الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انخفاض المياه بسد الروصيرص 50% ..هل دخل السودان مرحلة العطش؟

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي

أكدت إدارة سد الروصيرص في السودان، استمرار انخفاض وارد المياه من النيل الأزرق بنسبة تصل إلى 50%.

وأصدرت إدارة السد تحذيرات من أن «تأخر استئناف المفاوضات سيعرض سد الروصيرص للخطر».

حجم الأضرار بالغ 

الكاتبة الصحفية والمتخصصة في الشأن السوداني أسماء الحسيني، قالت إن «إعلان إدارة سد الروصيرص بالسودان عن انخفاض منسوب المياه خلف السد بنسبة 50%، يكشف حجم الأضرار المترتبة على الملء الثاني لسد النهضة الذي أعلنت إثيوبيا مؤخرا الشروع فيه بدون اتفاق أو توافق مع دولتي المصب».

وأكدت «الحسيني» في تصريحات لـ «صدى البلد»، إن الإعلان خطير لإن «سد الروصيرص يعتمد عليه السودان بشكل أساسي في توليد غالبية الكهرباء التي تحتاج إليها البلاد»، مشددة على أن «الملء الثاني لسد النهضة دون الاتفاق مع السودان سـ يترتب عليه مخاطر كبيرة فيما يتعلق بعمل سد الروصيرص أو محطات الكهرباء».

وكشفت «الحسيني»، إن انخفاض منسوب المياه بـ سد الروصيرص سوف يؤدي إلى تكرار نفس المشكلات التي حدثت العام الماضي في الملء الأول لخزان سد النهضة.

وأشارت إلى أن «الملء الثاني يجري دون التنسيق مع السودان أو توفير معلومات حقيقية كما كشف وزير الري السوداني ياسر عباس، الذي أكد أن ما مدتهم به إثيوبيا من معلومات لا قيمة له؛ وهناك مشاكل حقيقية»

وأكدت أن «إعلان السودان عن الأمر هدفه توجيه استغاثة للمجتمع الدولي لـ يتحرك من أجل إعادة التفاوض بين الدول الثلاث على أسس سليمة»، مشيرة إلى أن «الدول الثلاث تحتاج الآن إلى العودة لمائدة التفاوض حتى يمكنها إيجاد حل مرضي للجميع».

الملء الثاني وتهديد السودان 

وأكد وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، في وقت سابق، أن «القرار الإثيوبي بالبدء في ملء سد النهضة، للعام الثاني على التوالي يشكل تهديدا للسودان».

وقال في رسالة بعث بها لنظيره الإثيوبي، بيكيلي سيليشي، إن «إثيوبيا قد قررت ملء السد للسنة الثانية فعليا في الأسبوع الأول من شهر مايو، عندما قررت مواصلة تشييد الممر الأوسط للسد، لذلك من الواضح أنه عندما يتجاوز تدفق المياه سعة البوابتين السفليتين، فسيتم تخزين المياه إلى أن يمتلئ السد وتعبر المياه من فوقه في نهاية المطاف».

وأوضح وزير الري السوداني في رسالته لنظيره الإثيوبي، أن «المعلومات التي قدمتها أديس أبابا بشأن الملء للسنة الثانية ليست ذات قيمة تذكر بالنسبة للسودان الآن، بعد أن تم صنع أمر واقع أعلى سد  الروصيرص».

ولفت أن السودان اتخذ تدابير كثيرة للحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية المتوقعة للملء الثاني الأحادي لسد النهضة، ولكنها «لن تخفف إلا القليل من التداعيات السالبة على التشغيل الآمن لسدودنا الوطنية».

التعنت الإثيوبي والملء الثاني 

في سياق متصل، تصر إثيوبيا على بدء ملء ثان لسد النهضة في يوليو الجاري وأغسطس المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأن السد الذي تقيمه على النيل الأزرق، الرافد الرئيس لنهر النيل.

وفي المقابل تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي ملزم بشأن الملء والتشغيل، للحفاظ على سلامة منشآتهما المائية، ولضمان استمرار حصتهما السنوية من مياه النيل.

وكشف المهندس معتصم العوض، مدير إدارة الخزانات السودانية، عن الآثار الناتجة لسد النهضة على السدود السودانية.

وقال إن «الملء الأول لسد النهضة الإثيوبي أدى لتعطل جميع محطات الشرب في ولاية الخرطوم».

وأشار إلى وجود خطة تأهيل الخزانات تقوم بها وزارة الري، لرفع كفاءة 4 خزانات رئيسية.

وأكد أن «عدم تبادل المعلومات مع السودان بشأن سد النهضة سيسبب مشاكل كبيرة في تشغيل خزانات السدود في السودان».

وحذر المسؤول في وزارة الري السودانية من غياب المعلومات مؤكدًا أنها ستؤدي إلى ارتباك كبير في قدرة الدولة على لتلافي أثار سد النهضة.