الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انخفاض المياه بسد الروصيرص 50% .. مصدر سوداني يكشف تداعيات الأمر

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي

أكدت إدارة سد الروصيرص  في السودان، استمرار انخفاض وارد المياه من النيل الأزرق بنسبة تصل إلى 50%.

وأصدرت إدارة السد تحذيرات من أن «تأخر استئناف المفاوضات سيعرض سد الروصيرص للخطر».

إثيوبيا تضع الجميع أمام الأمر الواقع 

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوداني، محمد عبد العزيز، قال إن إثيوبيا كانت بدأت في عملية استكمال البناء الخاصة بالملء الثاني لسد النهضة في 22 يوليو الجاري، ولكن لأسباب السياسية بدأت استكمال البناء قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن الماضية حتى تضع الجميع أمام الامر الواقع وفقاً لسياستها الحالية.

وأكد عبد العزيز في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الملء الثاني يفترض أن أعمال البناء خاصة في الممر الأوسط تصل إلى ارتفاع 595 مترا بحيث أن تتمكن من تخزين 13.5 مليار متر مكعب، ولكن الآن يوجد شكوك كبيرة في أن يصل إلى هذا الارتفاع خاصة بعد اشارات المسؤولين الإثيوبيين إلى انها ممكن تصل الي 537 مترا.

وأضاف المحلل السياسي السوداني، أن إثيوبيا في الوقت الحالي مستمرة في عملية التخزين للملء الثاني دون التوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان بخصوص هذا الأمر، ولا توجد معلومات دقيقة لكميات المياه التي تخزنها إثيوبيا، ولكن هناك شكوك علي حول قدرة إثيوبيا على تخزين 13.5 مليار متر مكعب لاعتبارات تتعلق بقدرتها على استكمال البناء، لأنه من الواضح أن تدفق المياه عبر الفتحتين أدى لأن ترتفع مياه البحيرة بشكل كبير فهذا يعرقل عملية البناء.

تجهيزات سودانية 

وتابع" ان الدولة السودانية أخذت بعض الترتيبات لمواجهة هذه الخطوة  من الجانب الإثيوبي لتقلل من الخطر على مواطنيها وتضمن سلامة المنشآت المائية، والخطوات السودانية تتلخص في الاحتفاظ بمخزون مائي في بحيرة خزان الروصيرص يصل لنحو 900 مليون متر مكعب ليتم استخدامه في فترة تخزين اثيوبيا للمياه.

الملء الثاني وتهديد السودان 

وأكد وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، في وقت سابق، أن «القرار الإثيوبي بالبدء في ملء سد النهضة، للعام الثاني على التوالي يشكل تهديدا للسودان».

وقال في رسالة بعث بها لنظيره الأثيوبي، بيكيلي سيليشي، إن «إثيوبيا قد قررت ملء السد للسنة الثانية فعليا في الأسبوع الأول من شهر مايو، عندما قررت مواصلة تشييد الممر الأوسط للسد، لذلك من الواضح أنه عندما يتجاوز تدفق المياه سعة البوابتين السفليتين، فسيتم تخزين المياه إلى أن يمتلئ السد وتعبر المياه من فوقه في نهاية المطاف».

وأوضح وزير الري السوداني في رسالته لنظيره الإثيوبي، أن «المعلومات التي قدمتها أديس أبابا بشأن الملء للسنة الثانية ليست ذات قيمة تذكر بالنسبة للسودان الآن، بعد أن تم صنع أمر واقع أعلى سد  الروصيرص».

ولفت أن السودان اتخذ تدابير كثيرة للحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية المتوقعة للملء الثاني الأحادي لسد النهضة، ولكنها «لن تخفف إلا القليل من التداعيات السالبة على التشغيل الآمن لسدودنا الوطنية».

التعنت الإثيوبي والملء الثاني 

في سياق متصل، تصر إثيوبيا على بدء ملء ثان لسد النهضة في يوليو الجاري وأغسطس المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأن السد الذي تقيمه على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل.

وفي المقابل تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي ملزم بشأن الملء والتشغيل، للحفاظ على سلامة منشآتهما المائية، ولضمان استمرار حصتهما السنوية من مياه النيل.

وكشف المهندس معتصم العوض، مدير إدارة الخزانات السودانية، عن الآثار الناتجة لسد النهضة على السدود السودانية.

وقال إن «الملء الأول لسد النهضة الإثيوبي أدى لتعطل جميع محطات الشرب في ولاية الخرطوم».

وأشار إلى وجود خطة تأهيل الخزانات تقوم بها وزارة الري، لرفع كفاءة 4 خزانات رئيسية.

وأكد أن «عدم تبادل المعلومات مع السودان بشأن سد النهضة سيسبب مشاكل كبيرة في تشغيل خزانات السدود في السودان».

وحذر المسؤول في وزارة الري السودانية من غياب المعلومات مؤكدًا أنها ستؤدي إلى ارتباك كبير في قدرة الدولة على لتلافي آثار سد النهضة.