحل اية مشاكل تتعلق بالمشاركين وبعدتهم واموالهم ومقتنياتهم اذا تطلب الامر وهكذا اصبح الوضع ومضت الاحوال كما اراد الخمسة الكبار وما أرتضى المشاركون .

 ومع مضى الايام وتغير الاحوال تطور المشروع واصبح يتسع لكل شىء من اغنام الى اعنام ومن شأن داخلى الى امر عام مسموح للكل بمناقشته وفرض الرأى على صاحبه مع احتفاظ الخمسة الكبار بكلمة الفصل والنفاذ ، واصبح المكان يعج بالشاكين والباحثين عن حقوقهم التى كانت يبت فيها من خلال مايراه الخمسة الكبار وليس من واقع المشكلة ولا حجمها ولا وضعية المتقدم بها ومدى نفاذه وتأثيره ومن يدعمه ويقف معه او وراءه لايوجد فرق . اصبح وضعا طبيعيا ان تنصف الخمسة الكبار من تراه من وجهة نظرها المصلحية بالطبع وتتغاضى او تغمض عينيها عن افعال واقوال من يعود عليها بالنفع بكافة اشكاله . ومع تنامى المجتمع الدولى وتعاظم قدرات بعض دوله تغير مفهوم التقاضى واصبح هناك كيان اخر يسمى بمجلس الامن الدولى الذى يستقى احكامه من قانون ساكسونيا ذلك القانون الذى كان يطبق قديما فى الامبراطوريات اليونانية والرومانية وغيرها من دول حكم الفرد الواحد فقد كان هذا القانون يطبق بقسوة على الفقراء ومن لاظهر لهم اذا اذنيوا او اقترفوا السيئات او بغوا على السياد والسادة والعظماء بينما اذا كان السارق او القاتل او الباغى بصفة عامة من الشرفاء واللوردات فيتم احضاره فى الضوء ايا كان  هذا الضوء شمس ، قمر ، ليل ، ضوء صناعى اى ضوء يكون للمحكوم عليه فيه ظل ويحكم على ظله بالحكم الذى تقره هيئة التحكيم فان كان الحكم بالاعدام يعدم ظله وان كان بالتعذيب يعذب ظله وهكذا . ولان مجلس الهم اقصد الامن ليس له هدف سوى المصلحة العليا لمؤسسيه الكبار ومن يسيرون على نهجهم فقد جاءت كل قراراته منذ النشأة وحتى الفناء الكونى تصب فى هذا الرافد المتفق عليه بينهم ومعهم . ليس غريبا او عجيبا او مدهشا ان تجد مجلس الهم متغاضيا عن جرائم حرب وانتهاك حقوق الانسان بل والحيوان الناطق تقترفها دولة بعينها فى مقابل الشجب والادانة وربما التدخل الدولى وفرض الامر الواقع على دولة اخرى لمجرد انه كان بنية رئيسها ان يصنع منتجات كيميائية ، وبنفس النهج يعقد مجلس الهم الدولى جلساته العادية والطارئة ويرفع اعضاءه الكبار اصابعهم باتفاق ضمنى فيما بينهم يقر فيه بعضهم بحق الاعتراض والاخرون يمتنعون والبعض يشجب ويدين . مجلس الهم الدولى يعلم تمام العلم روافده ويحافظ على انهار العسل التى يغرف منها بلا رقيب ولا محاسب فقط باس وورد المرور التى تكمن فى مصحلتى ومصلحتك ان نظل فى موقعنا وانت تابع وفى لنا .. مجلس الهم ليس الا حلقة محكمة من حلقات سيناريو المجتمع الدولى المحبوك فقراته ونهاياته والمزود بكل التوابل المدهشة لتعطيه بريق ونفاذ قراراته . مجلس الهم قراراته كلها غم فلا تنتظروا منه سوى اللمم.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط